شمال كردفان: غياب الاستقرار تسبب في عدم تجديد برنامج (إيفاد)

 

تقرير: معتصم حسن عبد الله    9فبراير2022م

غياب الاستقرار السياسي بالبلاد وتجاهل الجهات المعنية بعمل برنامج تسويق الثروة الحيوانية اتحادياً وعدم مُلاحقة الولايات المستهدفة بالبرنامج للمركز تسبّب في إهمال وضياع فرصة تجديد التمويل لدورة أخرى لمُواصلة برنامج (إيفاد) تسويق الثروة الحيوانية والقدرة على الصمود.. ولذلك أنهى البرنامج نشاطه في الولايات الخمس المُستهدفة (شمال كردفان، سنار، النيل الأبيض، النيل الأزرق، القضارف) في مارس القادم، وامتدت الفترة الزمنية للبرنامج خمس سنوات بدأت في العام 2018 وتنتهي في 2022 وكانت السانحة مُواتية لتجديد عمل برنامج إيفاد، إلا أن غياب الرؤية والمتابعة أهمل البرنامج الذي كان يعمل في أهم معاول ومصادر الإنتاج الاقتصادي بالبلاد.

نمو الثروة

البرنامج يعمل من أجل نمو الثروة الحيوانية والاستخدام المرشد للموارد الطبيعية والحد من الفقر. ومن أهداف البرنامج تحقيق الأمن الغذائي وزيادة دخل المجتمعات الرعوية بشمال كردفان, كما يعمل البرنامج في محليات (شيكان، أم روابة، الرهد وبارا) وتمكن البرنامج من الوصول إلى 237 مجتمعاً من جملة 275 من المجتمعات المستهدفة بالمحليات الأربع بنسبة 86%، بينما مكونات البرنامج ثلاثة محاور، الأعمال الريفية والتنمية المجتمعية، الموارد الطبيعية، وتسمين الثروة الحيوانية.

ويقول منسق برنامج تسويق الثروة الحيوانية والقدرة على الصمود بشمال كردفان د. بابكر أحمد آدم، إن الأعمال الريفية والتنمية المجتمعية تم من خلالها تكوين لجان تنمية ريفية لكل المجتمعات 354 لجنة من الرجال والنساء وتدريبهم بالإضافة إلى مجموعات الادخار والتسويق تضم 15 – 20 فردا وصلت إلى 1031 مجموعة تم تكوينها بعضوية 15170 عضوا، فضلا عن مدربين لتدريب المجتمعات وربطها بمصادر التمويل وكيفية التعامُل معها.

وفي مجالات الخدمات، قال منسق البرنامج د. بابكر، إنّه تمت صيانة وتأهيل وتركيب وتسوير 70 محطة مياه تعمل بالطاقة البديلة الطاقة الشمسية وتوفير 2230 أسطوانة غاز بمواقدها وتدوير أموالها لآخرين لتنفيذ ذات المشروع، وفي مجال المسارات تم تخريط 180 كلم في الرهد وشيكان ومركز للخدمات البيطرية وتأهيل المراعي والمحميات والمخارف بالتعاون مع وزارة الإنتاج بالولاية، واستزراع 476 ألف شتلة هشاب في كل من شيكان والرهد وأم روابة، وتنفيذ حقول إيضاحية بنظام الري بالتنقيط في عددٍ من المناطق وحققت نجاحاً، والإسهام في تغيير نمط السكن والمباني للمُحافظة على الأشجار بتوزيع أربع ماكينات طوب لهذا الغرض.

وعن تسمين الثروة الحيوانية، قال منسق البرنامج تم تسمين 205 آلاف من الضأن و26400 من العجول لزيادة الأرباح للمُجتمعات وإرجاع الأموال للجهات التمويليّة، وإنجاح عملية تسمين الثروة الحيوانية جاء عبر الاهتمام بالتدريب الذي شمل 151 معاوناً بيطرياً و386 مرشد اتصال و8900 منتج على مستوى القرى بالإضافة لتدريب الأطباء البياطرة والمفتشين وتدريب المجتمعات على حفظ جلود الثروة الحيوانية.

مخرج الأزمة

المخرج الحقيقي من الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعيشها السودان هو الإنتاج خاصّةً الزراعي بشقّيه النباتي والحيواني والاهتمام بجميع المصادر الاقتصادية التي تزخر بها البلاد الغابية والبترولية والمعدنية ودعم الإنتاج الصناعي وتشجيع الاستثمار للاستفادة من رؤوس الأموال الوطنية والأجنبية، إلا أنّ كل ذلك لا يتحقّق إلا بالاستقرار السياسي والرؤية الاقتصادية التي تحمل في طياتها السياسات الاقتصادية العلمية المشجعة والداعمة للعملية الإنتاجية لبناء اقتصاد قوي ينعكس إيجاباً على المواطن معاشاً وخدمات، وبالتالي الخروج من الأزمات والارتقاء بالدولة في شتى المجالات المتعددة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى