وقيع الله حمودة شطة يكتب : نتائج صادمة في استطلاع للرأي العام السوداني حول الأوضاع الاقتصادية .

22يناير2022م 

 

كشفت دراسة بحثية علمية جديدة، عن وجهة نظر ورؤية قاتمة للسودانيين حول مآلات الأوضاع الاقتصادية في بلادهم، مؤكدين أنهم يعيشون أوضاعاً اقتصادية سيئة للغاية في بلادهم، وأن أعداداً متزايدة بصورة يومية من الشعب السوداني يعيشون دون ضروريات الحياة الأساسية، مثل الغذاء، والدواء والصحة، والتعليم، والمياه،  وأكدت الأغلبية من السودانيين ممن شملتهم الدراسة الاستقصائية أن البلاد تسير في الاتجاه الخاطئ من حيث المعالجات الاقتصادية وحلول الأزمة التي استفحلت وأعيت النطاسين والخبراء، نتيجة الاضطرابات السياسية والاجتماعية التي تعيشها البلاد منذ ثورة 18 ديسمبر2018 التي أطاحت بنظام الإنقاذ الوطني الحاكم منذ العام 1989م.

وشملت الدراسة 1800 شخص بالغ بدأت في فبراير وانتهت في أبريل 2021م ، واعتمدت العينة العشوائية على مستوى أجزاء الدولة بناءً على مسوحات سابقة أُجريت بالسودان في الأعوام 2013، 2015، و2018م

وفي ندوة علمية نظمها مركز السودان لاستطلاع الرأي العام والدراسات الإحصائية لمجموعة من للباحثين والأكاديميين والإعلاميين للنقاش حول الأوضاع الاقتصادية يوم الخميس الموافق 13 يناير 2021م بمركز الفيصل الثقافي لمناقشة نتائج الدراسة العلمية البحثية التي هدفت إلى التعرف على وجهة نظر الرأي العام السوداني الشعبي حول الأوضاع الاقتصادية بالبلاد، وذلك بالتعاون مع منظمة (أفروبارومتر)، وهي شبكة أبحاث استقصائية غير سياسية لعموم قارة أفريقيا توفر بيانات ومعلومات موثقة عن تجارب البلدان الأفريقية، وتقييم مستويات الديمقراطية، وأنظمة الحكم، ونوعية الحياة فيها، وقد أجرت المنظمة (أفروبارومتر) ثماني جولات من الدراسات الاستقصائية شملت (39) دولة أفريقية منها السودان، وذلك منذ العام 1999م، وقد غطت هذه الجولة الثامنة من الدراسة لعامي 2019 – 2021م (34) دولة، حيث يقوم منهج الدراسة على المقابلات وجهاً لوجه مع عينات عشوائية من المُواطنين في البلدان الأفريقية باللغة التي يختارها المبحوث (المواطن)، ويقوم بالبحث باحثون مختصون في المجالات المختلفة حسب مقتضى الدراسة المعينة.

وقبيل مناقشة الباحثين والخبراء الأكاديميين والإعلاميين، قدم مستشار مركز السودان لاستطلاعات الرأي العام والدراسات الإحصائية (SPSC) الدكتور علي إبراهيم ترك الخبير الاقتصادي المعروف محاضرة، وضح من خلالها أن الهدف من الندوة، هو مناقشة نتائج الدراسة التي توصل إليها المركز بالتعاون مع منظمة أفروبارومتر المستقلة، كما أوضح أن المركز أيضاً مستقل، وقال هذه المناقشة عقدت لتحليل المؤشر الدوري لهذا النوع من الدراسات التي تُجرى كل سنتين وتنشر نتائجها في الدول الأعضاء، وهذه المرة شملت السودان حول تقييم تصور الناس عن سبل كسب العيش ومستوى الخدمات، وعن رده على سؤال طرحه أحد الباحثين حول مدى صحة وموثوقية بيانات الدراسة، وقال المستشار الدكتور علي ترك أن المركز يتبع المعايير الدولية في تطبيق إجراءات جمع المعلومات.

وشملت الدراسة التي أجرتها المنظمة بقيادة المركز 1800 شخص بالغ بدأت في فبراير وانتهت في أبريل 2021م عينة عشوائية على مستوى أجزاء الدولة بناءً على مسوحات سابقة أُجريت بالسودان في الأعوام 2013، 2015، و2018م، وقد جاءت النتائج صادمة وخطيرة ومخيبة للآمال، حيث أكدت أغلبية السودانيين أن البلد تسير في الاتجاه الخاطئ، ووصفوا الاقتصاد الوطني وظروف معيشتهم الشخصية بأنها سيئة، وأوضحت الدراسة أن أعداد المواطنين الذين يعيشون دون ضروريات الحياة الأساسية في تزايد مستمر، وأن أقل من نصفهم متفائل بأن الأمور ستتحسن في العام المقبل، وقال ثلاثة أرباع السودانيين ان البلاد تسير في الاتجاه الخاطئ دون تغيير، وذلك بنسبة 74 بالمائة، ومن نتائج الدراسة أنّ موقف الدولة سلبي من 86 بالمائة من كبار السن، و80 بالمائة من الفقراء، وأنّ واحد فقط من بين كل أربعة مواطنين يرى أن ظروفهم المعيشية جيدة إلى حدٍّ ما، وأن 78 بالمائة من المواطنين بلا دخل نقدي، وأن مستوى الخدمات كالآتي: الرعاية الطبية 61 بالمائة، الغذاء 46 بالمائة، المياه 39 بالمائة، وقود الطهي 27 بالمائة، ولعل هذه النتائج تمثل مؤشراً خطيراً حول مسؤوليات الدولة، وتوفر الخدمات وتيسير سُبُل كسب العيش، مما يعني للمواطنين أن ثورة التغيير السياسي كانت مصيبة وكابوساً عليهم ذهبت بهم في الاتجاه الأسوأ.

ومن نتائج الدراسة أنّ المُواطنين يطلبون من الحكومة التدخل لإدارة الاقتصاد والتعليم والصحة، ومكافحة الفساد والفقر، وهي المشاكل الخمس الأولى التي ينادي المواطنون بحلها بحثاً عن حياة أفضل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى