صلاح الدين عووضة يكتب : تمانيات!!

11فبراير2022م 

واليوم جمعة..

ويوم جمعة – قبل سنواتٍ خلت – ذهبنا في رحلة إلى منطقة التمانيات..

فهل هي منطقة؟… أم قرية؟… أم جزيرة؟..

لا أذكر؛ بل ولا أذكر حتى اسمها الصحيح… هل هو التمانيات أم التمنيات؟..

كل الذي أذكره تم تذكيري إياه..

فبعد الرحلة هذه بفترة طويلة – طويلة – صادفت واحداً ذكَّرني بنفسه..

قال لي: أتذكر يوم أحرزت فيك هدفاً في التمانيات؟..

وبعد التذكير أدركت أنه استخدم اسم التمانيات هذا – وهو يضحك – بالمعنيين..

المعنى الذي يرد في مصطلحات كرة القدم..

والآخر الذي يدل على المنطقة؛ والتي لا أدري موقعها من الإعراب المناطقي..

أو بت لا أدري الآن جراء ليلٍ يكرُّ علينا ونهار..

ثم جراء نائبات تنيخ علينا بكلكلها سنين عددا؛ في مناحي حيواتنا كافة..

كل الذي أعلمه أنها في عاصمتنا المثلثة..

وأنها منطقة جميلة؛ ذات نهر… وشجر… وزهر… وثمر… ويحلو فيها السمر..

تذكرت أن ذات بنطلون – جينز – دعتني للرقص..

فاعتذرت؛ فأنا لا أجيد الرقص… بل ولا أعرف حتى أبسط أبجدياته..

فغضبت؛ وحسبتني أتهرب من الرقص معها..

ثم حل آخر محل الفاعل بعد حذفه؛ أو الذي – في الحقيقة – لم يفعل شيئا..

فغضبت أيضاً؛ واعتذرت له هي هذه المرة..

اعتذرت بعد دقيقة عن مشاطرته الرقص؛ وكان هو الذي صادفني هذا..

ورغم هذا يباهي بالدقيقة هذه..

ويذكرني ضاحكاً برحلتنا تلك وأنه الذي أودع شباكي هدفاً في التمانيات..

شباك كرامتي… أو مشاعري… أو عواطفي..

وضحكت بدوري؛ فأنا لم أبال… بل فرحت لظهور من يرفع الحرج عني..

وفرحه هو رُفع عنه بعد نحو دقيقة..

ورُفعت أنا على الأعناق عقب إحرازي هدفاً في التمانيات؛ بحلفا الجديدة..

وكان أول – وآخر – هدفٍ تمانياتي لي..

وكان بمحض الصدفة؛ ولم أصدق عينيَّ…. ولم تصدق قدمي نفسها..

ولكن من رفعوني على أعناقهم صدقوا..

واحتفلوا بي – وهدفي – في محل حلواني الخيرات؛ حيث الهريسة بالحليب..

وكان أروع من أن لو أحرزته – راقصاً – بالتمانيات..

وذات أصيل كنت في زيارة لشخص بجزيرة توتي؛ فبهرني جمالها الطبيعي..

أو جمال الطبيعة فيها..

وما دام الشيء بالشيء يُذكر فإنها – في رأيي – أصلح للرحلات من التمانيات..

بل أصلح للسياحة على نحوٍ أعم..

ويمكن أن تُستثمر كمنطقة – أو جزيرة – سياحية إذا أُفرغت من سكانها..

بعد تعويضهم – طبعاً – بما يرضيهم..

أرضاً… ومالاً… وتطييب خواطر؛ وقد حدث هذا من قبل بالخرطوم..

فقد أُخليت منطقة المقرن من قاطنيها..

وصارت الديوم الشرقية موطناً جديداً لهم؛ وتحديداً – فيما أعلم – ديم القنا..

فإن حدث هذا فستكون ضربة – أو ركلة – معلم..

في التمانيات!!.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى