عبد الله مسار يكتب : ماكرون ونهاية الهيمنة الغربية على العالم (٢)

19 ابريل 2022م

قلنا في مقالنا ماكرون ونهاية الهيمنة الغربية في العالم (١)، إن الرئيس الفرنسي ماكرون وجّه خطاباً مهماً داخل الاليزيا  لبعض مرؤسيه، واكد في ذلك الخطاب نهاية الهيمنة الغربية في العالم، والى نص خطاب ماكرون الجزء الثاني

(سواء كنا أكثر جرأة في السياسة، فإن الخيال السياسي للبلدان الناشئة  يفوق بكثير خيال الأوروبيين اليوم، كل هذا صدمني بشدة. انتشلت الصين ٧٠٠ مليون شخص من براثن الفقر وسيتم انتشال المزيد من الفقر في المستقبل، ولكن فرنسا يعمل اقتصاد السوق على زيادة عدم المساواة في الدخل بمعدل غير مسبوق. احدث غضب الطبقة الوسطى في العام الماضي تغييرات عميقة في النظام السياسي الفرنسي منذ القرن التاسع عشر وكانت الحياة الفرنسية في نوع من التوازن، الحرية الشخصية والديمقراطية  والطبقة الوسطى الثرية، هؤلاء هم الحوامل الثلاثية  التي توازن سياسات فرنسا، لكن الأزمة ولدت عندما لم تعد الطبقة الوسطى حجر الزاوية لبلدنا، عندما تعتقد الطبقة الوسطى ان مصالحها تتعرّض لخطر ستكون لديهم شكوك اساسية حول الديمقراطية ونظام السوق، هل يمكن لمثل هذا النظام أن يمنحني حياة أفضل؟ لديهم الحق في أن يكونوا متشككين للغاية، ولهم الحق في الانضمام إلى حركة سياسية راديكالية. في المملكة المتحدة أصبح سقوط النظام السياسي  أكثر وضوحاً.

الشعار المدوي لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، استعادة السيطرة. يقول كل شيء. يعتقد الناس أن مصيرهم لم يعد بأيديهم، لذلك يريدون استعادة السيطرة. والطريقة المباشرة لاستعادة السيطرة هي مُغادرة الاتحاد الأوروبي،  إنهم يكرهون الاتحاد  الأوروبي ويكرهون السياسة  القديمة،  ويريدون شيئاً أكثر إبداعاً من الناحية السياسية،

في التحليل النهائي فشل النظام السياسي في الماضي، في إفادة البريطانيين، بل جعل حياتهم أسوأ وأسوأ، ولكن القادة السياسيون في القمة. لم يدركوا ذلك، لذلك فشلوا.

أما بالنسبة للولايات المتحدة فعلى الرغم من أن الأمريكيين ينتمون إلى المعسكر الغربي، إلا أن لديهم  دائماً معايير إنسانية مختلفة  (تعني الدبن////) عن أوروبا. إن حساسية الأمريكيين لقضايا المناخ والمساواة والتوازن الاجتماعي لا توجد بنفس الطريقة التي توجد بها في أوروبا (مما يعني أن الفجوة بين الأغنياء والفقراء في الولايات المتحدة أكبر بكثير مما هي عليه في أوروبا).

هناك فجوة واضحة بين الحضارة الأمريكية والأوروبية. على الرغم من ان الولايات المتحدة وأوروبا متحالفتان، إلا أنّ خلافاتنا كانت موجودة دائماً. أدى وصول ترمب إلى السلطة إلى تضخيم الخلافات الأصلية.

يجب أن أؤكد أن أوروبا  مختلفة عن الولايات المتحدة.

بالطبع لا يمكن للكاثوليك  المجريين أو المسيحيين  الارثوذكس الروس ان يقرروا خطة الحضارة الأوروبية، لكن متابعك///  أوروبا طويلة الأمد مع الولايات المتحدة لطرد  روسيا من القارة الأوروبية ليس صحيحاً بالضرورة.

الولايات المتحدة في حاجة الى مواجهة روسيا وأوروبا  ولكن هل تحتاجها أوروبا؟

تتعاون أوروبا مع الولايات المتحدة لطرد روسيا وهو ما قد يكون أكبر خطأ جيوسياسي لأوروبا في القرن الحادي والعشرين

نتيجة طرد روسيا، هو أن بوتين ليس لديه خيارٌ سوى احتضان الصين، وهذا فقط يمنح الصين وروسيا فرصة  الإحماء).

هذا هو خطاب الرئيس الفرنسي ماكرون وهو خطاب في غاية الأهمية وهو يحدد أموراً محددة

١/ نهاية الهيمنة الغربية على العالم

٢/حلف جديد يتشكل من الصين والهند وروسيا ويعمل لصدارة العالم ويثبت ثقافته ولا يتماشى مع الثقافة الغربية

٣/ النظام الرأسمالي ونظام السوق الحر والديمقراطية التقليدية ما عادت مقنعة لشعوب اوروبا وأمريكا

٤/ الفجوة بين الأغنياء والفقراء كبرت جداً ولم تعد هناك طبقة وسطى وهذا الوضع مدعاة لبروز تيارات شبابية ضد النظام القديم

٥/ سيطرة الدولار على العالم لم تعد مقبولة وتظهر سلة عملات منها اليوان والروبل

٦/ هنالك دول ناشئة تظهر في السطح من خلال قيام التحالفات الجديدة

٧/ ازمة الغاز والبترول والقمح والمعادن تفكك أوروبا وستكون هنالك دول محتاجة لهذه المواد لا تستطيع أن تقاطع روسيا كلياً كألمانيا وإيطاليا وبولندا والشيك والمجر

٨/ستقوم دولة الثقافة وليس دولة الأيديولوجيا لأن الشعوب بدأت ترجع لثقافاتها بدل الثقافات المستوردة

أخيراً. عامل الدين عاد من جديد في بعض الدول، وخاصةً الدول المحافظة.

إذن واضح ان الحرب الروسية الأوكرانية لها ما بعدها ومازالوا فقط في رأس جبل الجليد. ولم نر ما تحت الجبل.. انه الكون يتجدد بقدرة الحي القيوم، تقوم حضارات تسود، وهنالك حضارات تباد.

أمريكا أكثر بلدان العالم في مرحلة الخطر، وخاصّةً الصراع الاجتماعي والفوارق الاجتماعية، عالم عايشة في ناطحات السحاب وأخرى على المجاري والأكواخ، يتولد حقد طبقي طالما ليس هنالك وزاع ديني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى