هنود أبياه.. تحديات للوصول إلى محطة نهاية الانتقال السلس

 

الخرطوم- الطيب محمد خير

لا تحمل موافقة مدير جامعة أفريقيا العالمية في الخرطوم, الأكاديمي المتخصص في قانون الأراضي والقانون العرفي والدولي البروفيسور هنود أبياه كدوف, على تولي رئاسة الوزراء في الحكومة الانتقالية الحكومة أي نوع من المفاجآت, كونه كان قد تم ترشيحه لذات المنصب من قبل رئيس حزب الأمة الإمام الصادق المهدي عند بداية تشكيل الحكومة الانتقالية عقب توقيع الوثيقة الدستورية, غير أنّ الدكتور عبد الله حمدوك كان أكثر حظاً منه, ولذا فليس من المستغرب أن يكون هنود أبياه الأوفر حظاً بين الشخصيات المطروحة لتولي هذا المنصب بعد أن فشلت الوساطات والجهود الدولية والداخلية في إقناع رئيس الوزراء المعزول عبد الله حمدوك بالعودة لموقعه, بعد أن وصل الحوار معه إلى طريق مسدود في أعقاب رفض المكون العسكري حزمة الاشتراطات التي وضعها, وعلى رأسها الإفراج عن المُعتقلين والعودة للأوضاع التي سبقت الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي.

ويأتي قبول البروفيسور هنود بتولي المنصب في أجواء مشحونة ومُحتقنة بالرفض من قوى الحرية والتغيير التي كانت تُشكِّل الحاضنة السياسية لرئيس الوزراء المعزول د. عبد الله حمدوك ممثلةً في المجلس المركزي المُتشدِّد في رفض خطوة البرهان التي أعلنها بتعيين مجلس للسيادة واختيار رئيس وزراء, وتتّهمه بالانقلاب على الوثيقة الدستورية وتمزيقها واتخاذ قرارات أحادية بما يضيف مزيداً من التعقيد للمشهد السياسي في البلاد.

ويرى مُراقبون أنّ حزمة من التحديات ستواجه البروفيسور هنود, التحدي الأول ليس إدارة الجهاز التنفيذي, وإنما يقوم على إنجاز أوسع تفاهم حول القضية السودانية بالنجاح في حمل مجموعات الثورة بشقيها المدني والعسكري والمجتمع المدني للجلوس على طاولة تفاهم واحدة، بأن يكون هذا التفاهم قائماً على قاعدة بناء مشروع الدولة وليس إمكانية تقاسُم السُّلطة والنفوذ والبحث لإيجاد ضمانات استمرار التوافق بين القوى السياسية والعمل المشترك, على أن يكون المشروع الأساس هو بناء دولة المؤسسات, وحال نجاحه في هذا التفاهُم يكون قد شكّل نقلة نوعية في خارطة السياسَة السودانية وتُضاف اليه في سجل تاريخ السياسة في السودان، والتحدي الثاني والوصول لإقامة انتخابات كمحطة دستورية مفصلية في طريق الوصول للتحول الديمقراطي, يجب عليه ان يجتهد لمنع تعطيلها أو تأجيلها وأن تُجرى في موعدها المضروب في العام المقبل.

ويرى المحلل السياسي عبد الله آدم خاطر في حديثه لـ(الصيحة) أن بروف هنود يحمل كل صفات الشخصية المُؤهّلة لقيادة الدولة من حيث أنه رجل عالم ومهني وأكاديمي, فقط قد يكون غيابه لفترات طويلة خارج البلاد قد تكون أثّرت في جانب تواصله مع المجتمع السوداني بكل مكوناته وتقسيماته السياسية.

وأشار أستاذ خاطر إلى أن التحدي الأكبر الذي سيواجة البروفيسور هنود في أنه سيتولى سلطة في ظل جدل كبير مثار حول شرعيتها, والتغلُّب على هذا التحدي يتوقّف على مهاراته الإدارية والفنية وعلاقاته داخل الوطن والإقليمية والدولية وتشكل أساس نجاحه في المهمة التي قبل انتدابه لإنجازها.

ويؤكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة المشرق د. عبد اللطيف محمد سعيد, أن قبول البروفيسور هنود بتولي منصب رئيس وزراء الفترة الانتقالية في نسخته الثالثة, يُشكِّل مرحلة دقيقة وغاية الحساسية نتيجة لغياب مجلس الوزراء بكامله لفترة طويلة, وهذا يحدث لأول مرة في تاريخ الدولة السودانية, فضلاً عن حالة الشد والجذب التي اتّسمت بها الأزمة السودانية, وعليه ان ينجح في السير بحصافة وسط كثير من المطبات في الساحة السياسية, وهذه من أكبر التحديات التي سيُواجهها, ولا سيما الرجل غير متمرسٍ في العمل السياسي, بجانب أنه غاب لفترة طويلة عن البلاد في الخارج, كما ان الجميع في حاجة لمعرفة سيرته الذاتية لكشف المزيد عن شخصيته, وهناك تحد يتمثل في طرحه وخطابه أن يكون واضحاً ومُخاطباً لقضايا الجماهير.

وأضاف د. عبد اللطيف: ومن أهم المطلوبات أن يكون له برنامجٌ, وأن يستعين بالخبرات المهنية, وأن يبتعد عن الطريق الذي سار عليه سلفه حمدوك بالاعتماد على القوى السياسية التي أوردته فخ المُحاصصات والجدل والمُشاكسات, بجانب أن يكون هذا البرنامج الذي سيعمل عليه خاصاً به وليس برنامج مجلس السيادة, وفي المقابل ان يلتزم مجلس السيادة بما قاله الفريق البرهان بأن الجهاز التنفيذي سيكون مستقلاً ولن تكون هناك تدخلات في شؤونه.

وختم د. عبد اللطيف, قاطعاً بضرورة أن يرسم هنود خارطة طريق واضحة مدعومة ببرامج ممرحلة, وأن تكون أي خطوة محسوبة بدقة متناهية ويُساعده في إنفاذها شخصيات غير ذات مُيُول حزبية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى