كلام في الفن.. كلام في الفن

إسماعيل عبد الجبار:

في كل فرقة موسيقية محترفة وجادة تجده جالساً بكمانته وقوسها.. وبشيبته التي تؤرخ لبياض إبداعه ومهارته اللامتناهية في العزف على الكمان.. إسماعيل عبد الجبار أسطورة الكمان التي ما زالت تسطر وتعطر حياتنا وتلونها بأعذب الأغنيات.. ولعله من أكثر عازفي هذه الآلة  الوترية قدرة على التعبير لأنه بإمكانه تجسيد كل التعابير الإنسانية من خلال قوس كمانه وشخصياً أرى  بأنه من أفضل من  يعبر عزفياً عن أرق المشاعر والأحاسيس التي تسكن أوتار الكمان حتى أقوى الانفعالات كالغضب واليأس).

عادل مسلم:

عادل مسلم فنان مبدع جملته الموسيقية تنتمي للحداثة.. ألحانه ذات ثراء نغمي بديع.. أفكاره اللحنية متجاوزة لحال السائد من الألحان الدائرية والرتيبة .. يحشد للنص تصاوير جديدة من حيث القدرة على التعبير والتحلل من الأنماط اللحنية العادية.. وهو يحمل ذات الملامح السودانية القديمة من حيث الموهبة العظيمة في مجال الألحان.. فهو يعد من العباقرة في مجاله.. وهو يمكنه أن يسير على ذات الدرب الذي مشى عليه من قبل ملحنون كبار أمثال برعي محمد دفع الله وعبد اللطيف خضر ود الحاوي وعمر الشاعر.

محمد الأمين:

ما من شك أن الموسيقار الكبير محمد الأمين، يعتبر حالياً هو آخر من يصارع لأجل المحافظة على تجربته التي أثرت الوجدان السوداني وجعلته متربعاً على القمة منذ لحظة ظهوره في بداية الستينيات حتى اليوم، وهذا الحضور ما كان له أن يتحقق لولا أن الرجل جاء بطريقة غنائية ولحنية جديدة على الأذن السودانية، وريادة محمد الأمين معلومة بالضرورة ولا تحتاج للتذكير بها.

أكثر ما يميز محمد الأمين هو جديته والتزامه الصارم بتقديم ما هو غير معهود، فهو منذ أن تغنى بأغنية (وعد النوار) أصبحت تجربته الغنائية بمثابة فتح وطفرة في مسار الأغنية السودانية.

إسحاق الحلنقي:

الشاعر الكبير إسحق الحلنقي.. شاعر وسيم المفردة ما في ذلك شك.. كل أغنياته التي كتبها عبارة عن منحوتات جدارية  وجديرة بأن تبقى في مقدمة الذهن لا تطالها عوامل الزمن لذلك ظلت متقدة لا تعرف التثاؤب ولا النسيان.. لذلك حينما نقول الحلنقي الشاعر الخالد نعني المفردة تماماً بكل ما تحمل من مضامين وأخيلة.. وهو رقم يصعب تجاوزه في خارطة الغناء السوداني.

عبد الكريم الكابلي:

من المؤكد أن الأستاذ عبد الكريم الكابلي قد سعى سعياً حثيثاً ليصل لوضعية الفنان المثقف.. من خلال الاطلاع المكثف والبحث في بطون الكتب.. لأنه يدرك أن الفنان هو حامل مشعل الاستنارة.. وهو قائد ونجم مجتمعي يجب أن يتسلح بالثقافة.. ليقود ويؤثر في الحياة والناس.. حتى يكون محترمًا ويستحق كلمة (أستاذ) التي قاتل لأجلها عميد الفن أحمد المصطفى..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى