قائد قوات الدعم السريع قطاع وسط دارفور لـ(الصيحة ) : تأخُّر الترتيبات الأمنية سيُعقِّد المشهد

 

* تجاوزنا الأحداث الأخيرة التي وقعت بمنطقة (تكتكة) في المثلث الحدودي بين السودان وتشاد وأفريقيا الوسطى

* تكفّلنا برواتب أكثر من (٥٠) مدرسة و(٤٠) خلوة لتحفيظ القرآن الكريم

*نستخدم الفنون في حل العديد من المشاكل والنزاعات

تعد ولاية وسط دارفور، واحدة من ولايات الإقليم ذات الخصوصية من النواحي الأمنية نتيجة لتأثُّرها بالحروب التي دارت في دارفور مطلع العام ٢٠٠٣م وما زال الكثيرون من مواطني هذا الولاية بعدد من محلياتها يقبعون في معسكرات النزوح، والبعض الآخر في معسكرات اللجوء بالجارة تشاد. وتتأثر ولاية وسط دارفور بأي تعقيدات أمنية أو صراعات قبلية في واحدة من محليات الجوار، لكن لجنة أمن هذه الولاية ظلت تقوم بأدوار كبيرة في سبيل الحفاظ على الأمن وتأمين الموسم الزراعي وحسم بعض التفلتات التي تحدث.

“الصيحة” التقت بقائد قوات للدعم السريع قطاع وسط دارفور، العميد علي يعقوب جبريل، وتناولت معه العديد من القضايا المتعلقة بالشأن الأمني وكيفية العبور إلى البر الآمن في جوٍّ يسوده الوئام والسلام الاجتماعي وزوال كل المهددات الأمنية كانت حصيلة اللقاء في الحوار التالي:

حاوره بز النجى: حسن حامد                20يناير2022م

* بدايةً، دعنا نقف معك على التحديات الأمنية التي تواجه ولاية وسط دارفور إذا نظرنا إلى المشكلات القبلية التي وقعت بدارفور؟

نرحب بكم ترحابا حارا، ونحن كقطاع، جزء من القوات المسلحة نقوم بدور كبير بالتنسيق مع لجنة أمن الولاية، وكلنا كأجهزة أمنية نعمل وفقا لقرارات لجنة الأمن. وكقوات دعم سريع صحيح نواجه بعض المشاكل، ورغم ذلك والحمد لله مساهمتنا كبيرة جداً سواء كان في تأمين الموسم الزراعي أو حماية مناطق الولاية أو الولايات المجاورة بالإضافة لمشاركتنا مع بقية الأجهزة الأمنية في محاربة بعض الظواهر السالبة، علماً بأن هذه الولاية تتكون من تسع محليات ومجاورة لدولتين هما تشاد وأفريقيا الوسطى، وحدودنا ممتدة من روكرو وحتى أم دخن، والحمد لله كلها مقدور عليها ونحن منذ تسلُّمنا لهذا القطاع ولايتنا يمكن أن تكون من أميز الولايات في الأمن.

* هل توجد بالولاية أي صراعات قبلية؟

الحمد لله نحن في الولاية ليس لدينا أي صراعات قبلية وكل الناس ملتفة مع بعضها، والإدارة الأهلية موحدة في جسم واحد وكل المكونات ملتفة حول القوات، ونحن وجدنا قبولا كبيرا جداً على حسب وقوفنا مع المواطن وتعاوننا السريع معه، ووصولنا له في كل المحليات والوحدات الإدارية سواء كان في حماية الموسم الزراعي والطرق والأسواق وعامة مناطق الولاية وحتى النازحين واقفون معنا وقفة قوية جداً، ودا موقفنا نحن في قوات الدعم السريع بولاية وسط دارفور.

* هل للأحداث التي تقع في ولايات مجاورة تأثير على الأوضاع بوسط دارفور؟

صحيح قبل فترة وقعت أحداث في منطقة تكتكة في المثلث بين تشاد وأفريقيا الوسطى والسودان، لكن المناطق التي وقعت فيها الأحداث تتبع لنا نحن في السودان، لكن الحمد لله كوّنا قوة مشتركة عاجلاً، ونحن أصلاً لدينا قوة موجودة بالمنطقة بقيادة العقيد أحمد آدم البنجوس وصلت لموقع الحدث الذي كاد يقود لكارثة كبيرة جداً لولا وجودنا هناك بجانب وصولنا في أقل من ساعة لموقع الحدث واحتويناه، وشاركت معنا القوات المسلحة والشرطة، وحتى الآن قواتنا موجودة بقيادة ضابط برتبة عقيد مُشرف على هذه القوة، وحالياً على أرض الواقع المواطنون مستقرون ويمكنك الذهاب لترى بعينك، والأسواق فُتحت والجميع يزاولون نشاطهم بصورة طبيعية.

كذلك لدينا قوات في أم دخن تقوم بدور كبير جدا مع القوات المسلحة والشرطة والأوضاع مستقرة، وبهذا التنسيق الجيد بين الدعم السريع والقوات المسلحة والشرطة ستكون الأوضاع مستقرة وسوف لن تقع أى مشكلة قبلية رغم وجود بعض ظواهر التهريب والخمور وظهور السلاح، وكذلك هناك البعض يتلبسون بالحركات وكل ذلك مقدورٌ عليه.

* عدم تنفيذ بند الترتيبات الأمنية أو تأخره كما نصّت عليه اتفاقية جوبا، وما تأثيراته على الأوضاع بالولاية؟

بالنسبة للترتيبات الأمنية أنا كقائد للدعم السريع قطاع وسط دارفور، نظرتي الخاصة ان الترتيبات إذا لم تنفذ وتم ترتيب القوات ترتيباً حقيقياً ستكون هنالك مشاكل حقيقية على مستوى الولاية وبقية ولايات السودان بسبب ما تعتبره الحركات انها تخلق مشكلة وهم أغلبهم ملتزمون، ولكن البعض منهم ينتحلون صفتهم وهم أجسام خارجة عن القانون وخارجة عن سيطرة الحركات المسلحة، لذلك عندما تحل قضية الحركات الموقعة على السلام تصبح مافي حجة تجعلنا لا نقوم بتأمين هذه المناطق، فالكثير من الناس يتذّرعون بلبس رتب وهمية ويرتدون زي الدعم السريع والجيش والشرطة بطريقة عشوائية وليست لهم علاقة بالحركات التي وقعت على السلام.

* هل الحركات التي وقعت رأيتم منها أي عمل يعرقل الاستقرار؟

لم نر نحن منها اي عمل شاذ، سوى فقط من الذين ذكرتهم وينتحلون صفة الحركات المسلحة ونرى أنها عقبة رئيسية وهي ترتيب قوات الحركات الموقعة وتنظيمهم حسب ما نصت عليه الاتفاقية حتى نتجاوز هذه المعضلة.

* انتشار السلاح مازال يشكل تحدياً لكل حكومات الإقليم، هل من خطة لنزعه؟

نعم هناك خُطة مركزية تم وضعها لجمع السلاح، ونتمنى في القريب العاجل أن تقوم هذه القوة بمهامها، صحيح هنالك انتشار سلاح عشوائي بطريقة كبيرة جداً على مستوى ولايات دارفور والحوادث التي تقع هي بسبب ذلك لأنها بطريقة غير مقننة وبالتالي بتنظيم قوات الحركات سيختفي انتشار السلاح. وأنا افتكر إذا تحركت قوات حماية المدنيين التي تكونت في الفاشر ستحدث أثرا إيجابيا كبيرا جدا في جمع السلاح والقضاء على المتفلتين، لأننا مجاورون لدول يستعين بها المتفلتون والمجرمون، حيث يتسللون إليها ويجدون ملجأ وموقع حماية لهم بحسب الأراضي الشاسعة والتداخل القبلي بيننا وبينهم.

* الكل ينشد السلام الاجتماعي الذي يشكل عتبة مهمة جداً لاستقرار الأوضاع الأمنية، هل لديكم جهود مبذولة في هذا الإطار؟

نعم نحن في قوات الدعم السريع حسب توصية القائد العام نقوم بدور كبير جدا فى رتق النسيج الاجتماعي و٩٠% من لجان التعايش السلمي واقفون معها وندعمها مادياً ومعنوياً وأشرفنا على حل كثير من المشكلات القبلية كالمشاكل التي وقعت فى أم دخن، وساهمنا حتى في حل مشاكل الولايات المجاورة، وشاركنا في حل مشاكل سرف عمرة والسريف التي كنت عضواً في لجنة السريف وتحركت بتعليمات من قيادتنا وساهمنا بدور كبير، ووجدنا إخواننا اللواء النور القبة والعميد جدو أبو شوك وقفوا وقفة كبيرة وحتى الآن متابعون معهم في ولاية شمال دارفور. وكذلك لدينا جهود مع ولاية غرب دارفور، وأنا شاركت أربع مرات في لجان لحل مشاكل الجنينة وأكثر من ثلاث مرات لحل مشاكل في ولاية شمال دارفور السريف وسرف عمرة ونحن لم نقف في حدود معينة ودورنا كبير في رتق النسيج الاجتماعي، وحتى على مستوى النازحين هنالك لجان وقفنا معها ودعمناها.

* سمعنا بأنكم لجأتم لاستخدام الفن لمعالجة بعض القضايا العالقة؟

نعم هذا صحيح نحن نستعين ببعض الفرق الفنية التي عبرها نوصل رسالة للمواطن وفعلاً حدث تغيير كبير جداً بهذه الطريقة التي اعتبرها ثقافة سلام نسعى لتطويرها، لأن أطياف الشعب كلها نجدها في جسم الفن وضروبه وخاصة الفنون الشعبية كالحكّامات والهدايين والبرامكة وغيرهم.

*ماذا اكتسبت من خلال ذلك؟

من خلال تجربتي فى المصالحات، هنالك شيئان يجب توفرهما في من أراد قيادة المصالحات وهما الصدق والأمانة والإخلاص مع فرض هيبة الدولة عقب المصالحات مباشرة لحسم كثير من القضايا حتى يتعافى الإقليم من المشكلات العالقة.

* تتفق معي بأن هناك بعض الجهات أو القبائل تقوم بحماية مجرميها؟

نعم ولكن ليس بالنسبة الكبيرة، وهناك بعض الناس يقومون بإخفاء المتفلتين، ولكن عندما أقول ضرورة فرض هيبة الدولة هذا الجسم سوف لن يكون له وجود، فهنا في دارفور هناك أشياء غريبة جداً، مثلاً اذا وجدت قبيلة وهناك طرفان يتنافسان في زعامة القبيلة ويتصادمان مع بعضهما، وبدون هيبة الدولة يمكن أن يحدثوا صراعا داخل القبيلة الواحدة، لذلك لا بد من حسم وضع الإدارات الأهلية بأن تكون هنالك قرارات واضحة حول العمل الإداري الأهلي.

* تحدثت عن ذلك ولكن الإدارة الأهلية شبه مُجمّدة ولم تقم بالدور المطلوب؟

“شوف، الإدارة الأهلية أنا أرى أن دوره كان مجمدا”، وتجميد الإدارة الأهلية قبيلة كاملة ليس لها عمدة أو أمير وهذه مشكلة كبيرة، فلا بد من تفعيل دور الإدارة الأهلية حتى تقوم بدورها كاملاً، كذلك المحاكم الشعبية التي تديرها هذه الإدارات الأهلية كان لها دورٌ كبيرٌ في معالجة الكثير من المشاكل التي تحدث، من المهم فعل ذلك لأن رجل الإدارة الأهلية مهم جداً ولا بد من إعطائها مكانتها الطبيعية.

*لديكم أدوار مجتمعية تجاه المواطنين بعدد من الولايات، حدثنا عن أبرز المشروعات التي قدمتوها للمجتمع بوسط دارفور؟

ساهمنا في تشييد (٨) قرى نموذجية وتكفلنا برواتب المعلمين لأكثر من (٥٠) مدرسة و(٤٠) خلوة لتحفيظ القرآن الكريم، بجانب المساهمة في إعادة تأهيل مستشفى زالنجى، والمساهمة في تأهيل مقر أمانة حكومة الولاية بعد التخريب الأخير الذي طالها، وأخيراً افتتحنا مستشفى الطبية التابع لقوات الدعم السريع الذي يقدم الخدمة العلاجية لأفراد القوات وأسرهم وعامة المواطنين.

*اين ملف النازحين من الأنشطة التي تقومون بها تجاه المجتمع؟

النازحون معنا ولا ننساهم أبداً، وهناك تواصلٌ بيننا وبينهم، ومشائخهم يسجلون لنا زيارات في مكاتبنا ولدينا تنسيق معهم في الناحية الأمنية لحماية الموسم الزراعي ومناطقهم الخارجية، ونحن بناءً على طلبات عدد منهم، قمنا بتأمين كثير من المناطق، “والنازحون في ولاية وسط دارفور ناس مسالمين وواضحين وينشدون العيش مع الجميع وليس لهم كراهية لأحد، ومنفتحون معنا على الحد البعيد”.

* من واقع الخطط التي وضعتها لجنة أمن الولاية، كيف انتهى الموسم الزرعي بالولاية؟

قبل الموسم الزراعي، تم تشكيل قوة مشتركة من الجيش والدعم السريع والشرطة بالولاية تقوم بالتنسيق مع القوات المنتشرة بالمحليات لحماية الموسم، وبموجب ذلك عبر الموسم الزراعي دون وقوع أي خسائر في الأرواح ولم يسجل حادثة طلقة واحدة رغم ان الخريف كان وسطا، الا أن المحصول الذي زرعه المزارعون تم حصاده.

* رسالة أخيرة لمن تود توجيهها؟

أوصي المواطنين بأن يكونوا جسما واحدا ويقفوا جميعا ضد الإجرام، لأننا في دارفور أو في السودان بصفة عامة نمر بمرحلة صعبة جدا واضحة للجميع، لذلك أنادي كل المواطنين بربوع بلادي بالتوحد والالتفاف حول القوات النظامية لحماية البلاد من الوقوع في شرور أخرى ولا بد من نبذ المُجرمين. كذلك أناشد بوضع حل نهائي لمشاكل الجنينة وحل المشكلة الإدارية في منطقة السريف.. ونحن في وسط دارفور نتأثر بأي صراع يقع في الولايات المجاورة لنا، رسالتي لكل المواطنين يجب أن نلتف حول الوطن حتى لا نصبح مثل الدول الأخرى، ونسأل الله تعالى أن يجنب السودان هذه الشرور.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى