يس إبراهيم الترابي يكتب :  دولة الإمارات عيد اتحاد ووطن (تنمية مستدامة وعلاقات أخوية ممتدة)

 

بدأت التفكير في كتابة هذا المقال منذ اليوم الثاني عشر من شهر نوفمبر من هذا العام ، وشرعت اهتدي ببعض المعارف لتدلّني على التاريخ التليد والحاضر الفريد والمستقبل المجيد لدولة الإمارات العربية المتحدة التي تتأهّب للاحتفال بالعيد الوطني لها والذي يصادف يوم الثاني من شهر ديسمبر من كل عام ويتم الاحتفاء والاحتفال به داخل البلاد وفي جميع سفاراتها الخارجية بمختلف البلدان والأقطار الأخرى خصوصاً سفارتها في السودان.

وما يهمني هنا بهذه المناسبة الطيبة, العلاقات الأزلية والروابط التاريخية والمواقف الوطنية والدوافع الأخرى التي حدثت وجرت بين السودان ودولة الإمارات العربية المتحدة عبر حقب التاريخ الطويل الضارب في جذور العرب والمنطقة بأسرها، فعن ماذا نكتب ونحن نلتمس العديد من أوجه الخير المُتدفِّق والصلات الأخوية الخاصة بين قيادتي وشعبي البلدين الشقيقين في محافل شتى.

وقبل أن أسرد ملامح من تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة, أقول إن السودان هو الدولة الأولى التي رحبت واعترفت بقرار الشيخ زايد آل نهيان بإعلانه اتحاد دويلات الإمارات في دولة واحدة أطلق عليها (دولة الإمارات العربية المتحدة)، وذلك في العام ١٩٧١م في بدايات حكم الرئيس نميري، والسودان هو أول بلد يقوم بزيارته الشيخ زايد بعد قراره وحدة الإمارات واتحادها، وقد سافر مع الرئيس نميري عبر القطار لغرب السودان.

وقد ساهم العديد من السودانيين في نهضة الإمارات وجعلها الأروع في قلب الصحراء، وهم كثر يستحيل حصر جهدهم في كافة المجالات التي وضعوا فيها بصمة ستزداد بريقاً يوماً بعد يوم، ولكن نعدد منهم طيب الذكر المهندس كمال حمزة الذي قامت مدينة دبي على هدى خططه وخرطه وبرامجه وأعماله الهندسية والتصاميم البديعة، فكان أنشودة خاصة لدى الشعب الإماراتي، وكذلك الطبيب الإنسان الشاعر الراحل الدكتور علي الكوباني، وغيرهم لا يحصى ولا يسع المحال لذكرهم ولكن أمرهم تأثيرهم هنالك ورفعتهم لهذه الدولة الفتية معلوم بالضرورة.

ومن محاسن الصدف أن يلمع نجم سوداني في دولة الإمارات العربية المتحدة في عيدها الوطني وقد تنامت سمعته خلال الأعوام الأخيرة وظل اسمه يتردد بشرف وافتخار داخل ردهات المسؤولين هناك، ويُشار إليه بالبنان رغم صغر سنه ولكن عظم مجهوده وحذقه لعمله جعله على كل لسان حتى تم منحه الإقامة الذهبية في فترة وجيزة تقديراً لجهوده الثرة في مجال الطب الباطني ومحاولاته الناجحة في كبت وإعدام جائحة كورونا بدولة الإمارات العربية المتحدة، ألا وهو الاستشاري محمد الطيب عمر علي من منطقة العيلفون في السودان الذي أفردنا له مساحات صحفية من قبل كمفخرة كبرى وخاصة بالسودان بتلك الدولة المزدهرة المتطلعة.

وتُعد دولة الإمارات العربية المتحدة دولة اتحادية مكونة من سبع إمارات ممتدة على طول الساحل الشرقي لشبه الجزيرة العربية وهي (أبو ظبي ودبي والشارقة وعجمان وأم القوين ورأس الخيمة والفجيرة)، وإمارة أبو ظبي أكبر هذه الإمارات السبع مساحة، وهي مركز الصناعات النفطية في البلاد وعاصمة الدولة، أما إمارة دبي الساحلية، فهي واحدة من أهم المراكز التجارية والمالية في المنطقة لاحتضانها العديد من الشركات متعددة الجنسيات وناطحات السحاب، وتُحد الإمارات من الجهتين الجنوبية والشرقية المملكة العربية السعودية، ويُحدها شمالاً مضيق هرمز الذي يربط الخليج العربي بخليج عمان.

تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة ارتبط ارتباطاً وثيقاً ومتجذراً بالتجارة والإسلام الذي دخل المنطقة عام ٦٣٠م، وبسبب موقعها المميز والمهم والمار بطريق تجار أوروبا والشرق الأقصى والهند والصين كانت سواحلها مطمعاً للغزاة الأوروبيين، فوقعت المنطقة في القرن التاسع عشر تحت الانتداب البريطاني إلى أن حصلت على الاستقلال الذاتي في العام ١٩٧١م.

وقد ازدهرت تجارة اللؤلؤ في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين حيث وفرت الدخل وفرص العمل لشعوب الخليج في فصل الصيف، بينما وفّرت زراعة التمر مصادر الدخل لهم في فصل الشتاء، واستمرّت حتى أوائل الثلاثينات من القرن العشرين وهي الفترة التي قامت  شركات النفط بالتنقيب خلالها عن البترول، وقد تم تصدير أول شحنة من النفط الخام من أبو ظبي في العام ١٩٦٢م أي بعد ثلاثين عاماً من الاكتشاف والتنقيب والعمل، وقد تم توظيف إيرادات النفط لإصلاح البنية التحتية وإنشاء المدارس والإسكانات والمُستشفيات وشبكة الطرق في جميع أنحاء أبو ظبي، وفي عام ١٩٦٩م بدأت إمارة دبي بتصدير النفط.

ومع الإعلان البريطاني عن الانسحاب من الخليج العربي تم التوصُّل إلى اتفاق بين حكام كل من أبو ظبي ودبي والشارقة وأم القوين ورأس الخيمة والفجيرة وعجمان لتأسيس المعروف باسم (دولة الإمارات العربية المتحدة) تحت قيادة صاحب السمو الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس الدولة والاتحاد طيب الله ثراه.

والإمارات في طريقها لتصبح دولة عظمى بعد وصول مسبار الأمل الإماراتي لكوكب المريخ وافتتاح محطة الطاقة النووية للأغراض السلمية، وتعتمد استراتيجيات للمستقبل والاستدامة والحفاظ على العقول والكفاءات، فمنحت الإقامة الذهبية للمبدعين والأطباء والموهوبين ورجال الأعمال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى