الكابلي.. حيٌ لم يمت!!

 

اعداد : فرح امبدة        4ديسمبر2021م 

أمس “الجمعة” أكرم الله سبحانه وتعالى، المغني, الفنان، الشاعر، المثقف، الرسام، الملحن، الباحث، المُنقِّب، التُراثي، المُنشد، جميل الطبع والطبائع، الوطني، عبد الكريم عبد العزيز محمد عبد الرحمن الكابلي، بالرحيل عن دنيانا الفانية، قضى 90 عاماً يعلم، ويدرس، وينثر المعرفة، ويزرع الجمال في ربوع بلادنا والعالم، أكرمه الله جلّ شأنه، بلقائه يوم القيامة ولا حساب عليه، فقد أخرج ابن جريح عن عطاء قال, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من مسلم أو مسلمة يموت في يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقي عذاب القبر وفتنة القبر ولقي الله ولا حساب عليه، وجاء يوم القيامة ومعه شهود يشهدون له “انتهى الحديث”، ترك كابلي، وأسرته تناديه هكذا دون تعريف، مكتبة عظيمة من المعرفة الموسيقية، والغناء الجميل، والأحاديث المفيدة، لم يكن مطرباً عابراً، ولا مؤدياً ساذجاً، ولا شاعراً يبحث عن مكان وموضع تحت الشمس، كان “مدرسة” في ترفيع الذوق، ونثر الجمال، وتشكيل الوجدان، صارع المرض لأكثر من ثلاثة أشهر في صمت وهدوء وبإيمان حتى صرعه، بعيداً عن “ناسه”… هناك في الولايات المتحدة الأمريكية.. في غربه هي الأقسى كما قالت أغنيته، سكت صوت الكنار الصباحي، ولم تعد أغاني الصباح هي هي.. كما كانت.

نعاه الصحفي، صلاح شعيب قبل وفاته وكأنه كان يدرك ساعة رحيله،  قائلاً “كم أنت رائع يا كابلي، وكم أنت مُبْدِع.. طِبْتَ وطاب لك مقامك أيْنَما كنت، وطاب يومك وغدك وكل العُمْرِ فقد منحته لنا”.

 حُزن الصباح:

والشمس هنا في السودان تفج بقايا سحب الشتاء وتزحف بضوئها، لتنير لنا الظلام، وهناك في أقصى الغرب، في أمريكا، تدافر لتخرج من بين السحب، جاء نعي كابلي من ابنه سعد، ليفجر البكاء في الدياجير والوطن، قال من على منصته في “فيسبوك”: “بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره ننقل إليكم خبر وفاة الوالد عبد الكريم الكابلي.. ‏اللهم أغفر له وأرحمه وعافه وأعف عنه وأكرم نُزُله ووسِّع مدخله واجعل قبره روضةً من رياض الجنة”.

لم يكمل سعد ما سطّره، حتى عرف العالم، والسودان، إن أحب بنيه إليه قد رحل، وتبارت وسائل الإعلام المحلية والعالمية في التعريف بحزنها على فقده، قال عنه مجلس السيادة “الكابلي من الفنانين والموسيقيين الأفذاذ والمتفردين في مضمار الغناء والفن السوداني الأصيل”.. أما رئيس الوزراء عبد الله حمدوك فقال “كابلي فَقدٌ للأمة السودانية وكل مُحب للفن والجمال والحياة, وهو رمزٌ من رموز الفن والجمال السوداني الباذخ، وصرحٌ أدبيٌ ضخم نحت اسمه في وجدان شعبنا بأحرف من نور”. قالت عنه “RT” الكابلي شاعر وملحن ومطرب وباحث في التراث الشعبي السوداني إلى جانب كونه مثقف ومترجم”. أما البي بي سي فقد قالت “ظل الكابلى لأكثر من خمسين عاماً يمثل حالة فريدة من تنوع إبداعي أثرى المكتبة الغنائية والحياة الثقافية والأدبية في السودان”. ونبهت قناة العربية إلى أن براعة الكابلي ومواهبه الفنية تواصلت لنحو 60 عاماً من الإبداع، تراوحت إبداعاته بين كتابة الشعر وتأليف الألحان والتعمُّق في بحث التراث السوداني, فصار مرجعاً لأجيال تلته”.

من هو الكابلي

تقول السيرة الذاتية للكابلي “حسب ما هو مدون في موقع ويكيبيديا”, إنه ولد في مدينة بورتسودان في العام 1932، ودرس بها حيث بدأ الدراسة بخلوة الشيخ الشريف الهادي، ثم المرحلة الأولية والوسطى بمدينة بورتسودان والمرحلة الثانوية بمدينة أم درمان بكلية التجارة الصغرى، والده هو عبد العزيز محمد عبد العزيز بن يوسف بن عبد الرحمن, وتزوّج بمدينة القلابات من صفية ابنة الشريف أحمد محمد نور زروق من أشراف مكة الذين هاجروا إلى المغرب, ثم جاءوا للسودان لنشر الدعوة الإسلامية، نشأ الكابلي وشبَّ في مرتع صباه ما بين مدن بورتسودان وسواكن وطوكر والقلابات والقضارف والجزيرة, خصوصاً منطقة أبو قوتة وكسلا.

محطة القضائية

بعد إكماله المرحلة الثانوية، التحق بالمصلحة القضائية بالخرطوم وتعيّن في وظيفة مفتش إداري بإدارة المحاكم وذلك في العام 1951م وعمل بها لمدة أربع سنوات, ثم تم نقله إلى مدينة مروي ومكث بها لمدة ثلاث سنوات إلى أن تم نقله مرة أخرى إلى الخرطوم, واستمر بها حتى وصل إلى درجة كبير مفتشي إدارة المحاكم في العام 1977م, وبعد ذلك هاجر إلى المملكة العربية السعودية ليتعاقد مع إحدى المؤسسات السعودية مترجماً في مدينة الرياض في العام 1978م ولم تستمر غربته طويلاً, حيث عاد إلى السودان في العام 1981م ليواصل رحلته الإبداعية مرة أخرى.

بداياته الفنية

بدأ الغناء منذ الثامنة عشر من عمره، وظلَّ يغني في دائرة جلسات الأصدقاء والأهل لمدة عقد من الزمان، حين بدأ الكابلي حياته الفنية، كان مؤدياً لأغنيات حسن عطية والتاج مصطفى وعبد الدافع عثمان وأحمد المصطفى، ومع أنه أدرك هؤلاء الرواد وصار علماً في دنيا الغناء مثلهم، إلا أنه ظل يتعامل معهم مثلما يتعامل التلميذ مع أستاذه، إلى أن واتته الفرصة الحقيقية نوفمبر عام 1960 عندما تغنى برائعة الشاعر تاج السر الحسن أنشودة آسيا وأفريقيا بحضور الرئيس عبد الناصر, الذي أُغرم به عبد الكريم الكابلي وكان من مُناصريه.

أوبريتات الكابلي

أوبريت مروي، فقد قام بتأليفه عن مدينة مروي التاريخية أثناء عمله بها أواخر خمسينيات القرن الماضي، ولم يكن حينها يعرف شيئاً عن الأوبريت، أوبريت ليلة المولد، وهو من تأليف الشاعر محمد المهدي المجذوب وتلحين الكابلي، أما الهجرة والاغتراب، فهو من تأليف الشاعر والسياسي الراحل، الشريف زين العابدين الهندي وتلحين الكابلي والأداء الصوتي مع مجموعة من الشباب الفنانين.

رحلاته الخارجية

في العام 1974 سافر إلى أمريكا في جولة غنائية، وقام –آنذاك – بإلقاء مُحاضرات ودراسات في التراث السوداني بالعديد من الدول العربية والأوروبية. كما تم تعيينه سفيراً للنوايا الحسنة.

الكابلي سفيراً

تم اختيار الكابلي سفيراً بصندوق السكان التابع للأمم المتحدة (UNFPA) لمساعدة المنظمة على مُحاربة ختان الإناث، الزواج المبكر والناسور البولي، حيث إن إحصاءات مكتب الأمم المتحدة لصندوق السكان أكدت أن نسبة عالية من الفتيات اللائي تزوّجن في سن مبكرة أو تعرّضن للختان يتوفين أثناء الولادة.

أغنيات الكابلي

للكابلي الكثير من الأغنيات التي تربّعت على عرش الأغنيات في السودان منها: حبيبة عمري، أنشودة آسيا وأفريقيا، يا ضنين الوعد، أراك عصيّ الدمع، أكاد لا أصدق، زمان الناس، حبك للناس، شمعة، لماذا، معزوفة لدرويش, متجول للشاعر محمد مفتاح الفيتورى، يا أغلى من نفسي للشاعر عبد الوهاب هلاوي وألحان أسماء حمزة، في نوفمبر من العام 1960 قام عبد الكريم الكابلي بأداء أغنية آسيا وأفريقيا لأول صعود له على خشبة المسرح احتفالاً بزيارة الرئيس جمال عبد الناصر، ومنذ ذلك الحين بدأت انطلاقته الحقيقيّة، انشغل الكابلي بالغناء منذ وقت مبكر من عمره وغنى الراحل باللغة العربية الفصحى والعامية السودانية بإجادة.

مؤلفات الكابلي

أصدر الكابلي أخيراً مؤلفاً سماه “أنغام لا ألغام”، يتناول هذا المؤلف رؤيته للحياة في ظل عالم مُضطرب، لكن المكتبة الصوتية تحتفظ له بمئات المؤلفات الموسيقية والغنائية.

قال عن نفسه

“نشأت من جذورٍ لعائلة تعود إلى مدينة كابل الأفغانية، ومن جذورٍ تعود إلى جبل مرة في دارفور من جهة أمي، جينات والدتي تنحدر من فرع من قبيلة الفور وهم (الكنجارة)، وأنا وُلِدت في الشرق، وعشت ردحاً من الزمان في الشمال، ثم انتقلت للعاصمة، وهذا المزيج منحني الفرصة للاهتمام بالتراث السوداني، ومُحاولة تمثله في مشروعي الفني، بدايتي كانت موهبة فِطْرِية، وعشقاً للفن في شتى صوره، وللغناء بوجه خاص، وظلَّت البداية تنمو وتتشكّل حتى تأسست شخصيتي… صحيحٌ إنني لم أكُنْ على وعي بمكنون هذه الشخصية، ولكن بكثير من الصبر، والمثابرة، استطعت التوصل إليها، وهي شخصية تستلهم القديم، ولا تقلده، وتستشرف الحديث دون أن تفقد هويتها وأصالته، شأني كمُعظم المُخضرمين، لم أجد طريقي مفروشاً بالياسمين, إنَّما اصطدمت بعقبات جَمَّة، من أهمها أن المُجتمع لم يكن ينظر إلى الفن باحترامٍ، وكان الفنان يحتل مرتبة متدنية من السلم الاجتماعي، غير أن هذا الأمر قد تغيّر في ما بعد”.

قالوا عن الكابلي

الصحفي صلاح شعيب:

عبد الكريم الكابلي.. مطر الإبداع في خريف البلاد، يمتلك واحداً من أجمل الأصوات الغنائية التي أنجبتها بلادنا. ولا يمكن التاريخ لمسار الأغنية السودانية دون إفراد حيز كبير للدور الذي لعبه الكابلي في تجديد أصول الغناء، والتفريع لأنواعه، ليس ذلك فحسب، فالمجهود الفني للكابلي يتوازى مع دوره الكبير كمبدع مثابر حمل بعض أحلام اجتماعية وسياسية لأجيال عديدة، وعبّر عنها من خلال مشروعه الغنائي الذي قام على أعمدة من المعارف العامة والموسيقية على وجه التحديد، كما يشير بعض الموسيقيين إلى أن الأسلوب السهل المُمتنع الذي عُرف به الكابلي في التلحين يتناسب مع طبيعة تعامله السهل مع واقعه الحياتي، وتواضعه الإنساني الجَم، ورهافة إحساسه، الواضح أن الكابلي لم يلجأ لحشو لَحْنه بالمقدمات الموسيقية الكثيفة حتى يعطي المتلقي انطباعاً بتصنيع مُفرداته المُوسيقية، كما كان هذا الأسلوب هو دأب كثير من الملحنين الجُدد، والذين تغيب السلاسة في موازيرهم وجملهم الموسيقية بدعوى التحديث للميلودية السودانية الواضحة والسلسلة في تموجاتها النغمية، صعوداً وهبوطاً.

الناقد عبد الهادي الصديق:

“إن بداية الكابلي الغنائية تفتّحت أول مرة عبر مسالك الأناشيد المدرسية، وهو ما زال يعزف على آلة الصفارة، وأدى تشجيع أستاذه ضرار صالح ضرار إلى نيله جائزة في إلقاء الشعر وهو يلقي رائعة صفي الدين بن الحلي.. (سل الرماح العوالي عن معالينا).. وانتقل من المدرسة المتوسطة إلى الثانوية الصغرى بأم درمان. وهو يُجيد العزف على آلة العود، وقد أكمل قراءة طه حسين والمنفلوطي وما إليهما، ولكنه لم يشبع فأخذ يدندن بأشعار المتنبي. وفي أم درمان دخل ندوة عبد الله حامد الأمين فانتقى منها عقداً منضداً من عيون الشعر السوداني.. إن الكابلي يحبه أهل السودان لأنه عاد بهم غائصاً في عُمق التراث الشعبي والقومي.. تراث بنونة وشغبة وبت مسيمس، ولم يقدم ذلك مغنياً وكفى، بل قدم المُحاضرة تلو المُحاضرة، والندوة تلو الأخرى في دُور الثقافة والمُنتديات محلياً وعربياً وأجنبياً”.

ويضيف الصديق: “إن مكان الكابلي في حركة الثقافة السودانية كَبيرٌ ومُتّسعٌ، كاتباً، ومؤلفاً موسيقياً، ومغنياً، ووطنياً محباً لبلاده كما أحبها خليل فرح وهو يصدح كما الكابلي من بعده”.

 

الشاعر السر أحمد قدور:

“للكابلي دورٌ كبيرٌ في إعادة القصيدة الفصحى إلى الغناء السوداني في فترة الستينيات الماضية وما بعدها. لو أراد أحد الدارسين لشعر الغناء السوداني وتطوُّره منذ نهاية الخمسينات الماضية وحتى الآن, فإنه سيضع الشاعر عبد الكريم الكابلي مع شعراء المقدمة في هذه الفترة، لا لأن الكابلي كتب أغنيات تغنّى بها هو وتغنّى بها سواه، ولكن لأنّ الكابلي الشاعر صاحب أسلوب خاص في التناول. وإذا كان بعض المطربين قد سبقوه في كتابة أغنيات لأنفسهم مثل الكاشف عندما ألّف لنفسه أغنية (الحبيب) والعاقب محمد حسن عندما كتب (العودة لمتين) وغيرهما، فكانت مُحاولاتهم مجرد حالات متفرقة ونادرة، فالأمر عند الكابلي يختلف تمام الاختلاف، فهو منذ البداية أراد أن يعبر عن نفسه بأسلوب آخر. وحتى عندما تغنّى بشعر الآخرين فهو يبحث عن هذا الأسلوب الآخر. وهو صاحب تعبير متفرد وجديد”.

السفير نور الدين ساتي:

“إن صيت الكابلي، وأثره لم يكن محدوداً للسودان وحده، ففي جولاته الخارجية حول العالم حمل معه رسالة السلام، والمحبة لكل الإنسانية، وكان من التقدير الآجل أن عينته الأمم المتحدة سفيراً للنوايا الحسنة. وكنت قد عثرت على فرصة لأكون شاهداً على مساهمة الكابلي الكبيرة لتطوير ثقافة السلام على مستوى أفريقيا، والعالم على مستوى أشمل، إن روح الشاعرية التي تقمّصت المبدع الكابلي منذ بدء علاقته بالإبداع، وتوازت مع جمالِ صوته ذي الإمكانات الهائلة ساعدته في تخيّر الأشعار الجيدة التي غناها للشعراء”.

الموسيقار يوسف الموصلي

“أنا أحب صوت الكابلي جداً، خُصُوصاً عندما يتّجه إلى القرار المنطقة الغليظة في صوته، وتمنيت لو أن الله منحني هذه الإمكانية في صوته، وهو من أمْيَز مطربينا في منطقة القرار”.

الصحفي طلحة جبريل:

إن الكابلي كان ولا يزال نموذجاً للفنان المثقف، وأتذكّر حديثاً بيني وبين الفنان المغربي عبد الوهاب الدكالي، قلت له إن لدينا فناناً مثقفاً لا مثيل له في العالم العربي، وحين سمع الدكالي ثلاثاً من أغاني الكابلي، وهي “أراك عصي الدمع” التي لحّنها قبل أم كلثوم، وقصيدة ليزيد بن معاوية “نالت على يدها ما لم تنله يدي” وأغنية “أجمل من لؤلؤة بَضَّة صيدت من شط البحرين”، قال الدكالي: بالفعل هذا فنان مثقف، واستثنائي”.

الصحفي معاوية يسن:

“الوفاء من خصال الأخ الأستاذ عبد الكريم عبد العزيز الكابلي التي لا يعرفها كثيرون. فهو وفِيٌّ للغاية لأصدقائه. وهي خصلة حميدة تُضاف إلى شمائله التي جعلت منه فناناً وشاعراً عبقرياً. ولئن كتب في صحائف تاريخه ما قام به في سبيل توثيق وإشاعة الغناء التراثي والشعر الشعبي، وتوفيره اللحمة اللازمة لربط أجيال من السودانيين بكلمتهم العامية التي كادت المدنية أن تطمرها، وأسقط من تلك الصحائف كسبه في صنع الغناء المعاصر، وشعره الغنائي الثر، وقصائده الفصيحة الحسنة، لكفاه”.

الكاتب والمفكر سمير الشرنوبي:

الفنان عبد الكريم الكابلي من مشاهير السودان وله مكانة خاصة في قلوب السودانيين في أنحاء الوطن العربي وفي بعض الدول الأوروبية، وفي أمريكا حيث أقام، شَنّف فيها آذان سودانيي الدياسبورا، وعَرّف بإنسانها، وتعدد ثقافاته، وحاضَر لمربعاتٍ مجتمعية في الولايات المتحدة عن فننا، وإذا جاز التأمل في النصوص التي غناها الكابلي فإنها تنوعت برغم أن خيطاً وجدانياً واحداً يربط بينها، فالكابلي كتب وغنى شعر: الأغنية التقليدية و”المسادير” والتراث، الشعر العربي القديم والحداثة، شعر سوداني فصيح وشعر المديح. ولعل كل هذه النماذج التي عمّق بها الكابلي مشروعه الغنائي تولّدت من بيئة شعر الغناء السوداني إجمالاً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى