“المشاورات الأممية”.. الطريق ملىء بالأشواك

 

الخرطوم: آثار كامل       31يناير2022م 

ما زالت الأزمة السياسية في السودان تتصاعد وتيرتها وتسير بخُطى متسارعة مع بروز  تطورات جديدة وتقلبات في المواقف خاصة القوى السياسية التي تخرج يومياً برؤية تختلف عن سابقاتها.

بينما ما زالت الولايات المتحدة الامريكية  تمارس  الترغيب من اجل ضمان استمرار العملية السياسية في السودان والحفاظ على الديمقراطية.

وفي هذا الإطار الضبابي تمضي المبادرة التي يقودها ممثل الأمين العام الخاص في السودان، فولكر بيرتس رئيس البعثة المتكاملة للأمم المتحدة (يونيتامس) ببطء شديد في اجواء مشحونة بالشكوك والتوجس.

حيث اعلنت البعثة مؤخراً استعدادها لجولة جديدة من المشاورات للعملية الأولية للعملية السياسية مع الاطراف السودانية الأسبوع المقبل، ووفق بيان البعثة الاممية، فان رئيس البعثة فولكر بيرتس يستعد الى جانب فريق (يونيتامس) لجولة جديدة من المشاورات مع مزيد من ممثلي الطيف السياسي الاسبوع المقبل.

البيان، اكد استمرار  المشاورات في توفير مساحة لأصحاب المصلحة السودانيين لعرض رؤاهم ومقترحاتهم حول سبل المضي قدماً في عملية الانتقال الديمقراطي، وقال بيرتس لا نريد توقع نتائج، ستوجه هذه المشاورات الاولية خطواتنا التالية، واوضح بان الاسبوع الثالث شهد توسعاً في مشاركة مجموعات سودانية مختلفة من بينها نسوية سياسية ومدنية وحزب البعث العربي الاشتراكي والتجمع الاتحادي من كتلة قوى اعلان الحرية والتغيير  ولجنة المعلمين ابرز مكونات تجمع المهنيين.

 

 مُواجهة التحديات

البعثة الاممية (يونيتامس) ما زال  لديها أملٌ في انفراج الأزمة رغم التظاهرة التي خرجت قبل يومين امام مقر الامم المتحدة مطالبة بطرد فولكر نفسه الذي يقود المبادرة.

ووقتها، اتهم فولكر، المؤتمر الوطني الحزب المحظور بتنظيم تلك التظاهرات.. ولم يهتم فولكر كثيرا بالتظاهرات ضده وعلق على صفحته بـ”الفيسبوك” بأنه وصل الى السودان بطلب من حكومة السودان، وانخرط رئيس البعثة في مشاورات واسعة لإقناع كافة الاطراف الفاعلة لكسر الجمود السياسي الذي يواجه مبادرته حتى لا تموت في مهدها نتيجة وعورة الطريق الذي سلكته في بيئة معقدة للغاية ويواجهها كثير من التحديات والعقبات.

وقال محللون لـ(الصيحة) ، ان (يونيتامس) تواجه العديد من التحديات، منها انعدام الثقة بين اطراف النزاع ، وذكروا ان الوضع الآن يحتاج الى توازن  لأن بعض المكونات المدنية ترى انها تمتلك الشارع وحركة التظاهرات وإن لم تحدث توازنات جديدة فلن تصل المبادرة الأممية لأي نتائج مرضية.

 

مُعادلة صفرية

هذا وقال عصام خضر نائب الأمين العام، الأمين السياسي للحزب الجمهوري في حديثه (للصيحة) ، انه  ما لم يحصل تغيير في المتسبب في خلق الازمة وهو الوضع الذي وصل اليه الجميع الآن، فالمعادلة ستكون  صفرية، ونوه بان المكون العسكري هو الذي خرق الوثيقة الدستورية وعلى المكون العسكري البحث عن طريق لتسليم السلطة للمدنيين، واشار الى ان القتل لم يتوقّف ولم يظهر المكون العسكري أي حُسن نية، وأضاف بأن تشرذم  القوى الأخرى يعتبر مرحلة ثانية حالياً، فالمرحلة الأولى وقف العنف واحترام الحقوق الاساسية ومن ثم الجلوس للتفاوض، مشيرا الى ان الحلول الجذرية تتمثل في وضع عتبات التغيير الحقيقية والبدء في وضع الدستور الاساسي،  واضاف قائلاً : على فولكر ان يفهم ان الحلول المطروحة لا تعجب السودانيين وحل الازمة في رأي الشارع, واضاف: مشاوراته الحالية لن تفضي الى شيء ما لم ينقل ما يدور بصورة واضحة  للولايات المتحدة  ويفهم رغبة الشعب  السوداني الفاعل الباحث عن الحرية والكرامة والقوى المدنية.

 

 مطالب

فيما رأي أستاذ العلوم السياسية د. أحمد عبد الحفيظ بأن الجولة الجديدة من المشاورات الأولية للعملية السياسية التي يقودها رئيس البعثة فولكر، لابد ان تبدأ بالشارع والحوار مع من يقودونه وهم الشباب، وقال لـ(الصيحة) في ظل التعنت الذي تمارسه القوى السياسية والعسكر، فإن الازمة ستظل عالقة تمضي خطوة للأمام وخطوة للخلف، واضاف بقوله: الشارع لديه مطالب واضحة وبعد ذلك يمكن للبعثة ان تنتقل الى مرحلة المشاورات مع مزيد من ممثلي الطيف السياسي, وعلق قائلاً: ربما تذهب جهود البعثة في الاتجاهين، ولكن البعثة  تسعى الى القوى السياسية اكثر من سعيها للاستماع الى صوت الشارع الذي يرى بأنها واحدة من أسباب الأزمة.

ويرى محللون استنطقتهم (الصيحة) ان فولكر في جولته الثالثة بلا شك سيكون قد عرف اتجاهات الأزمة السودانية من خلال جولاته السابقة التي أجراها مع كثير من اطراف القضية، وذكروا أنه بالتأكيد قد توصل الى رأس الخيط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى