الطيب أم دقرسي.. تَحدّى الإعاقة وقَهَرَ المستحيل

 

أمي من منحتني القوة وهي رِجلي التي أتحرك بها ويديّ التي أصافح بهما

أعشق الشعر وأنظم منتديات مع الشعراء داخل منزلنا.. علاقتي بالرياضة كعلاقتي باللغة الصينية

حوار- سارة حامد

بطل قصتنا اليوم هو من نوعٍ آخر.. تَحَدّى الإعاقة والظروف، وقَهَرَ المستحيل وأسهم إسهاماً كبيراً داخل أسرته ولم يقتصر الأمر على الأسرة فقط، بل تعدّاه إلى المجتمع المحيط به ككل..

الميلاد

شهدت قرية أم دقرسي، صرخة ميلاده الأولى واختارت له الأسرة اسم الطيب عبد المنعم الشهير بــ(الطيب أم دقرسي).. ويقول إنه وُلد هكذا، أي معاقاً.

اسم على مسمى

ويقول الطيب عبد المنعم، إنه لم يواجه أية صعوبات في حياته، وذلك بفضل والدته التي لها من اسمها نصيب (نصرة)، وهي تعتبر اسماً على مُسمّى.. التي انتصرت على جميع الصعوبات التي واجهتها بفضل ابتسامتي التي تشكّل لها مصدر الفرح والسعادة.. من منبر صحيفة (الصيحة) أبعث لها بتحية خاصة وأقول لها شُكراً أمي لأنكِ منحتني القوة وكُنتِ رجلي التي أتحرّك بها ويديّ التي أصافح بهما.. رغم أنّني أفقد جميع أطرافي.

ظروف خاصّة

ويواصل الطيب عبد المنعم في سرد قصته مع الإعاقة، حيث يقول: لم يكتب لي القدر أن أواصل في الدراسة.. لكن بحمد الله وتوفيقه نجحت في حفط جزءٍ كبيرٍ من كتاب الله.. وأتمنى أن يُوفِّقني الله في ختم كتابه الكريم.

بوابة الدخول إلى العالم

رغم إعاقتي حركياً، إلا أن الله سبحانه وتعالى وهبني لساناً عربياً أنطق به على الكيبورت وكان بمثابة دخولي إلى عالم الهواتف الذكية، هكذا نطقها الطيب عبد المنعم.. ويضيف: لساني أنشئ به قروبات وأكتب به لأصدقائي وكان بمثابة عربة لا بل طائرة وصلت بها إلى العالم الخارجي، فالحمد لله الذي وهبني هذه القوة.

نظرة مُختلفة

ويقول الطيب، إن المجتمع في قريتي أم دقرسي مختلف تماماً في نظرته للمعاق، ولم أشعر في وطني الصغير أنني معاق، بل أنا جزء من حركة الحياة.. أتواصل مع الناس ويتواصلون معي، وقمنا بأعمال كبيرة لأهل المنطقة وكُنت جُزءاً أصيلاً وفاعلاً ومشاركاً فيها، وتمثلت في ليالٍ ثقافية ومنتديات وبرامج أخرى.

قيمة

ويواصل الطيب عبد المنعم في سرده: أشارك في العمل التطوعي، والذي بدوره يجعل للإنسان قيمة أخرى مع صناعة الفرح، فأنا أُشارك في جمعيات كثيرة في المنطقة، لكن جمعية مُبادرة شكراً لها وقعٌ خاصٌ، لأنّنا نُكرِّم الناس وهم أحياء، فنرى الفرح والابتسامة في وجوه من نُكرِّمهم وهم بين أسرهم وأحفادهم، فنحن نُؤسِّس لثقافةٍ جديدةٍ في المُجتمع، وأتمنى أن أجعل كل حياتي قيماً، واستطيع أن أُساعد الآخرين.. والعميري قال: “لو أعيش زول ليهو قيمة أسعد الناس بي وجودي..”

مُبادرات شُكراً

ويُواصل الطيب: نحن في مُبادرات شكراً نضع لكل مشروع أهدافاً وننسِّق ونجتمع ونُوزِّع الأدوار، ودائماً ما يكون لي عمل كبير فيما يتعلّق بالعمل الكتابي والدعوات والتصاميم، وذلك نسبةً لصُعُوبة حركتي.. حيث تقتصر مشاركتي في توزيع الدعوات وكتابة الرسائل وتصميم البرامج.

علاجٌ لكثير من الأمراض

يقول الطيب: أنا بطبعي أعشق الموسيقى، وأرى أنها علاج لكثير من الأمراض.. أما علاقتي بالرياضة فهي مثل علاقتي باللغة الصينية.. ويمتد نشاطي في تنظيم مُنتديات شعرية مع بعض الشعراء داخل منزلنا.

ننتظر الكثير

يقول الطيب، إنهم ينتظرون من الحكومة الكثير لتقديم المُساعدات المُمكنة للمعاقين، ونأمل أن تلتفت لنا ولمطالبنا.

نصيحة

أؤمن بالمقُولة:

ازرع الخير وستجني ثماره حباً وفرحاً.. “كل زول حسب استطاعته.”

ختامه مِسْكٌ

في ختام هذه الدردشة، قال الطيب عبد المنعم: أختم حديثي معك بتقديم الشكر لكم في صحيفة (الصيحة)، لأنّكم تقومون بأعمالٍ كبيرةٍ وجليلةٍ.. ويضيف عبد المنعم: يمتد شُكري لكل من له علاقة بالطيب عبد المنعم (أم دقرسي).. وشُكر خاص جداً لأهلي في ولاية الجزيرة، وتحديداً أم دقرسي التي نحبها وتحبنا، وشُكراً لكل من يُشاركنا في ما نقوم به، من لا يشكر الناس لا يشكر الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى