جنوب كردفان.. مبادرات أهلية ومجتمعية لحل الصراعات

 

 عبد الوهاب أزرق

منذ اندلاع الصراع القبلي بين الأهل في محلية أبو جبيهة بين كنانة والحوازمة “الأسرة”، وقبله بمحلية قدير بين “كنانة، الكواهلة، اللوقان والحوازمة”, الذي أُزهقت فيه كثير من الارواح، وترملت النسوة، وتيتّم الأطفال، وجرح العشرات. واقع حرك المجتمع المحلي غير المشارك في الصراعات من كافة المكونات، ولم يهدأ  له بال من أجل وقف الاقتتال، وحقن للدماء، وتهدئة الأوضاع، توطيداً لدعائم الأمن والاستقرار الذي يميز المنطقة منذ عقود.

قدم مجتمع ابو جبيهة انموذجاً في التعايش  السلمي ، والسلم المجتمعي ، وضبط النفس ، وعدم الانسياق وراء العنف المضاد ، وخطى خطوات في وقف العنف بتقديم رؤى وافكار توجت بمبادرة إمارة اولاد حميد التي جاءت في سبع نقاط مشددة على ضرورة وقف جميع العدائيات بين الطرفين المتنازعين، وعدم التعدي على حقوق وممتلكات الغير، عطفاً وقف العرف الأهلي “الفزع”، بجانب عدم الانسياق وراء الشائعات، مع التشديد على التبليغ الفوري عن كل تعدٍ والالتزام بالأعراف والتحالفات السابقة.

وكشف المدير التنفيذي لمحلية ابو جبيهة العميد معاش سايمون تاب ميان, عن وجود مبادرة اخرى من المسيرية بجانب مبادرة اولاد حميد، ومبادرة ثالثة من الشيخ طارق لواء سرير القادم من محلية الدلنج لوضع حل للنزاع بين الطرفين، مبيناً عن وصوله للمحلية والجلوس مع الأطراف بأبي جبيهة، ومن ثم الاستماع للكواهلة بكالوقي.

ولفت المدير التنفيذي أن الحرب ليس بها منتصر، وزاد الصراع بالمحلية اوقف المراحيل والمصارف  والحصاد بالمزارع  والتعدين، مشيداً بدور وكيل امير الحوازمة الحلفا اسماعيل الزبير قيدوم الذي اتى من منطقة ام برامبيطة ، واصفاً زيارته لأبي جبيهة بذات الأثر الطيب واسهمت في وقف العنف. وطلب المدير التنفيذي لأبي جبيهة, الطرفين بالتهدئة، متمنياً حل المشكلة بالرجوع لصوت العقل، مذكراً بأنهما أبناء عمومة،  وتابع ميان: دم المسلم على المسلم حرام في الدين، واردف الحرب دمار، نريد ارجاع النسيج الاجتماعي كما في السابق ، والانصياع للمبادرات المجتمعية.

وطمأن ميان بعودة الحياة لطبيعتها في القرى التي خرج منها المواطنون، منبهاً بضرورة العودة إلى القرى حتى تواصل المدارس دراستها ، وأشار الى أن أصحاب المنازل التي حُرقت بحاجة إلى إيواء وسكن.

 

وبكادُقلي, استقبل والي جنوب كردفان المكلف الاستاذ موسى جبر محمود, وفد الشنابلة القادم من ولاية شمال كردفان.

وكشف رئيس مجلس شورى الشنابلة بولايات شمال وجنوب وغرب كردفان أحمد العالم, أن اللقاء تناول سعيهم للصلح بين المكونات المتنازعة في منطقتي قدير وأبو جبيهة “حوازمة وكنانة والكواهلة واللوقان”، وأكد بدء خطوات مباركة فى الرحمانية وأبو جبيهة بعد الجلوس مع أطراف النزاع.

واكد العمدة عبد الباقي عثمان جاد الرب عمدة عموم الشنابلة بجنوب كردفان أن الوفد وجد التشجيع من والي جنوب كردفان المكلف على مبادرة الصلح بين المكونات المتنازعة بمحليتي قدير وأبو جبيهة, وأضاف سجلت المبادرة زيارات للقبائل المتنازعة، وبادرت بحل مشكلة لها مع قبيلة الحوازمة تمهيدا للصلح، ونادى بالتحرك لرأب الصدع بين مكونات الحوازمة وكنانة والكواهلة واللوقان, مؤكدا أن وفد الشنابلة الآن يسير نحو الهدف عقب التأييد والمساندة اللتين وجدتهما المبادرة من والي جنوب كردفان.

جهود أهلية ومجتمعية سبقتها إجراءات وقرارات حكومية تريد إعادة المنطقة لسابق عهدها بوقف النزيف، وهي الغنية بثرواتها وإنسانها وخيراتها، وتمتاز بنسيج اجتماعي متماسك وانصهار مُجتمعي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى