“الصيحة” ترصد نتيجة امتحانات الشهادة السودانية وتلتقي بالمُتفوِّقين والمُتفوِّقات   

 

أول الشهادة يُطالب بإلغاء التمييز في التعليم والمُساواة في البيئة الدراسية بكافة الولايات

الأولى مشترك ريل أبوبكر الصديق: نجاحي يعود إلى أمي الحنونة مصدر اطمئناني  

المُتفوِّقة سارة ترغب في دراسة القانون لإعادة حقوق المرأة والطفل وفض النزاعات

 

رصد: أم بلة النور

 

حظيت نتيجة امتحانات الشهادة السودانية هذا العام باهتمام كبير من قبل السودانيين, كونها انعقدت أولاً في ظروف بالغة التعقيد, وثانياً صاحب تصحيحها عقبات كثيرة بسبب جائحة كورونا والتقلبات السياسية مؤخراً, والتي أدت إلى إقالة وكيل وزارة التربية قبل أيام قليلة من موعد إعلان النتيجة..

ورغم هذه المُلابسات, نجحت وزارة التربية والتعليم في إعلانها أمس وسط ترقُّب من قبل أسر الطالبات والطلاب الممتحنين…

ولقد كان للتبرع السخي من قائد الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو للمعلمين, الذين قاموا بتصحيح الامتحانات بمبلغ مائة ألف جنيه لكل معلم ومعلمة, دافعاً لهم في الانتهاء من عمليات الكنترول بهذه الصورة وفي هذه الظروف التي تعيشها البلاد من أزمة اقتصادية طاحنة.

“الصيحة” تلتقي بعدد من المتفوقين والمتفوقات

ملامح عامة

كانت نتيجة هذا العام ضعيفة مُقارنةً بالعام الماضي, وبلغت نسبة النجاح للمساق الأكاديمي 63% والمساق الفني 57% والمساق الحرفي 83%, وبلغت نسبة النجاح في المدارس الحكومية 64.8% والمدارس الخاصة بلغت 68.7%.

ومن خلال رصد “الصيحة” للمؤتمر الصحفي, تبيّن انخفاض عدد الجالسين للامتحانات هذا العام, حيث بلغ عددهم 480519, بينما في السابق كان عددهم 484210, وكان عدد المراكز في العام السابق 40251 بينما كان عددهم هذا العام 41186 بزيادة بلغت 4%.

وكانت نسب النجاح في مواد التربية الإسلامية 78,8%, اللغة العربية 89%, الإنجليزي 67%, الرياضيات 65,1%, الرياضيات المتخصصة 77%, الفيزياء 76% والكيمياء 68.6%.

 

بعد انتظار طويل, أعلنت وزارة التربية والتعليم نتيجة امتحانات الشهادة السودانية، حيث تعيش البلاد ظروفاً سياسية واقتصادية غير مستقرة، وعاش الطلاب وأسرهم في حالة من الإحباط نتيجة لتأجيل العام الدراسي والامتحانات، الأمر الذي أدى الى تدني نسبة النجاح هذا العام مقارنة بالعام الماضي, حيث بلغت نسبة النجاح 67%, وكانت نسبة نجاح البنات أكثر من البنين, فضلاً عن تفوق المدارس الخاصة على الحكومية .

 

استقرار نفسي

عقب إعلان النتيجة, سارعت “الصيحة” للقاء بأسرة الأول في امتحانات الشهادة السودانية الطالب المتفوق أسامة أحمد المصباح بمنزله بحي المعمورة لفة جوبا, حيث حكى قصة تفوقه ونجاحه الباهر.

وقال الأول على مستوى السودان أسامة أحمد المصباح لـ(الصيحة) الذي احرز نسبة 97.1% إن التأثيرات السياسية والصحية التي مرت بها البلاد، والإغلاق المستمر للمدارس لم يكن له الأثر الكبير على نفسيته, وأرجع ذلك للدعم المعنوي الذي وجده من أسرته، وأوصى زملاءه بضرورة التقرب إلى الله تعالى لبث السكينة في قلوبهم، وأكد رغبته في دراسة الهندسة الكهربائية، وطالب الحكومة بالابتعاد عن تسييس التعليم، ومرعاة الظروف التي مرّ بها الطلاب عند قبولهم للجامعات ومعالجة الإشكالات التي صاحبت التقديم العام الماضي, وطالب بضرورة المساواة في فرص التعليم في كافة ولايات السودن وإلغاء التمييز في التعليم.

 

دعم أسري

بالمركز الأول مشترك بمدرسة المنارة بنات الطالبة ريل أبو بكر الصديق أحرزت نسبة 97.1%   المساق العلمي, قالت لـ(الصيحة) إن سبب نجاحها يعود الى والدتها, وواصلت حديثها قائلةً: أمي الحنونة كانت هي سبب تفوقي من بعد الله سبحانه وتعالى, حيث كانت مصدر اطمئنان كبير بعد الوالد رحمة الله عليه ومن ثم أخواتي, وذكرت ان الظروف التى مرت به البلاد كانت صعبه جداً, إلا أن المدرسة والأسرة بذلتا مجهودات كبيرة في تهيئة المناخ والجو للمذاكرة والتحصيل, حيث حرصت المدرسة على استمرار الدراسة أيام جائحة “كورونا” بوضع جدول مذاكرة, إضافة لتوزيع أوراق العمل, وأضافت: لديّ عدد من الرغبات أهمها الطب البشري بجامعة الخرطوم.

وفي استطلاع والدتها أمل محيي الدين محمد علي وسط دموع الفرح بانتصار ونجاح ابنتها, قالت: ريل شخصية مثالية وحسّاسة جداً, وهي أصغر الأبناء, لقد فقدت والدها قبل أربع سنوات وكان للفقد  آثار ولكنها استطاعت أن تتغلب على جميع الأحزان, وأن تثبت ذاتها في دراستها, اضافةً الى أنها شخصية محبوبة جداً ولم تعتمد إلا على نفسها والمدارس, وكانت كثيرة الدراسة, حيث إني كنت أقول لها لا تدرسي كثيراً خوفاً عليها من الإرهاق والتعب.

اتطلع لدراسة الحقوق

النابغة سارة عصام الدين عبد القادر أحرزت نسبة 96.1% من مدرسة المنارة بنات المساق الأدبي, تحدثت لـ(الصيحة), وقالت إن النجاح يحتاج للمجهود ورغبتها الكبيرة كانت دراسة القانون للدفاع عن حقوق المرأة والطفل وفض النزاعات، وترى أن السودان لا يلتزم بالمواثيق الدولية في حقوق المرأة والطفل. وإنها تسعى من خلال دراستها إرجاع الحقوق الضائعة..

هذا ولمست “الصيحة” مد الفرحة الكبيرة لأسرتها بنجاحها وتفوقها…

مطالب مشروعة

فيما طالب مديرو المدارس بضرورة إبعاد التعليم عن السياسة وإعادة المدارس النموذجية ليتلقى الطلاب الفقراء حظّهم من التعليم في بيئة متطورة مع زملائهم المُقتدرين الذين يدعمون التعليم الحكومي النموذجي.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى