معزة حقار تكتب : إلى الوطن ينتمِي الشرفاء

 

12يناير2022م 

فطر الإنسان على حب وطنه، وهي فطرة مقدسة وهبها الله عز وجل للناس أجمعين، إلى الوطن ينتمي الشرفاء وإليه يعودون مهما طال بهم الغياب، ومهما أبعدتهم السنين فلا بد للمهاجر ان يعود إلى وطنه مهما طال غيابه ومهما باعدت بينه وبين وطنه الازمات، فكم من مهاجر هاجه الحنين إلى وطنه حتى عاد إليه، وكم من امرأة تزوجت وسافرت وما زال حب الوطن باقياً في قلبها، وكم من مسافر هاجر حتى يشق طريق نجاحه ولكنه عاد في نهاية الامر يأخذه الحنين للوطن.

للوطن حقوق وواجبات ينبغي على أبنائه القيام بها تجاهه، ومن هذه الحقوق ان يعمل المواطنون الصالحون على بناء الوطن ونهضته كلٌّ حسب خبرته وقدراته ومكانته ومعرفته، كما يتوجب عليهم عدم التهرب من الرسوم والضرائب التي تفرضها الدولة عليهم والتي هي حق من حقوق الوطن.

كما ينبغي ايضا على المواطنين الشرفاء الوقوف من اجل حل قضايا ومشكلات المجتمع والدفاع عنها، إذ يعتبر المجتمع جزءا لا يتجزأ عن الوطن، كما يتوجب على المواطنين الشرفاء حماية ممتلكاته.

كما ينبغي تعزيز دور الشباب الذين يعتبرون دعامة الوطن وأساس حضارته ومصدر طاقاته الدائمة حتى يبقى في مصاف الدول المتقدمة والمتطورة، لذا نجد أنه من واجب الدول صناعة جيل متطور وناجح ومتقدم.

ينبغي على ابناء الوطن طاعة ولي الامر وعدم الخروج عليه، وإنما تقديم النصح له في كل ما فيه مصلحة هذه الأمة، كما ينبغي على ابناء الوطن الاثرياء تقديم خدماتهم لوطنهم سواء اكانوا خارج الوطن أم داخله، وفي حال كانوا خارجه، يتوجب عليهم استثمار اموالهم في اوطانهم بما يعود بالخير الكثير على الوطن من ابنائه.

وتلك فرصة لتوفير فرص عمل للشباب الذين لا يعملون مما يعود بالنفع على اقتصاد الوطن، كما أنه لمن الجميل أن يقوم الشباب والشابات بأعمال تطوعية تعود بالنفع على وطنهم مثل المساهمة في زيارة دار المسنين ودور رعاية الايتام وتقديم الخدمات التطوعية لهم.

يا حبذا لو الشباب والشابات المخلصون أيضا لو يقدمون دعمهم ومساندتهم للطلاب الفقراء من خلال إعطائهم بعض الدروس الخصوصية والمجانية، كما يمكنهم المشاركة في حملات تنظيف في الحدائق العامة والشوارع وطلاء الجدران والرسم عليها لتبدو مدينتهم اكثر جمالا. كما ينبغي للشباب المثقفين والمتعلمين القيام بحملات توعية في المدارس والشوارع ضد مخاطر التدخين والمخدرات التي تفتك بأمن المجتمع. فكم من المؤثرين عملوا جاهدين كي يكون لهم أثرٌ واضحٌ في أوطانهم.

ينبغي على المواطنين كافة، التعبير عن الانتماء للوطن بما يتناسب مع موقع كل منهم، فالطالب يعبر عن حبه لوطنه بطريقته الخاصة، وربة المنزل ايضا تقوم بدورها، وعامل الوطن له دور عظيم، ويتوجّب على الشباب والشابات القيام بأدوار يقع على عاتقهم إتمامها، حيث يقوم كل منهم بدور محدد يُناط به مسؤولية إتمامه عل اكمل وجه، وقد حَثّ الإسلام على حب الوطن وحمايته والدفاع عنه وعدم تركه في أيدي المتربصين والعمل على نصرته وبنائه وإعادة إعماره في حال تعرّض للحرب والدمار.

كما يتوجّب على المُواطنين عدم الفرار من أوطانهم، والعمل على رفعته ونهضته وحمايته، الوطن هو البوصلة التي تهدي المغتربين للعودة إليها، فما من مغترب في هذا الكون الفسيح إلا وجذبه حب الوطن وأراد العودة إليه شاء أو لم يشأ ذلك.

والمواطن الصالح لا بد له أن يعود يوما، لأنه يعلم انه مهما باعدت بينه وبين وطنه الأيام فأنه لا بد ان يرجع حاملا معه كل نجاحاته وحتى إخفاقاته، فهو يعلم تمام المعرفة ان وطنه سيستقبله مهما ابتعد ولن يخذله ابدا، لانه جزء من هذا الوطن الذي يعتمد عليه وعلى غيره اعتمادا كبيرا، فالوطن هو الأم الحنون التي تسامح أبناءها مهما ابتعدوا عنها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى