محمد على التوم يكتب : #الصحفي يعمل (26) ساعة في اليوم!!

قال إن الصحفي ينام.

# قلنا: نعم لكنه قبل أن يخلد للراحة (الجسمانية) وينام، فإنه يكون قد أعد عوضاً عن ساعات نومه تلك مادة مسبقة لصباح الغد تسمى (التقديم)، وإلا لن تستطيع الصحيفة بدونها أن تعاود الصدور وقد تستمر المادة وقتاً طويلاً من ساعات، نومه, هذا فضلاً عن أن المادة التي (قدمها) تتناولها المطبعة ودور النشر والتوزيع والقراء بالاطلاع عليها، والمسؤولون بمراقبتها ومتابعتها صباح اليوم التالي.

# قال: إن الصحفي وهو في الطريق إلى صحيفته لا يعمل، وهذا وقت ضائع منه!!

قلنا: كلا.. الصحفي وهو في الطريق يعمل أيضاً، فهو عين المواطن، وحريٌّ به أن يكتب ما شاهده من مناظر سالبة او مشرفة في الطريق، وان لم يفعلها في حينه فهو يخزنها في عقله الباطن تعينه كمادة إرشيفية في مشاهداته.

وقد يصور الصحفي مع شاهده بالكاميرا فيشرك الآخرين في المشاهدة… اذن… فالصحفي يا صديقي يعمل وهو نائمٌ ويعمل وهو سائرٌ في  الطريق لصحيفته أو مبتغاه لإجراء عمل صحفي.

# قال_ إن الصحفي في دار صحيفته لا يعمل حينما يجلس للإفطار أو الشاي أو القهوة.

قلنا: إنه انما يتزوّد بمزاولة العمل، وقد تجده يتناول عمله بالنقاش أثناء ذلك مع زملائه.

# أخيراً ولما لم يجد صديقي ما ينكر به أن الصحفي يعمل (26) ساعة في اليوم علماً بأن اليوم (24) ساعة قال:

الصحفي يضيع وقته في هوايته المفضلة وهي مشاهدة الأنشطة الرياضية أو تجده في الحفلات والمهرجانات, لا بل انه شغوفٌ لترطيب حيث المواد الدسمة للمتنفذين الدستوريين والوزراء والوجهاء ورموز المجتمع سواء أكانت خاصة أو عامة.

قلت بعد ابتسامة عريضة وقهقهة عميقة:

_ومن غير الصحفي ينقل لك كل ذلك.. هو من حبه لك يجعلك تكون معه بالقلم والصورة، بل وينقل ما وراء الكواليس وكثيراً ما يحلل ابتسامات الوجهاء وقفشات الوزراء ويكشف الأسرار ويتنبأ بما سيكون عليه الحال وغيره يضحي بروحه ينقل ما يدور في ميادين القتال؟

# أخيراً ولما لم يجد صديقي شيئاً ينكر به عمل الصحفي الذي يفوق به كل المهن الأخرى… صمت ولكن لم أدعه.. جلست أنا في مقعد السؤال وتركت له الجواب… وسألته.

# لقد سألت عن كل ذلك.. ولكنك لم تسأل عن مرتب الصحفي ومعاشه ومعاناته؟!

_أجاب وهو (يتنهد):

_ آآآه.. الحال يُغني عن السؤال يا شقي الحال!! إنها مهنة النكد.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى