د. عبد الله فتحي يكتب: سُقوط.. لا يشبه الموروث السوداني

4فبراير2022م

رشفة أولى:

في قانون الفيزياء، قشرة البرتقال مليئة بجيوب الهواء الصغيرة، والتي تعطيها كثافة أقل من الماء، وبمجرد إزالة القشرة تزيد كثافة البرتقالة، مما يجعلها تغرق.. تغرق.. تغرق.. حتى تصل القاع.

(حتى في قانون الفيزياء التعري يعني.. السقوط).

رشفة ثانية :

مظاهر السقوط الأخلاقي التي بدأت تطرأ على المجتمع السوداني في شكل أزياء عارية وضيقة لحد التجسيد الدقيق والكاشف لجسد المرأة ومحاسنها مع استخدام مبالغ لمساحيق التجميل بصورة مقززة ظاهرة تستحق الوقوف لكونها أخذت تتمدد .. فتعري جسد المرأة أو أجزاء منه لا يضيف، بل يخصم من رصيد العفة والكرامة والحياء والمكانة التي يضعها السوداني للمرأة .. ( وهنا أشير أيضاً إلى موضة مذيعات القنوات السودانية – وهم قدوة للفتاة السودانية – وحرصهم وإصرارهم الغريب على كشف أعناقهن للمشاهدين.. وتلك المذيعة التي تظن أن عدسة الكاميرا انتقلت إلى الضيف الذي يتحدث والكاميرا تنقل كيف أنها تسعى جاهدة في جرجرة أطراف الخمار لتكشف مساحة أكبر من عنقها .. ترى ما شعور شقيقها أو والدها أو زوجها من هذا المشهد على الهواء وأمام ملايين الشهود؟! .. خالتنا عصامات تابعت المشهد ونظرت إلى الأرض وهي تقول: خجلت ليك لكن).

سلوكيات لا تشبه الأعراف والعادات والتقاليد السودانية العتيدة العريقة منذ آلاف السنين .. فالثوب السوداني بحشمته وأناقته وذوقه الرفيع الملفوف بطريقة تحجب تفاصيل الجسد يجعل من المرأة جوهرة يتهيّب فقراء الشعور مجرد لمسها أو خدش وقارها بحرف أو إشارة (قريباً .. الثوب السوداني موضة عالمية) هذا الثوب العفيف الجميل لم يأت مع دين الإسلام ، لكنه مكرمة سودانية وإرث وزي سوداني. مميز. عفيف. وقور. جميل وراق.. يحفظ كرامة المرأة السودانية من الإهانة والابتذال وفقدان القيمة.

وكما قال ذلك السوداني المغترب لعقود من الزمان في بلاد تموت من البرد حيتانها: (التعري هناك لا تحبه النساء العاقلات اللائي يحببن الحياة .. فهو يجعل المرأة سلعة حلوة المذاق بغير غطاء.. فتجذب الذباب.. الذباب فقط .. والذي لا يدعها إلا وقد عافها الناس .. فتجدها تسير وهي تكثر البزاق .. كأنما تبزق على نفسها قرفا.. فتصير حياتها شيئا تريد التخلص منه).

رشفة اخيرة :

بلد أوصافك فتاة أحلام .. طيبة النيل.. خضار قلوق.. صبر تربال.. حنانه حنان حبوبتي بتول.. سترة وعفاف شبه المكاد قندول.. تاني العيشة سااااهلة.. موية دميرة وبلح كشيق.. و..معاكم سلامة.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى