رئيس حزب البجا المُعارض موسى سيدي لـ(الصيحة): لم أحضر من الغُربة لأتولّى منصب الشرق في السيادي

الحكومات الشمولية ساهمت في تدمير السُّودان

 نعتقد أن الحكم العسكري لا يصلح لإدارة التعدُّد في السُّودان

نتمنّى أن نتوافق في الصلح الداخلي بشرق السُّودان

 حزبنا لم يكُن ضالعاً في مشاكل الشرق ونسعى للحلول من أجل الوصول لجُذور المُشكلة

إذا احترمنا التعدُّدية في السُّودان وصار لها نظامٌ ودستورٌ سنكون أقوى

طالب رئيس حزب البجا المُعارض د. موسى سيدي، بضرورة ان يكون هنالك اعترافٌ صريحٌ بالتعددية التي عرفت بها الدولة، متمنياً بوجود دستور دائم يتراضى عليه كل السودانيين، واشار الى ان الدولة السودانية ذات إمكانات ليست سهلة، وشدد على ضرورة ان يرى الجميع سودانا متطورا ومتقدما متعددا ومتعايشا، متمنياً بأن يمضي السودان نحو نظام ديمقراطي مستديم وديمقراطي دائم، وان تكون هنالك حكومة مدنية، وقال سيدي في حوار مع “الصيحة” ، إن أزمة الشرق تعتبر أزمة السودان ككل، واضاف ان السودان يمتاز بتعددية، إن احترمناها وكل شخص وجد ما يمثله سيؤدي ذلك الى الاستقرار وبناء سودان قوى…

 حوار: نجلاء فضل الله         23يناير2022م 

 = ما هي قراءة حزب مؤتمر البجا المُعارض للراهن السياسي؟

أولاً مرحباً بكِ وبصحيفتكم، للأمانة السودان الآن في مفترق الطرق، في تقديري  بدأت الديمقراطية في حكومة حمدوك وبعدها لم يُكتب لها الاستمرارية بعد مغادرته وسيطرة المكون العسكري، خلاصة القول ان السودان في مفترق طرق، حقيقة نسأل الله تعالى ن يجنب البلاد الفتن ما ظهر منها وما بطن.

 =هل تتوقّع أن الديمقراطية ستسود في الدولة السودانية؟

كل التمنيات ان تمضي البلاد نحو ديمقراطية مستديمة وديمقراطية دائمة، وان تكون هنالك حكومة مدنية، ولا نتمنى أن يكون هذا مجرد تمنيات تلوح في الأفق، بل أن يتم ذلك خلال العامين المُقبلين.

= برأيك، هل المبادرات الدولية التي طُرحت بشأن القضية السودانية بإمكانها تحقيق نتائج من شأنها ان تُعالج أزمة الشرق؟

حقيقة أزمة الشرق تعتبر أزمة السودان ككل، وفي اعتقادي ان التعددية العرقية والدينية، فضلاً عن التعددية الثقافية في السودان لو احترمت وان كل شخص وجد ما يمثله، وافضى كل ذلك الى انتخابات كاملة في السودان سيتحقق الاسقرار وبناء سودان اقوى . اما اذا كانت الاستمرارية في سودان العام ١٩٥٦م لا اظن ذلك، فلن يرضى اهل البجا ولا شرق السودان والاقليات الأخرى.

=  البعض ظل يتحدّث عن غياب الحس الوطني، وان الانجرار نحو المصالح الشخصية الضيِّقة وراء تأزُّم الموقف، فماذا أنت قائلٌ؟

اقول لك، نحن مررنا بثلاثة عقود بدون الديمقراطية، وهذا الجيل الذي ولد عقب تولي عمر البشير حكم البلاد عبر انقلاب عسكري مشؤوم في عشية العام ١٩٨٩م، هذا الجيل الذي نشأ تحت الظلم والاضطهاد والقهر وغياب التعددية، فهذا الجيل يمكن ان يكون أكثر تطرفاً منا نحن الذين عشنا في السودان القديم.

 = هل هنالك ما يبرر ذلك الوضع؟

صراحة أن المسألة لها ما يبررها لكن بإذن الله تعالى ستزول إذا كان هنالك سودان ديمقراطي مُتعدِّد وآمن.

= هناك من ينظر إلى أن المؤسسات السياسية والمكون العسكري وراء الواقع الذي تعيشه البلاد من انسداد للأفق وغيرها.. ما هو تعقيبك؟

الحكومات الشمولية بعد الاستقلال سواء كان “عبود، نميري وعمر البشير” هم الذين ساهموا في تدمير السودان، وهم الذين اوصلوا السودان الى ما وصل إليه، ونتمنى ان لا تستمر حكومات عسكرية أخرى، بل تكون هنالك حكومات مدنية يكون فيها تخطيط وتعددية وديمقراطية وتكون فيها عدالة.

= أزمة الشرق كانت حاضرة في المشهد السياسي وكان تأثيرها كبيراً على حياة المواطن السوداني، أين تقف الآن بعد تدخل المجلس السيادي؟

اقول لكِ، نحن نقف مع الديمقراطية والعدالة والمساواة والتعددية أينما ما وضعت، ونعتقد جازمين أن الحكم العسكري لا يصلح لإدارة التعدد في السودان لم ولن يصلح في المُستقبل.

= عفواً.. هل تعتقد أن مستقبل البلاد يمضي نحو الديمقراطية أم الشمولية؟

إننا نرى أن مستقبل بلادنا يمضي نحو الديمقراطية والتعددية، والبلاد ستعيش في عصر العدالة والمساواة.

=أصابع الاتهام تلاحق حزبكم بأنه ضلعٌ في الصراع بإقليم الشرق.. بماذا ترد؟

لم أتلق أي اتهام بأن حزبنا ضالعٌ في مشاكل الشرق، إنما نحن نسعى في الحقيقة لحلول مشاكل الشرق والوصول الى جذورها والى إنسان شرق السودان، وليست لنا أي مطامع شخصية، ولم تكن لدينا أي مصلحة في إثارة المشاكل بشرق السودان. هناك من يرى أن حزبكم يعتمد على التأثير الإثني، الأمر الذي جعل دوركم ضيقاً في وضع حلول لقضية الشرق التاريخية؟

حزبنا يعترف بالتعددية لكل الأقليات في السودان مثل النوبة، البجا، الفور وهم كثر في السودان، ولعل السودان بلد مُتعدِّدٌ.

 =هل ترى أن الدولة السودانية تحترم التعددية هذه؟

إذا احترمنا هذه التعددية وصار لها دستورٌ ونظامٌ فسيكون السودان قوياً جداً

= وما هي النتيجة إذا ثبت أن التعددية لم تحترم؟

أما إذا لم تحترم التعددية تكون النتيجة أن كل إقليم سيمضي نحو ما يصلح حاله، وأتمنى أن لا نصل الى هذا المستوى، وانا اعتقد جازما ان  قوة السودان في احترام التعددية وتقنين هذه التعددية.

 = هناك إرهاصاتٌ بأن قدومك إلى السودان في هذا التوقيت بغرض الدفع بك عضوًا بالمجلس السيادي ممثلاً لإقليم الشرق.. ما صحة التداول الآن؟

أنا لست ممثلاً لأهل الشرق، وإنما جئت في إجازة عمل وفجأةً وجدت هناك ورشة تصالحية لأهل الشرق ما بين البني عامر والبجا والنوبة، وانخرطت في هذه الورشة لمدة عشرة أيام.

= هل ذلك يعني أنه لم يكن في حسبانك ذلك؟

لم أضع ذلك في الحسبان البتة، ونتمنى أن نُوفّق في الصلح الداخلي بشرق السودان لتقوية السودان الكبير.

= هل لديكم برنامجٌ واضحٌ في الحزب للأزمة التي تعانيها البلاد الآن؟

البلاد وصلت إلى ما وصلت إليه لغياب الديمقراطية، والحكومات العسكرية المتعددة غير الديمقراطية، والشمولية التي لا تحترم التعددية أوصلت البلاد إلى ما وصلت إليه، والحكومات الدينية الكيزانية، ونتمنى أن يفهم كل مسؤول ما هي جذور المشكلة ويحلها نحو سودان مُتعدِّد ديمقراطي عادل عبر دستور دائم هو الحل للسودان.

 = أين تكمن الحلول لقضية شرق السودان، خاصةً أنّ الصراع بات يأخذ الطابع الإقليمي؟

حتى لو أخذنا الطابع الإقليمي نتمنى أن تكون اقاليم السودان في إطار سودان موحد، ويكون الإقليم الشرقي، الإقليم الشمالي، الإقليم الجنوبي في إطار سودان موحد يعترف بالتعددية والديمقراطية والعدالة والدستور الداعم.

 

 =أخيراً ماذا تُريد ان تقول؟

نتمنى للسودان أن يصبح بلداً عظيماً كما كان، والسودان له إمكانات عظيمة جداً، وشعب البجا وكل الأقليات الموجودة في السودان الإثنية هي قوية بقوة السودان، لأن انهيار السودان انهيار، لكل هذه الأقليات، ونتمنى أن يكون هنالك اعترافٌ بالتعددية، ويكون هناك دستور دائم يتراضى عليه كل السودان، والسودان له إمكانات ضخمة للغاية، وبه موارد كبيرة، نتمنى أن يجلس الجميع للوصول إلى حلول حتى لا ينزلق السودان إلى وضع خطير ولا يستطيعون تدارك الأمر بعد ذلك..!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى