شاكر رابح يكتب.. الرمال المتحركة في الأزمة التشادية

أثار مقتل الرئيس التشادي إدريس ديبي كثيراَ من علامات التعجب في ما حدث، وكيف يمكن أن يؤثر غياب الرجل الذي حكم دولة تشاد بقبضة حديدية لأكثر من ثلاثين عاماً على دول الجوار أمنياً وسياسياً وهذه الدول تعاني أزمات مستفحلة كل على طريقته الخاصة، ويظل هناك سؤال مهم هل سيوثر غياب ديبي على الوضع في إقليم دارفور الملتهب حتى بعد توقيع اتفاق جوبا للسلام؟.

أعتقد أن الفريق محمد حمدان دقلو النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي قد تفوق على الجميع عندما طالب الأطراف المتصارعة في الجارة تشاد بضرورة إعلاء المصلحة العليا وانتهاج الحوار بين الأطراف المتفقين والمختلفين، باعتبار الحوار هو الوسيلة المثلى للاتصال والتواصل لحلحلة كافة القضايا.

وقد تحدث القائد بطريقة متفردة حاسماً الجدل أن لا صلة لقوات الدعم السريع بالأحداث في تشاد عندما قال (لن نقف مع طرف دون الآخر في المشكلة التشادية).

ظلت أحداث دارفور مرتبطة بالجارة تشاد شدًا وجذباً بسبب التداخل القبلي في الشريط الحدودي، وهذه الأحداث شبيهة بالرمال المتحركة، حيث من المتوقع أن يتأثر الوضع في السودان بأي أحداث أو نزاعات يمكن أن تحدث بين الأطراف في تشاد.

لذلك أعتقد أن القائد حميدتي يمكن أن يلعب دور الوسيط الناجح في تهدئة الأوضاع نسبة لمعرفته بالأطراف وأسباب الصراع ودرايته بتضاريس المنطقة وموقف القوة والضعف لكل طرف، ويمكنه العمل  على فتح حوار لتهدئة الأوضاع وتجنيب المنطقة مخاطر الانزلاق.

وفي حال عدم استقرار الجارة تشاد وخاصة الجنوب الليبي وشمال تشاد وغرب السودان يمكن أن تتحول المنطقة إلى ساحة تنشط فيها عصابات الاتجار بالبشر وأن تكون بؤرة صالحة للتنظيمات الإرهابية خاصة أن المنطقة بتضاريسها الغابية والجبلية تسهل على الإرهابيين والعصابات الاختباء والتحرك، وإجهاض ذلك يتطلب تحركاً عاجلاً وتعاوناً من كل دول المنطقة.

والله من وراء القصد وهو يهدي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى