صلاح الدين عووضة يكتب : شارة!!

9فبراير2022م

أو إشارة..

وغنى لها أبو سريع..

وكان يعني إشارة سيارة (بوباي) تقودها فتاة – من علية القوم – أعجبت الشاعر..

غنى بقصيدة يقول مطلعها:

يا سائق البوباي

الإشـارة جاي؟

ولاّ جـــــــاي؟

أعجبت عبد العزيز سيد وهي تقله – وآخر- في طريقها..

والشاعر هذا بخلاف شاعر الحقيبة سيد عبد العزيز صاحب (بت ملوك النيل)..

وهنالك شارة المرور… وشارة الكابتنية… وشارة الإرسال..

وشارة الكابتن محمد صلاح كانت تؤدي دورها في الإرسال على أحسن وجه..

وذلك في مباراة كأس ماما أفريكا ضد السنغال..

حتى أن حارس مرمى منتخب الفراعنة تلقى شارته هذه عند التصدي لركلة الجزاء..

رغم أنّ الراكل هو ساديو مانى نفسه..

ولكن مع تطاول زمن المباراة – وقوة نجوم السنغال – ضعفت لياقة الفراعنة..

ومن ثم ضعفت شاراتهم؛ فكانت الهزيمة..

ثم هنالك شارات التواصل البشري من – وإلى – المخ؛ وهي التي تعنينا هنا اليوم..

والفيلسوف إيمانويل كانط كان لديه طقوس عند الكتابة..

ومنها النظر إلى برج كنيسة مجاور..

وفي يوم وجد أنه تعذر عليه كتابة سطر واحد؛ منذ الصباح وحتى حلول المساء..

ثم انتبه إلى أن السبب هو غياب قمة البرج هذا..

غيابه عن ناظريه جرّاء بناء اكتمل تشييده مساءً؛ فاكتمل احتجاب البرج صباحاً..

وكان عبارة عن غرفة علوية بناها جاره بسرعة قياسية..

فاحتج لدى جاره هذا بأنه لا يقدر على العمل..

أو لا يقدر عقله على العمل..

وحين أزال جاره هذه الغرفة – استجابةً لرغبته – عادت الشارة إلى العمل..

فعمل عقله… فيده… فقلمه..

والشاعر جرير- رغم نبوغه الشعري – تعرض لانقطاع شارة مفاجئ ذات ليلة..

فقد أراد أن يرد على هجاء الشاعر النميري له فعجز..

ثم سمع آخر الليل – وهو غير (آخر ليل) إسحاق – صوتاً يسعفه بمدخل القصيدة..

فآخر ليل إسحاق هذا ذو شارات متداخلة..

أو شارات متقاطعة؛ فتتداخل في عقله… وتتشابك… (فيضرب) عقله كما الفيوز..

فيتحدث – مثلاً – عن جاسوسٍ في ساحل الكاريبي..

ثم يجرجر جاسوسه هذا – بقدرة قادر – من البحر ذاك إلى البحر الأحمر هنا..

ثم يُجلسه على مقهى عند كورنيش البحر هذا..

ثم يجعل له رفيقا؛ والرفيق هذا ينقل شارة الجاسوس إلى أحد البحرين بالخرطوم..

إما الأزرق… وإما الأبيض؛ والنهر يُسمى بحراً كذلك..

فيلتقط إسحاق الشارة؛ ثم يرسلها – كما مو صلاح – إلى حارس مرمى حكومتنا..

فتنتبه الحكومة… وتصد ركلة الجزاء التآمرية..

فبلادنا دوماً – كما يظن – تتعرض لمؤامرات كونية..

المهم؛ كان نص الصوت الذي سمعه جرير حين انقطعت عنه شارة عقله..

أو انقطعت عن عقله هذا شارة الشعر:

أقلِّي اللــوم عــاذل والعتابا

وقولي إن أصبت لقد أصابا

وهي القصيدة التي يقول فيها بيت الهجاء الشهير:

فغض الطرف إنك من نمير

فلا كــعباً بلـغت ولا كــلابا

ولم تقم لقبيلة نمير قائمة بعدها… حسبما جاء في كتاب (الأغاني) لأبي الفرج..

والآن سبب كلمتنا هذه اليوم انقطاع مفاجئ للشارة..

فصباح الأمس لم أجد البرج الذي كنت أنظر إليه حين أكتب؛ أو حين أعمل..

فانقطعت عن عقلي الشارة..

وهو – في حالتي هذي – برجٌ مجازي؛ لا كبرج كانط..

ولكني – بعكسه – لم تستعص علي الكتابة؛ وإن كانت بلا معنى… بلا فائدة..

مثل شارة حامل الشارة – مو صلاح – الأخرى لحارس مرماه..

فهي لم تسعف (جاباسكي) في صد ركلة ساديو مانى الثانية عقب الزمن الإضافي..

أو ربما غابت الشارة الأصلية..

فأفسحت المجال لتشابك شارات طائشة – وطاشة – داخل عقلي..

مثل التي تتشابك في عقل إسحاق آخر ليله..

ولكن تحاشياً لجرجرة جاسوسٍ من ساحل الكاريبي إلى ساحل الأحمر سأفعل شيئاً..

سوف أفعل شيئاً مهماً من باب التحوط..

سوف أستعين بالقراء متسائلاً:

الإشارة جاي؟..

ولَّا جاي؟!.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى