دقلو.. رفض التدخل الأجنبي وتحذير لـ(يونيتامس)

الخرطوم- الصيحة

كشف نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، عن موافقتهم على مبادرة الأمم المتحدة لحل الأزمة في السودان، على أن يكون رئيس بعثة (يونيتامس) فولكر بيرتس مسهلاً وليس وسيطاً بين الأطراف، قاطعاً بعدم معاداتهم أو رفضهم للمجتمع الدولي وإنما رفضهم للتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد.

وكان إجتماع مجلس السيادة الانتقالي برئاسة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان قد استمع إلى إفادة من وزير الخارجية المكلف السفير على الصادق حول العلاقات الخارجية وأنشطة بعض البعثات الدبلوماسية المقيمة في الخرطوم والمخالفة للأعراف الدبلوماسية والمنتهكة لسيادة البلاد.

ونظم سودانيون من أجل السيادة الوطنية في ذكرى تحرير الخرطوم من المستعمر ومقتل غردون مواكب ضد التدخل الأجنبي في السودان. وحمل المتظاهرون شعارات تندد بالتدخل الدولي في الشأن الداخلي السوداني واتجهوا صوب مقر الأمم المتحدة بالخرطوم. والتفت قطاعات واسعة حول مبادرة رفض التدخل الأجنبي وإرتفعت المطالبة بطرد كل من يحاول التدخل في شؤون السودان الداخلية، كما حمل بعض المتظاهرين شعارات لطرد ممثل الأمين العام للأمم المتحدة فولكر بيرتس.

ويرى مراقبون أن التظاهرات المنددة بالتدخل الأجنبي هي تعبير للأغلبية الصامتة التى تراقب عن كثب ما لا يرضيها ولكنها قررت الخروج من الصمت والتعبير  لتوضيح أن التدخل الاجنبي هو أحد أسباب تعقيد المشهد السياسي في السودان، حيث أن (يونيتامس) كبعثة أممية جاءت تحت بند المساعدة للإنتقال الديمقراطي ولكن المبعوث نصب نفسه حاكماً يعلق ويوجه في أمور وطنية، وفي المقابل تجد السفراء الغربيين وقد بدأوا يلعبون سياسة على المكشوف في كل الإتجاهات.

وقال الكاتب الصحفي بكري المدني، إن مبادرة رفض التدخل الأجنبي جاءت بعد أن أوشكنا بلوغ مرحلة اليأس والتسليم بما يجري وبعضنا لا يخجل من المناداة على رؤوس الأشهاد بالقول: (سندخل سفارة- سفارة في الخرطوم) ويعني هذا إعلان عن العلاقة والتي ليست هي سوى عمالة. ويقطع المدني أنه لا توجد عاصمة في الدنيا تنشط فيها السفارات والسفراء من دون أي غطاء أو حياء كما هو حال الخرطوم. بل لا توجد سلطة فيها مثلما هو حال السلطة الوطنية التي يتسابق فيها المسؤولون على دول الإقليم لأخذ التعليمات والمصروفات.

وقال خبراء ومحللون سياسيون، إن حديث نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو أمام حشد من الإدارات الأهلية بشأن التدخل الأجنبي وضع النقاط على الحروف، مؤكدين أن خطاب النائب فيه تحذير واضح لرئيس بعثة يونيتامس فولكر بيرتس الذي صار يجابه برفض شعبي كبير بأن لا وصاية على السودانيين ولا تدخلات سافرة في الشأن الداخلي السوداني. فمشاكلنا أقدر على حلها بأنفسنا.

وأكد الخبراء أن وجود بعثة يونيتامس أصلاً لم يكن محل إجماع من الشعب السوداني، وإنما جاءت عبر خطاب سرب بليل من رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك وهو الأمر الذي جوبه بهجوم شرس على الصعيدين الرسمي والشعبي ولا زالت أساليب الرفض مستمرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى