عبدالله مسار يكتب : زبائن في سوق الراسمالية الغربية

 

هذا العنوان لمقال كتبه المهندس. محمود صقر  في ٢٠٢١/٨/٢٨م

وهو مقال جدير بالقراءة مرات ومرات لأنه يجسد  لماذا انتصرت طالبان ولماذا خرجت الصين من عباءة الغرب الى العباءة الوطنية الصينية فصارت من اقوى دول العالم وفي طريقها الى صدارة العالم لانهما الصين وطالبان خرجنا من ان يكونا زبائن سوق الراسمالية الغربية.

الكاسد الفاسد المنحط وإليكم نص المقال

من ضمن اسرار انتصار الافغان انهم ليسوا زبائن في سوق الراسمالية الغربية هذا المظهر بالعمامة والجلباب واللحية والاقدام الحافية واخاديد التجاعيد  البادية في الوجوه من وهج الشمس وقر البرد قد تستدعي النظرة الفوقية من اصحاب الياقات البيضاء وامواس الحلاقة وكريمات الوجه وتضع منظر الافغان في خانة التخلف والدونية ولكن حقيقة الأمر هذا المظهر هو اهم عناصر الانتصار.

الراسمالية الغربية المتوحشة تستهدف تحويل سكان الكرة الارضية الى زبائن في سوق الراسمالية وبناء مفاهيم جديدة  للتحضر قاعدتة الاساسية هي قدرة الزبون على تقليد النموذج الغربي في المأكل والملبس  والنظرة للحياة وتتبع استهلاك كل جديد ينتجه الغرب

لفهم الموضوع يلزمنا العودة قليلا للوراء والتحدث عن نموذج الصين.

الصين كانت مطعما غربيا لتحويل كتلتها البشرية  الهائلة الى زبائن في سوق الراسمالية وفي سبيل ذلك مارس الغرب حربا قذرة باغراق الصين بالافيون فيما سمي (حرب الافيون) بدأتها بريطانية ضد الصين  بين  عامي ١٨٤٠-١٨٤٢م  ثم حرب ثانية عام ١٨٥٧م انضمت فرنسا ثم انضمت لهم الولايات  المتحدة وذلك بهدف اخضاع الصين لشرط بفتح اسواقها لتجارة الافيون.

وكان الافيون هو البوابة لتحويل الكتلة البشرية  الصينية الى زبائن في السوق الراسمالية الغربية

بعد عقود من التخلف والغيبوبة بتاثير (حرب الافيون) والتفكك بسبب الغزو الخارجي والحرب الاهلية بدأت الصين في منتصف القرن العشرين النهوض من كبوتها في نفس الوقت الذي كانت فيه الولايات المتحدة الامريكية القوة الصاعدة لقيادة الراسماليةُ تضع عينها على الصين بثروتها البشرية والطبيعية الهائلة

كان امام الصين احد طريقتين اما توظيف ثروتها البشرية لاستثمار مواردها الطبيعية وبناء الصين  بسواعد صينية واما تحويل الصين الى سوق راسمالي  يستثمر فيه الغرب وتنمو الصين سريعا ويزداد فيها  فيها المال ووسائل الرفاهية ويأكل اهلها الكنتاكي  والهامبرجر وهو طريق سهل للحصول على الدعم الامريكي الغربي مقابل التخلي عن الخصوصية التفافية واستغلال الارادة السياسية.

اختارت الصين الطريق الاول الطريق الشاق والطبيعي لاي بناء فوقف العالم بقيادة الولايات المتحدة  الامريكية امام الصين وحاصرها وعاقبها عقابا جماعيا  ولم يعترف بنظامها السياسي الجديد وحرمها من عضوية الامم المتحدة

صمدت الصين امام الضغوط ونحتت في صخرة تربتها وتشبثت باصالة ثقافتها وظلت نحو خمسة عقود  تحرث وتبذر وتزرع لتأتي اجيال اليوم والغد لتنعم  بالحصاد.

ولذلك كان من المنطقي جدا ان يكتشف الكاتب الامريكي مايكل هاستونق سر انتصار طالبان في قوله (هؤلاء الافغان لا يشاهدون التلفاز ولا يعرفون شيئا عن افلام رامبو وجيمس بوند لهذا فهم لا يخافونا انهم لا يرون فينا سوى دخلاء محتلين ويجب ان يخرجونا  مهما كلفهم الامر لهذا كل اسلحتنا وحروبنا النفسية  ضدهم لا تجدي نفعا).

وتظل هذه الرسالة موجهة لمجتمعاتنا التي شربت المقلب ودخلنا كزبائن في سوق الراسمالية الغربية  وتقمصنا نحن المجني علينا  دور الجاني وصرنا ننظر لمن يتمسك بتقاليده على انه متخلف وبلغ بنا تقمص الدور لدرجة ان يرى البعض غطاء الرأس  للنساء من عوائق التقدم  وليس الجلباب الفلاحي والصعيدي او البدوي وصمة ينبغي حصرها داخل القرى والنجوع وعدم السماح لها بدخول عالم الزبائن  في المنتجعات والنوادي).

نحن العرب ندفع ضريبة دخولنا كزبائن في سوق الراسمالية الغربية فمن شروط الدخول كزبون ان تحتقر ذاتك وتاريخك وتقاليدك وانت منبطح ارضا نحو السيد الغربي وتحاول تقليده (فقط) في مظهره الاستهلاكي لانك ببساطه لست شريكا بل (مجرد زبون).

اعزائي هل عرفتم سر انتصار طالبان انها العقيدة والايمان والتقاليد وعزة النفس والاعتماد على الاصل

ليس كما في السودان الان بعد الثورة حيث ضيعت القيم والتقاليد والموروثات وحل محلها التفسخ والعري  والانحطاط ونقل نفايات وزبالات العالم الغربي حتى ظهر مجتمع المثلين وابيحت كل المحرمات وارتكبت كل الموبقات والرذائل باسم التحضر وظهرت مهازل  كعرس (عشة الجبل).

ايها الشعب السوداني اصحى..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى