بمناسبة تكريم القوات المسلحة للواء ركن طيار (م) عبد الله علي صافي النور

 

 

لايعرفُ الفضلَ إلا اهلُه

ولا يرفعُ الرجلَ إلا مكارُمه

بقلم /  دكتور علي  ابو آيات

 

درجت القوات المسلحة السودانية عبر كلية القادة والأركان على تكريم القادة العسكريين الذين اسهموا بوطنية صادقة في صناعة عزة السودان وجسَّدوا قيمة التضحية واقعاً بالنفس والروح ومن أولئك العظماء سعادة اللواء صافي النور الذي إحتفت به كلية القادة والأركان في ابهى احتفال . ومن حسن سعادتي ومصدر فخري واعتزازي اني كنت حضوراً في هذه المناسبة العظيمة .

وما جعلني افتخر بكل ما يربطني بسعادة اللواء من علاقة أصيلة ومتجذرة عند مشاهدتي عرضاً تعريفياً أعدٌه  ضباط  الطيران الحربي فكان عرضاً متميزاً بسيرته العطرة ومواقفه المشرقة . وددت ان انقل بعضاً منها لمن لم يعرف هذا العطاء الذي يبرز قيمة اللواء وأدواره المشرِّفة …….

ملامح من العطاء العلمي :

درس سعادة اللواء مراحله الأولية في منطقة الميلاد والنشأة كتم دامرة مصري ومنها إلى الفاشر الثانوية وفي العام 1969 أظهر نبوغاً  فتم اختياره ضمن الطلاب الحربين ليسافر إلى الاتحاد السوفيتي آنذاك طالباً في كلية علوم الطيران التي تخرج منها 1972 برتبة الملازم طيار .

وسرعان ما انضم إلى دورة المساعدين المدربين بكلية علوم الطيران العراقية وواصل مسيرة التميز العلمي في كلية علوم الطيران بجمهورية مصر العربية وعند تخرجه قدم بحثاً متفرداً بعنوان (كيفية إنشاء كلية علوم الطيران في السودان ) وبفضله تحولت النظرية إلى تطبيق فكان إنشاء أول كلية طيران حربي في بورتسودان ..

وفي العام 1985 تم ابتعاثه إلى كلية علوم الطيران الأمريكية وهو في رتبة المقدم وكان نموذجاً للسوداني المبدع والعارف بعلمه .

صافي النور والمواقف الحربية

نذكر هنا بعضاً من اسهاماته العملية المتميزة:

١. من الذين استبسلوا في التصدي للغزو الليبي على السودان سنة ١٩٧٦

٢. قام سيادته باخلاء الطياريين الذين سقطت طائرتهم في بور سنة ١٩٨٣ بجسارة نادرة بعد أن ظنت القيادة أنهم اسشتهدوا ولكن وبفضل الله لم تتمكن قوات العدو من تدمير  الطائرة بسبب تعطل أجهزة الرصد والمراقبة وبسالة اللواء في إنقاذ كامل الطاقم الحربي .

اللواء والجوانب الإنسانية ومن أهم سجلاته الطيبة قيامه

بمساعدة المدنيين بالتعاون مع شركة بيتشن الأمريكية في شرق السودان بإنزال المساعدات الإنسانية للمتضررين من السيول والأمطار التي حدثت في ١٩٨١ و١٩٨٨.

الأوسمة والانواط : توشح سعادة اللواء بأوسمة وانواط زينت سيرته وهي مستحقات التميز والإخلاص المهني ومنها :

-وسام الشجاعة  الطبقة الأولى

– نوط الواجب

– نوط الشرف

– نوط الخدمة الطويلة

– نوط الدفاع الذهبي

اللواء ريادة في الأداًرة  :  والدولة يسندها العظماء وتعتمد عليهم في صناعة النهضة وتحقيق النجاح ومن ذلك

تم تكليفه نائباً لمدير هيئة الطيران ثم مديراً للهيئة من 1992 حتى 1996 وفي عهده انجز اكبر مطارات السودان الدولية منها مطار دتقلا ونيالا والفاشر .

صافي النور القيادي الناجح

له إسهامات واضحة في إسناد الخدمة المدنية من خلال عدد من الوظائف القيادية التي تولاها منها :

-محافظ بديوان الحكم الاتحادي

– وزير بديوان الحكم الاتحادي

– والي شمال دارفور

– وزير بمجلس الوزراء

صافي النور ابن البادية والرحل بعد أعماله الجليلة في رفعة الوطن وصناعة المجد تفرغ لخدمة الانتماء والأصل فأسس مجلس تنمية وتطوير الرحل واسندت إليه الدولة مهام رعاية شؤون الرحل فقام بأنشاء المدراس  والمستشفيات البشرية والبيطرية الراحلة وحفر الآبار والحفائر والسدود وهيئ الحياة الكريمة للرحل في كل السودان وخاصة دارفور  وترك سيرة عطرة ندية في هذا القطاع.

كواليس التكريم :

تشرف الاحتفال بحضور السيدة الفضلى فتحية محمود فضل حرم سعادة اللواء الركن طيار صافي النور . وقد تم تكريمها قبل اللواء فقال أحدهم مازحاً هل انت تقدم من اللواء حتى يتم  تكريمك قبله .فقالت نعم لان دوري كبير وأسنادي عظيم فهو مشغول بالأسفار والعمليات والدورات وكنت انا اقوم بواجب الأمومة وبفضل الله أنشأت اولاداً متميزين فيهم الدكتور والمهندس والمحاسب فحقها التكريم لانها المرأة العظيمة التي صنعت رجلاً عظيماً ومن الطرائف كان بحوارنا سعادة اللواء معاش حسيب صافي النور إلى جانب الاخ يونس صافي النور . فقالت ( والحديث أحرم اللواء) حتى حسيب ايضا من اولادي وتربيتي وكان ناجحاً فايد حسيب قولها وقال انت أمنا وعبد الله في مقام ابينا وليس اخونا فحسب فكان هذا بيان لظرف العائلة وجمال الروح …

شهادة سعادة الفريق ركن دكتور حسين عبد الله جبريل كان الفريق من المعقبين على عرض السيرة الذاتية  وقدم كلمة بليغة وقوية رغم اعترافه بان شهادته مجروحة لانه واللواء من مشكاة واحدة إلا أنه ايَّد كل ما ورد في سيرته واثبت حصولها وبجدارة واقتدار.

ختاماً هذه بعض من صحائف منيرة لسعادة اللواء وما خفي اعظم واجد قلمي قاصراً عن التمام لأن المحتفى به اكبر قامة من أن تحصره اقلام الكتاب وأوراق الصحف ..

نتمنى له كل الخير والحياة الكريمة ونشكره على جزيل عطاءه للدولة والشعب والرحل

ونمني انفسنا ان نخطو خطاه ونتبع أثره

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى