محمد عثمان الرضي يكتب: الإدارة الأهلية والطرق الصوفية مفخرة البلاد

31يناير2022م

الإدارة الأهلية مدرسة متفردة، ومرجعية حقيقية في فض النزاعات بين القبائل واكتسبت خبرة تراكمية متعددة أهّلتها لقيادة المجتمع السوداني طيلة الفترة الماضية.

وظلّت الإدارة الأهلية تقوم بأدوار مفصلية ومُهمّة في رتق النسيج الاجتماعي، وذلك من خلال المُبادرات المُجتمعية في تقريب وجهات النظر ما بين الأطراف المتصارعة وخلق روح الإخاء والمودّة.

 

الإدارة الأهلية لم يقتصر دورها فقط في المصالحات الداخلية بين أبناء الوطن الواحد وتجاوزت ذلك إلى خارج الحدود في لعب أدوار أكثر تقدما في الدبلوماسية الشعبية جنبا إلى جنب مع الدبلوماسية الرسمية.

لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تستغنى الدولة من الإدارة الأهلية، وذلك لأهميتها في تقديم النصح والإرشاد لأنها بيت الحكمة وذلك من إرثها التليد.

 

الطرق الصوفية يعود إليها الفضل في نشر الدعوة الإسلامية وتحفيظ القرآن الكريم وعلومه في شتى بقاع السودان، حيث يشهد لقادتها ومشايخها التديُّن ونكران الذات وحُب الوطن.

الطرق الصوفية الملاذ الآمن والأم الرؤوم التي تمنح العطف والتسامُح ونشر المعاني والقيم الفاضلة وتزكية النفس.

الطرق الصوفية طريق الحكمة والموعظة الحسنة وحُب الخير للناس جميعاً، مما أهّلها ذلك لنيل ومحبة وتقدير الشعب السوداني وما ذكرت إلا وذكر معها طريق الصلاح والاستقامة.

 

فكرة قيام مؤتمر الإدارة الأهلية والطرق الصوفية من أجل الوفاق الوطني، خطوة مُوفّقة وفي الاتجاه الصحيح، وقطعاً ستسهم وبصورة كبيرة في نزع فتيل الأزمة وإخراجنا من عُنق الزجاجة الذي أدخلتنا فيه أحزابنا السياسية التي لا تتعلّم ولا تتّعظ من أخطائها القاتلة!

مؤتمر الإدارة الأهلية والطرق الصوفية في جمع الصف الوطني، فرصة ذهبية نادرة وفي توقيت حسّاس يكون فيه السودان أو لا يكون.

 

فرص نجاح المؤتمر كبيرة جداً لأنه محاط بدعوات الصالحين والصادقين من أبناء الوطن المجتمعين من أجل رفعته وتقدمه، وقطعا ستظهر نتائجه مباشرةً وستخرج من بين ثناياه الحلول المنشودة والتي ستنزل برداً وسلاماً على أهل السودان.

مَن يقللون وينتقصون من قدر الإدارة الأهلية والطرق الصوفية جاهلون تماماً لتاريخ السودان وتركيبته الاجتماعية التي بنيت على هذه الأعمدة الخرسانية القوية والصلبة الإدارة الأهلية والطرق الصوفية.

 

الأمن والأمان بيد حكماء الإدارة الأهلية ومشايخ الطرق الصوفية، وهم مُؤهّلون لوضع خارطة طريق آمنة تُجنِّب البلاد الفتن والانزلاق نحو الهاوية.

توسيع ماعون المشاركة لمنظمات المجتمع المدني في صنع القرار من شأنه امتصاص غضبة الشارع والعمل على تهدئته ووضعه في الطريق الصحيح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى