آمال عباس تكتب : وقفاتٌ مُهمّةٌ .. تحيـــــــــاتي القلبية لكم

3فبراير2022م

أعزائي أعضاء المؤتمر الأول للاتحاد الاشتراكي السوداني أريد أن أحييكم كلكم تحيات قلبية صادقة ومخلصة.. صادقة صدق الجماهير التي تتطلّع لكم.. ومُخلصة إخلاص الكادحين والمناضلين الذين يثقون في تجمعكم هذا.. ثقتهم بأنفسهم وبالمستقبل المشرق الباسم..

فالقيمة التاريخية والنضالية التي يعبر عنها انعقاد هذا المؤتمر.. لا تتمثل في اكتمال الهيكل الهرمي للاتحاد الاشتراكي، وإن كان هذا في حد ذاته نجاحاً وانتصاراً على ظروف الواقع المتخلف والمتاعب الكثيرة التي صاحبت عملية بنائه من مستوى الوحدة الأساسية والفروع، ولكنها تُشكِّل في حد ذاتها الممارسة الديمقراطية والثورية في استيعاب واقع المجتمع السوداني بتطلُّعات وآمال وأماني جماهيره وترجمة واقعها إلى خطط عمل تستشرف مُستقبلها وطموحها وتدفعها خطى نحو الأمام.

إن الأماني والأحلام حق لكل إنسان.. ولكن الحق لا يتأكّد لمجرد أننا تمنيناه أو حلمنا به، وإنما هو جهاد مرير في سبيل المبادئ وعمل وتضحية وفداء في كل مراحل التاريخ.. فالذي يحتمل المشاق يستطيع أن يحقق كل شيء مهما كان عظيماً وصعباً فشعبنا هذا شعب أصيل.. وصانع حضارة.. كان الشهداء يسقطون وتجاورهم اعلامهم مضرجة بالدماء ولكنهم لم يستسلموا ولا مرة واحدة في التاريخ.. كانت معاركهم لا تنقطع بين مد وجزر.. تتقدم وتتأخر ولكن قوى الخير والأمل والتطلع فيه ظلت تتحقق وتبقى على الدوام.. هذا الشعب الذي استطاع على مرور الستة قرون الماضية أن يبني نفسه ويُحافظ على كيانه ويحافظ على طبيعته.. نمثله نحن تحت خيمة كبيرة كبر آماله وبسيطة بساطة معيشته وحياته وجميلة جمال السودان كله.

مسموح لنا أن نفخر.. مسموح لنا أن نبتهج ومطالبون بالعمل.. العمل الجاد.. والتجارب تؤكد كل يوم أمامنا قوة الخير والحق.. وقوة الإنسان.. فالإنسان أقوى من الجيوش.. الحق أقوى من الباطل.. العدل أقوى من الظلم.. والثورة أقوى من كل شيء.. فالشعب قد تحرّر وبات على استعدادٍ تامٍ لصنع المعجزات.. معجزة بعد معجزة في ثبات وعلى الدوام..

علينا أن نعي أن دورنا عظيم وكبير، فنحن نقيم تنظيماً سياسياً تتحالف داخله قِوى الشعب العاملة ليحمي هذه الثورة التي لها خمس سنوات نُريد في نفس الوقت أن نهزم أوضاع ورواسب وممارسات آلاف السنين.. ونقيم في مكانها ممارسات وسلوك وأوضاع جديدة قد تحتاج إلى عشرات السنين..

ومن هنا وأمام هذه الحقيقة الصغيرة أرى دورنا عظيماً، وأرى أن الذي يدور الآن في قلب الخرطوم ويضم السودان كله حدثٌ ذو قيمة عظيمة، قيمة استمرارية الثورة.. ثورة مايو تقدمية اشتراكية ديمقراطية.. قيمة المُحافظة على طلائعها الثورية.. قيمة استمرارية حركة النضال اليومي للجماهير في جميع المجالات.

مرة أخرى تحياتي القلبية لك جميعاً،،،

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى