اختيار الولاة.. تحديات وخلافات داخل قوى الحرية والتغيير

 

تقرير- عوضية سليمان

في الوقت الذي ينتظر فيه الشارع السوداني عملية تغيير الولاة أو تجديد الثقة في الولاة الحاليين كاستحقاق للمرحلة اكده رئيس مجلس الوزراء في أكثر من مناسبة وبدأت ملامحه تظر في تعيين ولاة الجبهة الثورية قبل نحو شهر، نجد ان قوى الحرية والتغيير لا تزال تدور في فلك التقييم والمتابعة لولاتها البالغ عددهم 14 واليا وتمضي مشاوراتها طويلا في الاجابة على سؤال متى يتم اعلان الولاة اذ ان بعض الكيانات في قوى الحرية والتغيير نفسها ترى ان تعيين الولاة في الوضع الحالي ربما يتقاطع مع مؤتمر الحكم المركزي الذي يتم الاعداد له اذ ترتمكز رؤية هؤلاء على ان المؤتمر ربما يوصي بتغيير نظام الحكم من ولائي الى اقليمي ما يتطلب حينئذ تغييرا جديدا بحسب ما سيسفر عنه المؤتمر ويرجح هؤلاء ان تمضي الأوضاع بالولاة الحاليين لحيتن قيام المؤتمر وانتظار ما سيسفر عنه ومن ثم تعيين المناصب التي ستدير الولايات سواء ظلت على شكلها الحالي او اصبحت محافظات تحت نظام حكم اقليمي.. تلك خلافات داخل الحاضنة تضاف لتحدياتها التي تواجهها كل يوم.

خلافات

الخلافات حول أمر تعيين الولاة تتضح من خلال الاقوال المتضاربة التي تحفل بها وسائل الاعلام هذه الايام لدرجة ان القاريء قد يطلع على تصريح يحمل معلومات فيما يكون هناك تصريح يحمل معلومات مضادة لها تماما وقد حملت (الصيحة) امر خبرين على صفحتها الثالثة يقول احدهما ان تغيير الولاة يتعارض مع مؤتمر الحكم المركزي بينما يقول الآخر ان المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير يعمل على تقييم الولاة الـ14 ليحدد من منهم سيتم تغييره ومن ستتم اعادة الثقة فيه.

رؤية محددة

ولكن لمقرر اللجنة المركزية لقوى اعلان الحرية والتغير كمال بولاد رؤية مغايرة تشير الى ان المجلس يناقش اداء الولاة ولم يبت في تغييرهم حتى الآن وقال لـ(الصيحة) “تمت مناقشة تطابق المعايير المتفق حولها على تقييم الولاة ومن ثم كانت الجلسة الاولى التي استندت على التقييم من الزاوية السياسية” واضاف بانه ستتم اليوم الجلسة الثانية للجنة مع رئيس الوزراء ليتكامل التقيم السياسي والفني لاداء الولاة الـ(14) الذين تم تعيينهم وفق ترشيحات الحرية والتغيير، مبينا ان اللجنة ستعود من جديد لتجتمع مع المجلس المركزي وتتم مناقشة الامر حتى يكتمل التقييم النهائي مؤكدا ان كل ذلك سيتم في فترة لا تتجاوز الـ10 أيام.

خارطة طريق

ونفى بولاد ما تم تداوله بشأن تغيير الولاة، وقال إن الاجتماع لم يقرر الابقاء على والٍ او اعفاء آخر وذلك لأن الجلسة كانت لتقييم الأداء السياسي لكل وال فقط، مشيرا إلى أن المجلس المركزي سيصدر توصياته حول الولاة عقب اكتمال التقييم وتكامل التقرير الفني والتنفيذي لاداء الولاة خلال فترة وجودهم على رأس ولاياتهم.

اقرار

لكن في الاتجاه المعاكس نجد ان ذات المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير أقر بأنه ليست لديه رؤية محددة لما سيحدث للولاه حتى الآن، واكد ان اعلان ولاة الولايات الجدد سيتعارض مع مؤتمر الحكم المركزي، وقالت القيادية بمركز الحرية والتغيير أمينة محجوب لـ(الصيحة) ان تأجيل اعلان الولاة امر صعب لكنه ايضا امر يحتاج لموازنة صعبة، واقرت بان بعض الولاة لديهم المشاكل الحقيقية ونوهت الى الصعوبات التي تواجه المرحلة الانتقالية ومن ضمنها مشكلات تعيين الولاة.

أيام معدودات

فيما اكد القيادي بقوى الحرية والتغيير محمد عصمت لـ(الصيحة) ان رئيس مجلس الوزراء ابدى تأكيده التام لتأييد الحرية والتغيير في قضية تعيين الولاة وحسم امرها وعلى اسس تتضمن الاتفاق الشامل للتعيين وان يكون هنالك حاضنة سياسية قادرة على ادارة الأوضاع حتى يكون الوالي الذي تختاره يتمتع بسند سياسي يصلح به حال البلاد ويخرج الولاية من الوحل والوضع الراهن وان يكون الوالي لديه قدرة تمكنه من تمثيل كل المكونات الولائية بكل مشاكلها وحلولها لانه يدرك اهمية مهامه تجاه الشعب، مؤكدا ان الظروف تتطلب التشاور المستمر حول الكثير من القضايا، وقال إن المهلة التي حددها رئيس الوزراء ستكون كافية لحسم التعيين، واستنكر أن يكون هنالك خلاف في التعيين او الاختيار فقط المسألة وقتية، ونفى ان يكون تعيين الولاة متعارض مع مؤتمر الحكم المركزي وان هذا الامر تم الفصل فية بتعين 14 واليا خلال ايام معدودة بحسب حديث حمدوك وكشف عن اجتماعات مكثفة بهذا الخصوص .

ضغوط

وحول تضارب آراء تعيين الولاة بين قوى الحرية والتغيير ومجلس الوزراء يقول المحلل السياسي عبد الله آدم خاطر إن البلاد مقبلة على مرحلة ديمقراطية وهي مرحلة تذخر بالرأي والرأي الآخر يمتلئ ملعبها بالمتنافسين فضلا عن وجود قواعد شعبية تتشكل على المحاور المختلفة للدولة بالداخل أو الخارج وتوقع خاطر في حديث لـ(الصيحة) أن تواجه الحكومة خلافات واسعة في تعيين الولاة من واقع وجود الخلافات اصلا فيما بين مكونات الحرية والتغيير حول التعيين، مشيرا إلى ان حسم موضوع التعيين ليس سهلا خاصة فيما يتعلق بمشاركة الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق السلام في ظل وجود هشاشة الأمن في بعض الولايات قد تؤدي إلى توسع الضغوط والمناورات في عملية اختيار الولاة من بين القوائم التي رفعت لرئيس الوزراء خاصة إذا كانوا مدنيين خاصة في ظل عدم اجراء انتخاب للولاة وعدم مشاركة الرأي والرأي الآخر وبالتالي لا بد من ضغوط ونوع من المناورات السياسية حتى يأتي الولاة المدنيين ويكونوا قادرين على امتصاص الصدمات والمشاكل مع العناصر المسلحة والى حين اكتمال الرؤية التشريعية التي تجعل الانتخابات ممكنة.

قوائم الترشيحات اثارت حفيظة قوى التغيير مبديًا أسف المجلس المركزي على تصريحات المتحدث، وقال إنها “تثير البلبلة وسط قوى الثورة، وتعقد المشهد  السياسي ويدفع ملايين السودانين ثمنا في تأخير تعيين الولاة ولأن ترشيحات الولايات خضعت لبحث ونقاش، انتهى إلى انتخاب قائمة من الترشيحات، سُلمت لرئيس الوزراء فإن ظروف خاصة دفعت الى تأجيل تسمية الولاة واقر بيان للمجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير، في خطاب أُرسل إلى رئيس الوزراء، بوجود قصور في التوزان النوعي في قائمة ترشيحات الولايات، واقترح معالجات لتلافي هذا الخلل، بينها تخصيص 50% من مقاعد حكومات الولايات للنساء. ومنح المجلس رئيس الوزراء في 1 يونيو 2020، تفويضاً كاملاً لإجراء معالجات على قائمة ترشيحات شغل مناصب الولاة.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى