عبد الله مسار يكتب : الشيخ العبيد ود بدر

3ديسمبر2021م

الشيخ العبيد ود بدر هو محمد ود بدر المعروف بالشيخ محمد ود ريّه, وهو من مواليد قرية الحوار بالقرب من شندي في عام ١٨١١م,  وهو من أم مسلمية بكرية ومن أب ينتمي للشيخ حسن ود حسونة  القادم الى السودان من جزيرة الأندلس.

واسمه كاملاً محمدين أحمد بن محمد بن علي بن موسى بن علي بن موسى بن علي بن موسى الكبير   حتى يصل نسبه الى جده الحاشي المسلمي وهو مسلم شقيق الشيخ عبد القادر الجيلاني.

الشيخ ود بدر تنقل الى مناطق مختلفة في نهر النيل والجزيرة وتعلم القرآن الكريم وعلومه مبكراً بدفع من  والدته ريه بنت علي بن أبي زيد الحساني الكاهلي,  وكانت تتواتر عنها الروايات أنها ستلد شيخاً مثل الشيخ حسن ود حسونة.

عمل الشيخ محمد ود بدر في صغره في رعي الغنم,  ولما كبر وشبّ أخذ يرتاد مجالس العلماء ويغشى حلقاتهم ليتلقى العلم الشرعي عنهم سماعاً, حيث كان أمياً لم يفك الخط وعدم تعلمه لم يمنعه التبحر في علوم الشريعة وحفظ مختصر خليل.

تزوج الشيخ محمد ود بدر من ابنة عمه ستنا بنت العجيل وأنجب منها ابنه الأكبر أحمد.

في عام ١٨٣٨ حج وقابل هناك الميرغني, ورجع السودان وأخذ الطريقة القادرية من عوض الجيد بن الحسن الخالدي.

بعد رجوعه من الحج صار اهتمامه تعليم القرآن وإطعام الطعام, وفي عام ١٨٤٨م بدأ التدريس فأشعل نار القرآن في النخيرة الأولى في مهاجرة بغابة ام ضبان جنوب شرق بحري.

في عام ١٨٥١م ذاع صيته واشتهر في منطقة أم ضبان وصارت تتوافد إليه الوفود من كل جهة, وبدأ يتحاكم اليه الناس ويذهبون إليه اذا تشاجروا, وكذلك يذهب اليهم ويصلح بينهم ويؤلف, وكذلك كان يهتم بالمرضى وذوي العاهات ويعالجهم.

ظل الشيخ لمدة ثلاثين عاماً تقرأ عليه كتب التصوف  والأخلاق والسلوك ككتب الإمام الغزالي والمحاسب والقشيري وغيرهم, وكان مفسراً لهذه الكتب, وكان فصيحاً وعالماً.

استعمل عدد كبير من العلماء والفقهاء لتدريس العلوم الشرعية كالتفسير والفقة والتوحيد وكذلك تحفيظ القرآن الكريم.

عُرف عن الشيخ العبيد ود بدر أنه كان يرفع مشايخ ويؤيدهم.

الشيخ عبيد ود بدر عُرف عنه علمه الغزير وكرمه وأنه أسّس منارة لتعليم علوم القرآن وشرعه, بل جعل من قرية أم ضواً بان قبلة لطلبة العلم الديني يؤمها الناس من كل جهة, واستمرت نار القرآن متقدة في أم ضواًبان حتى هذه اللحظة على يد الخليفة الطيب الجد حفيده وهو رجل قاضٍ جهبوذ, ورجل دين ودولة, وله تقديرٌ, ولهم مريدون في كل بقاع السودان, بل عُرف عن الشيخ الطيب, إنه رجل لا يجامل في الحق وله مواقف وطنية.

نسأل الله تعالى للشيخ العبيد ود بدر الرحمة والمغفرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى