القيادي بـ”تمازج- المسار التصحيحي” محمد موسى بادي لـ(الصيحة):

– هذه (…) هي أسباب قيام “المسار التصحيحي”

– إجراءات 25 أكتوبر تقديرات رآها أحد شركاء الوضع الانتقالي

– نؤيد اتفاق 21 نوفمبر بين رئيسي السيادة والوزراء

– “تمازج” هي أكبر الحركات والأطراف التي وقعت على اتفاق السلام

– (الجبهة الثورية السودانية) كيان لا وجود له إلا في مخيلة البعض

– المرحلة الحالية “حساسة” ولا تقبل المواقف الرمادية

– الحركة تستعد بقوة لبناء حزب سياسي يضم كل السودانيين

أكد القيادي بالجبهة الثالثة “تمازج”- “المسار التصحيحي” محمد موسى بادي، التزام المسار بإتفاق السلامن والعمل مع الشركاء على تحقيق أهداف الفترة الانتقالية. واعتبر في حوار لـ(الصيحة)، أن إجراءات 25 أكتوبر تقديرات رآها المكون العسكري، وهو أحد شركاء الوضع الانتقالي، وأنهم ينظرون إليها من زاوية الانتماء للوطن وأهمية إنفاذ إتفاق السلام والعمل كشركاء لتحقيق السلام وشعارات الثورة، وكشف عن الأسباب التي دفعتهم لقيادة “المسار التصحيحي”.

وشدد على مواصلة دورهم في تمثيل سكان الشريط الحدودي، والعمل على قضاياهم الحية التي قادتهم إلى الشراكة الراهنة، وتحدث عن تفاصيل أخرى في هذا الحوار:

حوار- عائشة كتر

* بداية، كثيرون لازالوا يجهلون نشأة وسبب تسمية الحركة بالجبهة الثالثة “تمازج” وأهدافها، حدثنا عن ذلك؟

“تمازج” هي أكبر الحركات والأطراف التي وقعت على إتفاق السلام، وتمثل المناطق والقطاعات المكونة لها والتي تقع على طول “الشريط الحدودي” بين دولتي السودان وجنوب السودان، وهي حركة تتميز عن الحركات الأخرى بأنها تمثل مكونات إجتماعية عديدة، وشرائح كبيرة من قطاعات “الرحل” وسكان المناطق الحدودية، ومن هنا جاء اسم ومعنى “تمازج”، حيث تتميز تلك المناطق بطبيعة في إقليم السافنا الغنية والتي تتميز بثروات بشرية وحيوانية ومعدنية وغابية ولها أثر كبير وواضح في الاقتصاد الوطني ويطلق خبراء الاقتصاد على هذا الشريط الحدودي (حزام الموارد)، وقد نشأت حركة الجبهة الثالثة تمازج وتأسست- سياسياً- في أعقاب “إتفاق نيفاشا 2005م” وذلك حينما التقت مجموعتنا من القادة السياسيين في الجناح السياسي للحركة مع مجموعة القادة العسكريين بقيادة اللواء أحمد عبد الرحمن طه- عضو وفد التفاوض لمحادثات السلام، والقائد العام- الحالي- لقوات تمازج في إقليم دارفور وأحد أهم القادة العسكريين في صفوف قوات الحركة والتي كانت تتبع للحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان بقيادته التاريخية المعروفة- قبل انفصال جنوب السودان، وقد اتفقنا على تجميع وترتيب قوات الحركة وجميعهم من أبناء مناطق الشريط الحدودي الذين استقطبتهم الحركة الشعبية بقيادة د. جون قرنق، وتم الاتفاق بيننا كقيادة سياسية للحركة على تأسيس الخط السياسي والتنظيمي للحركة، حيث ضمت الحركة قطاعات مثلت أهم الفصائل وممثليها من معظم المناطق الحدودية، وانطلقت الحركة في نسختها والتي جلست في مائدة التفاوض بغرض إجراء الترتيبات الأمنية لقوات الجبهة الثالثة “تمازج” ومناقشة أمر المشاركة السياسية لتمثيل مناطق الشريط الحدودي وقطاعات “الرحل” وسكان تلك المناطق ذات الأهمية الإستراتيجية للأمن والاقتصاد القوميين.

* ما رأيكم حول إجراءات الجيش والفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان في 25 أكتوبر؟

إجراءات 25 أكتوبر تقديرات رآها المكون العسكري، وهو أحد شركاء الوضع الانتقالي في أعقاب ثورة ديسمبر التي رفعت شعار “حرية، سلام وعدالة” ونحن كشركاء في السلام ننظر لتلك الإجراءات ونحللها من زاوية الانتماء للوطن وأهمية إنفاذ إتفاق السلام وكيف نعمل جميعاً- كشركاء- لتحقيق السلام بإرادة وجدية نحقق فيها شعار “عدالة” والعمل لتحقق أهداف الاتفاق.

* أنتم كمؤسسين لـ”تمازج” وبعد أن وقعتم على اتفاق السلام، تقودون تيار “المسار التصحيحي” فما هي الأسباب التي أدت إلى هذا الوضع داخل الجبهة الثالثة “تمازج”؟

حركات السلام جمعها إتفاق السلام- في مرحلة المفاوضات ولم يكونوا متفقين على برنامج واضح وتفرقت بهم شوارع السياسة في الخرطوم، حيث لم يكن لأي حركة عطاء سياسي وحضور إعلامي مبكر وقوي بخلاف “تمازج” التي بدأنا العمل على فتحها نحو القضايا والمشاركة القومية، حيث فتحنا عضويتها لكل أبناء الشعب السوداني- على عكس أغلب الحركات-التي ظهرت في صورة مناطقية ضيقة- فتم على إثر هذه الفاعلية الكبيرة للقيادة السياسية لتمازج محاربتها ومحاولات لدفنها وإبعادها من المشاركة في الأجهزة الانتقالية والآليات الأساسية لإنفاذ السلام، وبالفعل تم إبعاد الحركة من مقعدها في مجلس شركاء الفترة الانتقالية، وأيضا قد أسهم في ذلك ضعف القيادة المكلفة للحركة، فحاولنا أن نعدل ذلك الوضع المائل الذي أسهمت فيه ظروف التنفيذ الظالم لاتفاق السلام، وبمزيد من انتشار الحركة وبناءها التنظيمي وسط القواعد فحاول البعض التصدي، وكنا نعلم أننا قد أصبحنا في موقف المحسود! ووقع علينا كل هذا الظلم من جهات نعلمهما تماماً، والتي استغلت “لين مواقف” قيادة الحركة منذ التوقيع على إتفاق السلام في 3 اكتوبر 2020م ونشوء ما يسمى بـ(الجبهة الثورية السودانية) وهو كيان لا وجود له إلا في مخيلة بعض المصلحيين داخل الحركة وخارجها؟ فظهرت الحركة وكأنها مطية لأجندتهم، مما أظهر الحركة في تلك الصورة الباهتة وأحكم حولها الشبهات بفعل فاعل..!

كل هذه الظروف والأسباب جعلت من “المسار التصحيحي” أمراً واقعاً في سبيل تحقيق خطط وأهداف حددناها مع قواعدنا ونعمل لها مع كل الأطراف المعنية سواء الطرف الحكومي أو شركاء الفترة الانتقالية والساحة الساسية..

وللعلم أن الجبهة الثالثة تمازج- المسار التصحيحي، تلتزم بإتفاق السلام وتعمل-مع الشركاء- على تحقيق أهداف الفترة الانتقالية من منطلق المسؤولية الوطنية في هذه المرحلة الحساسة والتي لا تقبل المواقف الرمادية، نواصل دورنا في تمثيل سكان الشريط الحدودي والعمل على قضاياهم الحية والتي قادتنا إلى الشراكة الراهنة.

ونحاول الاستمرار كتيار إصلاحي يعمل على إعادة الحركة لأهدافها ويقدم الرؤية والمراجعة اللازمتين لتفعيل أجهزة الحركة وفق نظم ولوائح حاكمة، تكفل للحركة العمل الواضح في خدمة أهداف الثورة واتفاق السلام للفترة الانتقالية وما بعدها، ومن هذا المنطلق نؤكد على قومية حركة الجبهة الثالثة تمازج- المسار التصحيحي، التي تأسست على الرؤية الوطنية انطلاقاً من مناطق شريط حدودنا مع دولة جنوب السودان وتواصل الحركة استعدادها بقوة لبناء حزبها السياسي الذي سيضم السودانيين من مختلف أنحاء البلاد، ونتوقع له تحقيق نتائج طيبة تسهم في إثراء الساحة السياسية ووحدة السودان.

* ماذا تقول في الختام؟

نحن في قيادة تمازج- المسار التصحيحي نعمل في الساحة السياسية مع الشركاء، وأمامنا أهداف المرحلة الانتقالية ونقدر أهمية ذلك، خاصة وأن المرحلة الحالية ستشكل مستقبل البلاد، وفي أجندتنا استكمال هياكل الحكم وإجازة الدستور الدائم وتحديد مسار علاقاتنا في المحيط الإقليمي والدولي، فضلاً عن حل المشاكل التي تواجه الاقتصاد واحتياجيات حياة الناس.. كما نؤكد تأييدنا لاتفاق 21 نوفمبر بين رئيسي السيادة والوزراء، ونؤكد على دورنا الوطني تجاه كل تلك القضايا التي نعتبرها موجهات للعمل في الفترة القادمة..

كما نسعى لتمثيل فاعل لمناطق الشريط الحدودي في كل قطاعاتها في لجان وآليات إنفاذ إتفاق السلام، وعدم تكرار أخطاء تنفيذ السلام للفترة ما قبل إجراءات 25 أكتوبر وندعو الجميع لوضع وحدة وأمن البلاد في مقدمة أولويات المرحلة القادمة، وصولاً لكل المحطات الانتقالية المهمة وأولها إنجاز الدستور الدائم لحكم البلاد واستقرارها، وتحياتي لكم ونثمن دوركم في قبيلة الإعلام لما تقومون به من أدوار عظيمة من أجل السودان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى