تمرّد على الأنماط الكلاسيكية من الشعر عوض أحمد خليفة.. شاعر صاحب مفردة مُترعة بالجمال والعاطفة الدافقة!!

(1)
عوض أحمد خليفة.. شاعر صاحب مفردة خاصة جداً.. مفردة مُترعة بالجمال والعاطفة الدافقة.. كل أغنياته التي كتبها تُعبِّر تعبيراً دقيقاً عن شاعر سلك طريقاً مُختلفاً عن حال السائد من اللغة الشعرية الغنائية.. وبالتأمُّل في أغنيات مثل (ناكر الهوى).. (دنيا المحبة).. (عُشرة الأيام) يجد نفسه أمام شاعر يرسم ولا يكتب.
(2)
فهو بارع جداً في تصوير حالته الشعرية من خلال حشدها بالتعابير السهلة ولكنها في ذات الوقت عميقة ومتجذرة في الأرض.. لذلك يظل الشاعر اللواء (عوض أحمد خليفة) واحدا من أنضج الذين كتبوا الشعر الغنائي.. فهو رغم أنه لم يسلك درب الحداثة الممعنة في الرمز ولكنه اختار مفردة جزلة وفيها الكثير من البراعة والتمكن.. وليس أَدَلّ من ذلك حينما نُعاين لأغنية شاهقة مثل (عشرة الأيام).. فهي كانت عبارة عن حالة وجدانية خاصة بشاعرنا الجميل ولكنه منحها خاصية الشيوع والافتضاح.. وكما يقال إن للعطر افتضاحا.
(3)
عوض أحمد خليفة شاعر متقن ومجدد ورقيق، طوّع الكلمة وسكب فيها من عاطفته ما جعلها تنبض بالمعاني الزاخرة والصور الرائعة البديعة.. له دور كبير في إثراء مسيرة الشعر الغنائي بأروع الكلمات وأجمل القصائد التي خلدت في وجدان الشعب السوداني.. كتب الشعر منذ نعومة أظافره وكانت أشعاره مُتميِّزة بما حوته من معانٍ وقيم، إلى جانب تلك الرومانسية الفائقة الناطقة عبر الحروف المُنمّقة التي يتجلى فيها صدق العاطفة ورهافة الأحاسيس والمشاعر تربّع بلا منازع في قلوب العشاق وحلق بالأرواح في سماوات العشق والغرام، وأصبحت قصائده رقماً لا يُستهان به في مسيرة الشعر الغنائي بالسودان وقد أثرى المكتبة الغنائية بالنفائس والدرر الخالدات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى