يس إبراهيم الترابي يكتب : الدكتور علي البزعي عمدة مدينة الصفوة للإسكان الشعبي

8يناير2022م 

استلمت منزلاً بالإسكان الشعبي بمدينة الصفوة بأم درمان في العام الثاني بعد العقد الأول من هذه الألفية بعد صبرٍ دام سبع سنوات من تاريخ استحقاقي له لسلحفائية الإجراءات وكثرة أعداد المتقدمين والمستحقين ، ورغم بعد المسافة سعدت به في عزت فيه الأرض التي سيكون مصير مساحتنا النهائية والختامية فيها شبراً واحداً.

وظللت أتردد على منزلي هذا في فترات متباينة منذ أن كانت الصفوة منطقة جرداء رغم بناء المنازل، إذ كانت تخلو من السكان والأشجار وغيرها من معينات الحياة الكريمة والعيش بها ، رغم أنها تتمتع بأجواء رهيبة نظراً لقربها من التربة الرملية تاثيرها من مناخ شمال كردفان، فهواؤها عليل ولا يوجد بها البعوض لأن المياه لا تتركد فيها لرملية سطح الأرض وعمقها الداني ، وهي منطقة هادئة بعيدة عن الصخب والإزعاج.

وقد توسعت الآن وامتلأت منازلها بالسكان وهنالك إقبال كبير من الناس للاستئجار بها والسكن في بيئتها ، وأرى أن شق طريق مسفلت من جهة أبوسعد وصولا للخرطوم قد تسبب في تأخير تطورها ، فإدارة الإسكان الشعبي قامت بعمل طريق طويل يربطها بسوق ليبيا والمناطق بينهما ورغم أهمية هذا الطريق إلا أن طريق الخرطوم عبر الفتيحاب أقصر من ذاك وأكثر أهمية ويساهم في نمو المنطقة ، ولكنهم قد عجزوا عن إنفاذه في واحدة من أسباب تفكيرنا الهندسي المتخلف وعدم نظرتنا الاقتصادية السليمة.

مدينة الصفوة بامتداداتها الجديدة ومربعاتها التي توسعت يمكن أن تعيد لنا نفس خرطة الامتداد والصحافة إذا وجدت الاهتمام ، وهي تقع في منطقة رائعة وبجوارها المطار الجديد وغيرها من المغريات ، فقط مزيدا من العناية بها بجعلها في مصاف المدن السكنية المتكاملة ، وهي حتى الآن لا يوجد بها مركز شباب ثقافي أو نادي رياضي وهي بهذا الحجم الكبير ولا يوجد مستشفى أيضا ، وهذه من الضروريات في هذه المنطقة حتى يحدث الاستقرار التام بها.

تأخرت كلماتي الآنفات عن مدينة الصفوة وكان ذلك لخير وكما يقولون (كل تأخيرة معاها خيرة) ، فقد نما إلى علمي وطرق سمعي أن هنالك معلم يدير مدرسة أساس يسكن مربع أربعة يعد مرجع جميع سكان مدينة الصفوة، يرجعون إليه في كافة شؤونهم ويستشيرونه في مختلف جوانب احتياجاتهم، وهو يقضي حاجاتهم حسب أمكانات ذكر بعلاقاته الممتدة ويعالج مشكلاتهم، وهو بذلك يصير من أهل الحل والعقد، يجد قبولا كبيرا ومحبوب من جميع سكان القرية وقاطنيها ، ولا غرو في ذلك ولا استغراب لأنه معلم مؤهل لقيادة المجتمع في جميع مناحيه ومجالاته وتطلعاته.

لقد أخبرني البعض بأن جميع صفات القائد المحنك توجد في هذا المعلم القدير ولديه كل المطلوبات المرغوبة في أن يصير عمدة مدينة الصفوة، ومن هنا أبعث بهذا المقترح وأقدم هذه الدعوة لكي تتكون لجنة مصغرة من كافة أهالي مدينة الصفوة لأجل الترتيب لهذا الأمر وإعلانه عمدة لمدينة الصفوة بصورة رسمية عبر مهرجان كبير حتى يساهم في استمرارية جهوده الطيبة في إرساء وتقوية دعائم العلاقات الاجتماعية بين سكان الصفوة ولا أقول رتق النسيج الاجتماعي لأنه أساسا لا يوجد رتق بينهم.

وقد سعدت بعلاقة صديقي العزيز الأستاذ أبوالقاسم الطيب الذي يعمل ويسكن في دار السلام بالأستاذ الدكتور علي ومعرفته التامة به ، وقد عمل معه في مدرسة واحدة وله معه تداخل أسري ، فطلبت منه أن يرافقني لزيارته ، فوافق مشكوراً ، وفعلا تمت هذه الزيارة الخاصة التي استمتعنا بها كثيرا وقد أكرمنا بالمأكولات الشعبية اللذيذة ، ومما أثلج صدري علمي أنه يحمل درجة الدكتوراة في اللغة العربية وكذا زوجته وحرمه المصون تحمل درجة الدكتوراة في اللغة العربية وهي معلمة ايضا وقد ناقشا رسالتيهما في يومٍ واحد.

لم يرضَ مسألة تنصيبه عمدة لمدينة الصفوة حينما تطرقت لذلك معه وأصر على أن يكون معلما ومديرا فقط ، ولكني ورفيقي أبوالقاسم لم نقتنع بوجهة نظره لأننا أردنا أن ينداح خيره وتشمل شمائله ويتأسى بأخلاق تعامله جميع سكان مدينة الصفوة ، فهو راعيها ويعشق تربتها ويحترم أهلها ويعلي شأنهم ولديه معرفة تامة بسكانها ومربعاتها ويرغب في تطويرها ونموها وتكملة مرافقها الحيوية والضرورية.

ألححت عليه أن يعرفني بنفسه لنقف على تاريخه الحافل بهذه الصفات الطيبة والمناقب المؤثرة التي سمعناها عنه ، اسمه الأستاذ الدكتوراة علي محمد حسن جمعة ، ولد في قرية وادعة تسمى أم صيقعون تقع بولاية شمال كردفان محلية أم روابة ولكنها أقرب لمدينة تندلتي بولاية النيل الأبيض، وأهلها ينحدرون من قبيلة البزاعة وهي قبيلة كبيرة وذات أثر طيب في تاريخ السودان ، ومن مشاهيرها الإذاعي الكبير إبراهيم البزعي والدكتور أحمد بلال عثمان والفنان المعروف عبدالباقي ود البكري ، وقد سميت بهذا الاسم لأنها تعني الأرض المسطحة التي تكون مياهها بعيدة داخل الأرض.

من مواليد العام ١٩٧٩م ، درس بمدرسة أم صيقعون الابتدائية فمدرسة قرية أم بندق المتوسطة ، ثم انتقل لمدرسة أم روابة الثانوية ، والتحق بعد ذلك بجامعة دنقلا كلية الآداب قسم اللغة العربية،  وقد تم تعيينه معلماُ في العام ٢٠٠٥م ، وقد نال دبلوم التربية العالي والماجستير من معهد الخرطوم الدولي للغة العربية، فيما نال درجة الدكتوراة من جامعة أم درمان الإسلامية في تخصص حديث ومواكب إذ حملت رسالته عنوان (أثر استخدام الحاسوب في تعليم مادة اللغة العربية).

ستتواصل جهودنا بإذن الله تعالى وتتواصل أعمالنا حتى نطبق نوايانا وتتحقق رغباتنا لجعله عمدة لمدينة الصفوة عبر استفتاء شعبي وسننقل هذه الرغبة القوية للمسؤولين في إدارة صندوق الإسكان الشعبي بولاية الخرطوم حتى يتم اعتماده بصورة رسمية ، فنسأل الله تعالى أن يوفق خطواتنا ويسهل أمرنا ويسدد رمينا ، وهو من وراء القصد ويهدي السبيل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى