رسالة حب إلى الدكتور عبد الكريم الكابلي

 

يرسلها: رابح فيلالي

(دو)

سيدي

لا أعرف إن كان الجهد منك يسمح بقراءة هذه الكلمات التي أكتبها إليك في وقتٍ  مُتأخِّرٍ من ليل واشنطن, ولكني أعرف أني أفكر فيك لوقت طويل, أتأمل مسارك الحافل نيابةً عنك  واقترب من ذلك الشغف الذي سكن إنسانك عبر قرنين من الزمان وأوطان تعدّدت فيك وأنت تسعى في كل خطوك أن تعانق كل الإنسان فيك وفينا في نص قصيدة أو عزف عود أو قيثارة أو  حتى في لمسة يد حانية, وما أصعب ما ألزمت به نفسك أيها الإنسان على قلة الإنسان فينا.

(ري)

ليس سهلاً أيها العزيز أن تسكنك روح من طينة روحك ومع دلك حملتها واحتملتنا معها فيك وحدك مجهد ذلك السمو الذي يجدبك إلى الأعلى دوماً, ومِؤلم ذلك الحلم الذي أرهقك وأنت تُحاول أن تكون في كل محطة من العُمر أفضل من المحطة التي مضت أو عبرت وربما تعثرت ولم تحدث, ومع ذلك أنت هو أنت, لم تتغيّر ولم تتعثّر في ارتفاعك, كانت الحياة كريمة عليّ بما فيه الكفاية أن أسعد بمعرفتك عن قُرب, وأن أكون صديقاً لك ولعائلتك الكريمة.

(مي)

أنت في كل ذلك سيد العطاء ومنبع البهاء ونهر محبة لا يتوقّف ولأعيد التعلم منك أكثر من أي وقت سبق أن عظيم الارتفاع يحدث في النزول إلى الناس والالتصاق بالأرض تواضعاً وحنواً, لا غرابة أيها العزيز أن يجتمع فيك عمارة النيلين وروح السودان العابرة لحضارات, والموزعة عبر وطن هو عمقه في مساحة قارات أنت في كل ذلك, ذلك الكريم وما أبدع التطابق بين اسمك وصنيعك الذي علمنا أن تحاول أن تكون جميلاً في كل حالاتك, وأن تكون انساناً رغم كامل أوجاعك.

سلام لقلبك وفخري بلا حدود ببهي إنسانك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى