كريمة مولانا أحمد هارون، د. (علياء) لـ(الصيحة) (1-2):

والدي (اتخلع) ولم يتوقع سقوط النظام بهذه الطريقة

هذه (….) تفاصيل اللحظات الأولى لتلقينا نبأ سقوط النظام

شائعة (مليشيات) و(كتائب) أحمد هارون أضحكتنا كثيراً

الوالد تم وضعه في حبس انفرادي منذ يوليو الماضي

(هارون ونافع والجاز وعلي عثمان) تم اعتقالهم إرضاءً للشارع

والدي عند اعتقاله ذهب مع (ناس الأمن) دون مقاومة

أرادوا إرجاع والدي إلى السجن  عقب إفاقته من التخدير

قناعتي أن نظام الإنقاذ سقط من الداخل وبـ(خيانة)

والدي  المتهم بالملشيات .. تأزم جداً من فض الاعتصام

لهذا (….) يقوم أبي بنظافة العنابر التي يُنقل إليها

والدي (قوي) ويقوم بـ(تصبيرنا)، وهو متأقلم مع الوضع

حوار: هبة محمود سعيد

تصوير: محمد نور محكر

كشفت كريمة رئيس حزب المؤتمر الوطني المفوض سابقاً، مولانا أحمد هارون د. “علياء هارون”، لأول مرة عن تفاصيل اعتقال والدها وحقائق الخزانة المليئة بسبائك الذهب بالأبيض التي تم اقتياده لفتحها ببصمة العين بحسب ما راج، ودخول ملشيات والدها إلى ميدان اعتصام القيادة العامة بالخرطوم. وأفصحت علياء في أول حوار لـ”الصيحة” عن وضع والدها  الصحي الحالي، وحقيقة الخلاف الذي أدى لإصابته في ركبته، وقالت إنهم سوف يطرقون جميع الجهات للإفراج عن والدها المعتقل منذ الحادي عشر من أبريل الماضي بسجن كوبر في أعقاب سقوط النظام، في وقت وصفت فيه الاعتقال بالتعسفي وغير القانوني، ونادت (علياء) بتطبيق شعار الثورة (حرية، سلام ،عدالة)، واشارت إلى خصم  السياسة  من رصيدهم الاجتماعي كأسرة، وأن والدها أفنى جل وقته في خدمة البلاد دون حفظ صنيعه..

إلى  الحلقة الأولى من الحوار..

*دعينا نبدأ بالبيان الذي أصدرتموه كأسرة عن الوضع الصحي  للوالد عقب إجرائه عملية قطع غضروفي في مفصل الركبة؟

– الوالد الآن بصحة جيدة الحمد لله، نتابع عبر الاختصاصي الذي يشرف على وضعه، وهو الطبيب الذي قام بتدريسي، وأنا أشكره على اهتمامه به، وأوجه الشكر أيضاً لطبيب السجن، الذي فعل ما بوسعه لمساعدة والدي، لكن أكثر ما يضايقنا أن والدي قاموا بإرجاعه للسجن عقب العملية مباشرة، وعدم إخطارنا رسمياً بالعملية.

*هل كان يعاني من مشاكل في القدم، وما حقيقة معركة في السجن دارت تم ضربه بـ(طشت) في قدمه الأمر الذي أجرى على أثره العملية؟

– أجابت ضاحكة.. الوالد تم وضعه في حبس انفرادي منذ يوليو الماضي،  لذلك هذه محض شائعات لا أساس لها من الصحة! ثانياً الوالد لم يكن يشتكي إطلاقاً من ألم في قدمه من قبل، ولكن ما علمته أنه أثناء ممارسة الرياضة ضغط عليها وفقد اتزانه وسقط فجأة وأصبح بعدها يشكو آلاماً، وفي إحدى الزيارات كان (يعرج) وأخبرنا أن الألم كبير لدرجة أنه أصبح يتناول كمية مهولة من المسكنات، وفي نهاية الأمر أصبح يتعاطى حقن مسكنة للألم بعدها قامت إدارة السجن بنقله لمستشفى علياء وإجراء رنين مغناطيسي له، ولكن تمت كتابة تقرير خاطئ للحالة، بأنها طبيعية بالرغم من وجود قطع بالغضروف الهلالي، وبناء عليه ـ أي التقرير ـ قرر الاختصاصي المعالج له الأول بعمل علاج طبيعي له، ولكن الألم ما زال مستمراً، وعندها ذهبت بالصور التي أجريت له لأستاذي فأخبرني أن هناك قطعاً في القضروف الهلالي الخلفي لمفصل الركبة، وبعدها ذهب إليه وأجرى كشفاً، وكان القطع من الدرجة الثالثة ولابد من إجراء عملية، بالفعل تم إجراء العملية لكن لم يتم إخطارنا كأسرة، وهذا الأمر أزعجنا جداً لأنه حق قانوني بحسب ما ينص عليه قانون السجون أن يكون هناك مرافق للمعتقل حال إجرائه عملية، ومن حق أسرته أيضاً أن تكون على علم بما يدور، لأن العملية لديها مضاعفات يمكن أن تحدث، ولذلك كان يجب إخطارنا، ولكن ذلك لم يحدث، الطبيب أخبرنا أن المريض عادة عقب إجراء العملية يصبح بحالة جيدة عقب مرور ٤ ساعات لكن والدي أخذ فترة أطول من الطبيعي، ولم يشعر بساقيه إلا بعد ست ساعات من إجراء العملية، وكان يشعر بتنميل في القدم، لكنه تعافى الحمد لله.

*كم من الوقت مكث بمستشفى علياء؟

– لم يمكث وقتاً طويلاً، فعقب انتهاء فترة التخدير، جاءه عقيد من إدارة السجن وأخبره أنه سيتم إرجاعه للمعتقل مرة أخرى، فوالدي رفض الخروج إلا عقب إذن من الاختصاصي الذي أجرى العملية، لأنه يعاني مرض السكر من النوع الأول، ومن الممكن أن تحدث له مضاعفات في ظل بيئة سيئة داخل السجن، ولذلك رفض الخروج إلا بإذن من الطبيب المعالج شخصياً، الدي قرر أن يمكث ٢٤ ساعة بعد العملية للاطمئنان.

*لماذا أضرب عن الطعام؟

– والدي لم يضرب عن الطعام، ولأنه لم يكن بصحبته مرافق، اضطر أن يصوم أكثر من زمن العملية المحدد له، وصام ١٣ ساعة حتى لا يحتاج الذهاب للحمام وقضاء الحاجة في ظل عدم وجود مرافق له، على الرغم من خطورة الأمر، فقد كان من الممكن حدوث انخفاض في السكر لأنه مريض به، ولكن لم يكن هناك حل أمامه.

*ذهبتم لزيارته عقب إجراء العملية وكيف هي صحته الآن؟

– نعم.. حالته جيدة يتوكأ على عصايين رغم وجود ألم، لكنه الحمد لله بخير، ولكن كان يتوجب على إدارة السجن أن تخطرنا بصورة رسمية بالعملية، وأن يكون هناك مرافق معه.

*كيف هي حالته النفسية؟

– الحمد لله، والدي قوي جداً ولم يعكس لنا يوماً واحداً أنه ليس بخير، بل على العكس هو من يقوم بتصبيرنا، ومتأقلم مع الوضع جداً.

*هل يسمح لكم بزيارته؟

– نعم، مرتان في الشهر.

*عند زيارته يتناول معكم حال البلد ومآلات الأوضاع فيه؟

– لا.. وقت الزيارة كله ١٠ دقائق فقط! هذه الفترة نقضيها في الحديث معه ويحاول يروح عنا  ويهون علينا الأمر، والخمس دقائق الأولى كان في بداية الاعتقال يقضيها في طلبات يطلب منا إحضارها له داخل السجن.

*مثل؟

*أدوات نظافة وسراميك ومبيدات حشرية وغيره.

*سراميك؟

– نعم والدي منذ اعتقاله وهو يتنقل في عنابر كثيرة، ولذلك أي مكان ينتقل إليه يكون حريصاً على نظافته وإصلاح الأرض لأن بيئة السجن سيئة جداً، كما أنه اعتاد علي الإصلاح سواء كان والياً أو معتقلاً.

*هل يسمح لهم بتركيب سيراميك وصيانة الغرف والعنابر؟

– نعم.. هناك عمال مختصون في هذا الأمر يدفع لهم.. والدي قام بصيانة الحمامات وأحضر ثلاجات داخل السجن.

*دعيني أعود بك للوراء قليلاً وهو منذ اندلاع الاحتجاجات، هل توقعتم حدوث هذا السيناريو بالشكل الذي مضى عليه وسقوط النظام؟

– لا لم نتوقع ذلك، والدي نفسه لم يتوقع ذلك، هو(اتخلع) لكن أنا قناعتي أن النظام سقط من الداخل، لأن هناك معارضة كانت تتعامل بخسة، هم أنفسهم  (قادة النظام) لم يتوقعوا ما حدث (أنا متأكدة أن الـ(23) من القادة والذين هم الآن معتقلون داخل السجن لم يتوقعوا سقوط النظام و(الخيانة) التي حدثت.

*حدثينا عن لحظات اعتقال مولانا، وما صحة حدوث مقاومة من قبله لحظات القبض عليه؟

– هذا حديث غير صحيح.. لم تكن هناك مقاومة، على العكس كان الأمر عادياً ووالدي ذهب مع أفراد جهاز  الأمن دون أي مقاومة. تم اعتقاله  والفريق عبد الرحيم محمد حسين في وقت واحد.

*هل كانت هناك أي إرهاصات قبل سقوط النظام أحس بها الوالد؟

– لا على العكس من ذلك،  فالأمور كانت عادية في ذلك اليوم وهو  يوم الأربعاء ١٠ من أبريل الماضي،  وقتها عاد والدي متأخراً بعد لقائه في برنامج حال البلد بفضائية سودانية 24  وجلس معنا وتسامرنا، وبعدها  خلدنا إلى النوم، وفي الفجر صحوت على حركة أفراد المنزل، بعدها علمت من والدتي أن الوالد أخبرها بسقوط النظام عقب اتصال هاتفي جاءه الفجر، وبعدها ذهب  أبي إلى الحمام وارتدى ملابسه وصلى الصبح، عندها رن جرس المنزل فذهب لفتحه وكان الزائر مجموعة من ضباط جهاز الأمن فتم اعتقاله لحظتها.

*ارتدى ملابسه استعدادا للاعتقال؟

– من الطبيعي بعد سقوط النظام أن يتم اعتقاله، ومنذ لحظة الاعتقال لم نعرف عنهم أي شيء، ولاتوجد طريقة للتواصل معهم، بعدها علمنا أنهم تم ترحيلهم إلى سجن كوبر في يوم ١٩ أبريل.

*كيف كان الوالد يتحدث ويتعامل خلال فترة الاعتصام على اعتبار أنها فترة صعبة وحرجة، وما حقيقة البصات التي دخلت القيادة وتتبع لأحمد هارون تحمل ميلشيات؟

– هذه البصات كان أكثر أمر مضحك بالنسبة لنا، لو تذكرين أنه كانت هناك مسيرة لمناصرة المؤتمر الوطني يوم الخميس وتم تأجيلها، فالمناصرون للمؤتمر الوطني القادمون من جنوب كردفان أو شماله تقريباً لم يتم اخطارهم بتأجيل المسيرة، وأتوا بالبصات، والناس بعدها قالوا إن هذه مليشيات أحمد هارون، فكيف لمليشيات أن ياتوا مرتدين الزي القومي ولا يحملون أي أسلحة، ولذلك فإن الكثيرين من الشعب السوداني يتعاملون مع الأمور بطريقة سطحية جداً بدون تفكير، يقولون إن هناك كتائب ظل لعم على  عثمان، وهذه الكتائب هي عبارة عن مجموعة مخصصة من المهندسين والأطباء لسد حاجة البلاد حال حدوث إضرابات أو غيرها من الأزمات ،(بالعقل كدا لو في مليشيات لأحمد هارون، فلماذا هو  موجود في السجن حتى الآن؟! (كانوا  يجوا  يطلعوه بدل قاعد ويواجه ما يواجه).. عموماً هذه تهم وأباطيل لا أساس لها من الصحة،  والشواهد والقرائن تقول إن بداخل المعتقلات من تم اعتقالهم إرضاءً للشارع.

*مثل مَن؟

– والدي وعلي عثمان وعوض الجاز ودكتور نافع علي نافع وعبد الرحيم محمد حسين،. على فكرة والدي الذي اتهم بإدخال ملشيات لساحة القيادة، تأزم جداً من فض الاعتصام، والمؤتمر الوطني الذي اتهم بفض الاعتصام لماذا يترك قادته طالما أنه بتلك القوة داخل المعتقل سبعة أشهر يعانون ما يعانون، ولذلك هي تهم وشائعات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى