من مجلس بلا رئيس إلى رئيسين في ليلة واحدة ..المريخ.. محطات وتواريخ من الأزمة الإدارية

 

ما بين العاشر من أكتوبر 2017م تاريخ آخر جمعية عمومية للمريخ قبل أربع سنوات والتي إنتهت دون إعتماد مرشح الرئاسة الوحيد حينها آدم سوداكال في ظل العدد الكبير من الطعون التي قدمت ضده.. إلى تاريخ الرابع من سبتمبر 2021 الذي شهد إقامة جمعتين عموميتين وانتخاب رئيسين ومجلسين في ليلة واحدة.. مرت أزمة المريخ الإدارية بالكثير من المحطات والتعقيدات وباتت أطول أزمة إدارية يعيشها نادي في العالم..

البداية
في 10 أكتوبر 2017، انتخب المريخ مجلس إدارة جديد برئاسة آدم سوداكال، وفاز الأخير برئاسة النادي بالتزكية، وتكون المجلس من 14 عضوًا، وظل يعمل دون رئيسه، الذي كان في حبس احترازي لمشاكل قضائية إلى جانب وجود طعون ضده جعلت المفوضية ترفض اعتماد فوزه لفترة طويلة.
وبدأت حملة إعلامية منظمة عبر منصات التواصل، ضد مجلس إدارة المريخ، بحجة أنه غير قادر على تسيير النادي، وكان الغرض إبعاد سوداكال عن تاريخ المريخ بسبب أزماته القضائية.
وبدأ ظهور التصدع في جدار مجلس المريخ، باستقالة الأمين العام طارق المعتصم، وقام وزير الشباب والرياضة بولاية الخرطوم وقتها، اليسع خيري، بحل مجلس المريخ، بحجة فقدانه الشرعية بسبب استقالات بعض ضباط وأعضاء المجلس.

12 يونيو
وفي 12 يونيو 2018، عين اليسع الصديق وزير الرياضة بولاية الخرطوم، مجلس إدارة جديد برئاسة محمد الشيخ مدني، واستنجد المريخ بالفيفا من تدخل الوزارة، وطالب الاتحاد الدولي نظيره السوداني بالتدخل لحماية المريخ.
وفي الأسبوع الأخير من يونيو، كون الاتحاد السوداني، لجنة للتحقق من شرعية مجلس المريخ، برئاسة عضو مجلس الإدارة، معتصم عبد السلام.
وفي 29 يوليو 2019، تحققت لجنة معتصم عبد السلام من وضع مجلس المريخ، وتأكدت من شرعيته، وفقًا لنصوص أهلية وفقدان شرعية مجلس الإدارة بالنظام الأساسي للنادي، وترتب على ذلك، رفض الاتحاد السوداني، لقرار الوزارة بحل مجلس المريخ.

وبدأ المريخ، خطوات تعديل نظامه الأساسي، وعقد اجتماعات لوضع النظام الأساسي على مائدة اللجنة القانونية، من أجل تنقيح وثبيت المبادئ مع الاتحاد السوداني، ليصبح المريخ مستقلًا عن المفوضية ويدير نفسه.


النظام الأساسي
وفي3  أكتوبر 2019، عقد المريخ جمعية عمومية أجاز بموجبها النظام الأساسي للنادي، وشارك فيها جميع أعضاء المجلس، لكن أصوات معارضة بالمريخ، أوصلت رفضها لاتحاد الكرة، بحجة حذف وإضافة مواد بالنظام الأساسي دون علم تيارات النادي وأعضاء الجمعية.
وفي 20 يناير 2020، كلف مجلس الاتحاد السوداني، أول لجنة ثنائية، وتقرر دعوة مجلس إدارة المريخ لعقد جمعية عمومية لإجازة نظامه الأساسي المعتمد عند اللجنة القانونية.
وكذلك تكوين لجنة برئاسة عضو المجلس حسين أبو قبة، وحسب الرسول إدريس مقرر اللجنة القانونية وشئون الأعضاء، للإشراف على الجمعية العمومية للمريخ، خلال فترة أقصاها 3 أسابيع.

فبراير 2020
وفي 29 فبراير 2020، ظهر آدم سوداكال لأول مرة رسميًا في المريخ، بعد عامين من انتخابه، بعد أن تخلص من أزماته القضائية.
وبدأ ظهور المتاعب في ملف المريخ الإداري، في أبريل 2020، لأن الاتحاد السوداني أصدر منشورًا، سمح لمجالس إدارات الاتحادات المحلية وأندية الممتاز، بالاستمرار، بسبب قرار حظر التجمعات بسبب كورونا.
ولعل فلسفة اتحاد الكرة من وراء المنشور، عدم حدوث فراغ إداري في الأندية والاتحادات، يفضي إلى عواقب خطيرة فيها.

النقطة الجوهرية وراء تطور الملف الإداري بالمريخ، هو أن منشور أبريل/نيسان، لم يحدد تاريخًا لانعقاد جمعيات انتخابية بتلك الاتحادات والأندية التي تنتهي دورة عملها “قرار الحظر الصحي مفتوح”، واعتبر المنشور بمثابة استمرار مفتوح لآدم سوداكال في المريخ.
وبدأت الانقسامات والانشقاقات تظهر في المريخ، بإقالة المدير التنفيذي مدثر خيري بواسطة رئيس النادي، حيث أن الجميع بالمريخ كان يدرك أن أجل مجلس سوداكال ينتهي في أغسطس 2020.
وتطورت الخلافات بين الجانبين، بسبب أن بعض أعضاء المجلس، يرون أن سوداكال بدأ ينفرد باتخاذ القرارات دون الرجوع لهم.

أكتوبر 2020
وفي 3 أكتوبر 2020، طوع المريخ، الظروف الصحية، وعقد جمعية تأكيد النظام الأساسي بحضور كل الأعضاء، وسط أحداث شرسة بين المؤيدين والمعارضين.
ورفضت اللجنة القانونية بالاتحاد السوداني، مخرجات الجمعية، ورفع سوداكال، الأمر إلى الفيفا بسبب تدخل اللجنة القانونية.
ودرس الفيفا، الأمر مع عدة أطراف، وقرر وضع خارطة طريق تتضمن عقد جمعية عمومية لتضمين ملاحظاته على النظام الأساسي وجمعية انتخابية.
وفي 20 أكتوبر، كون الاتحاد، لجنة ثلاثية من اللواء عامر عبد الرحمن النائب الأول، وعضو المجلس حسين أبو قبة، وعبد الرحيم حماد، لمتابعة ملف المريخ، وذلك بعد رفض جمعية “تأكيد النظام الأساسي.”

ومر المجلس بقرارات متكررة، في عزل للأعضاء، وإعادتهم للعمل قبل عدة أشهر، حيث تحول لنزاع على الأحقية بإدارة النادي.

وهنا تدخل الفيفا للاتحاد السوداني، وأكد أن هناك ثمة نزاع بين مجموعتين في مجلس واحد، وأن على اتحاد الكرة، أن يحل النزاع فقط، وذلك بخطاب 27 مايو 2021.

14 يونيو
وفي 14 يونيو الماضي، عقد مجلس اتحاد الكرة السوداني، اجتماعًا كلف بموجبه، اللجنة الثلاثية لإحداث توافق بين المجموعتين المتنازعتين، وعقد جمعيتين عموميتين للنظام الأساسي وانتخابية، في فترة لا تتجاوز 3 أشهر.

وبعد ذلك انقسم مجلس المريخ إلى اثنين، مجموعة يقودها سوداكال، ومجموعة يقودها علي أسد والكندو، ونجحت الأخيرة في رفع الأمر للفيفا، بحجة أنها عقدت جمعية عمومية لإجازة النظام الأساسي في 27 يوليو.
وعقد سوداكال، جمعيته في 31 يوليو، وأرسل مخرجاتها للفيفا، وقرر عقد جمعية انتخابية في 4 سبتمبر الجاري.
اللجنة الثلاثية بدأت عملها بعقد اجتماعات مع طرفي النزاع، لكن آدم سوداكال تقدم بمطالب حتى يحضر الاجتماعات رسميًا، الأمر الذي لم يحدث.

رئيسان
وكانت اللجنة الثلاثية، قد قررت في 24 يونيو الماضي، معاقبة آدم سوداكال، بعدم الاعتراف برئاسته وحولته إلى لجنة الانضباط.
وقام سوداكال بالاستئناف، وحصل على البراءة من لجنة الانضباط الأسبوع الماضي، وأبلغ لجنة الاتحادات الوطنية بالفيفا، بتدخل اتحاد الكرة في شرعيته، ورفع شكوى لمحكمة التحكيم الرياضية
قرارات لجنة اللواء عامر، خرجت عن فض النزاع، إلى التدخل في شرعية عدم التعامل مع آدم سوداكال كرئيس للمريخ.
وتعمق النزاع الشديد في المريخ، بأن مارست كل مجموعة بمجلس الإدارة، على حدة، إجراءات جمعية عمومية تخصها، لتفضي في النهاية إلى انتخاب رئيسًان للمريخ يوم أمس الأول في سابقة تاريخية وعالمية نادرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى