بهاءالدين قمرالدين يكتب : “حميدتي” يكشف أعداء الوطن ولكن! (1)

أكد النائب الأول لرئيس مجلس السيادة، قائد قوات الدعم السريع، الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي” أن الحكومة الانتقالية حققت إنجازات عديدة بالنظر إلى حصار استمر 30 عاماً على البلاد .

وقال “حميدتي” لدى مُخاطبته، قوات الدعم السريع بقاعدة قري، إنّ الدولة برغم الهفوات تمضي بخُطىً ثابتة لمعالجة الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وأضاف أن الحكومة الانتقالية حققت إنجازات بعودة السودان إلى حُضن المُجتمع الدولي، وبدء إعفاء الديون، ورفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، فضلاً عن تحقيق السلام الذي يُعد الإنجاز الأكبر كونه حقن دماء السودانيين، وأضاف “نحن طوينا صفحة الحرب ونأمل ألا تعود”.

وأفاد “حميدتي” أن بعض الإخفاقات التي تشهدها الفترة الانتقالية المتسبب فيها فاقدو الوطنية، مشيراً إلى أن هؤلاء لو تحلوا بالوطنية بقدر يسيرٍ، لتجاوز السودان الوضع الذي يعيشه الآن، وأضاف أن السودان غنيٌّ بموارده التي تحتاج إلى الاستغلال الأمثل وإدارتها بوطنية لصالح البلاد، وتابع بالقول (مشكلة بلدنا ليست في انعدام الموارد)، مشيراً إلى أن ولايات السودان كافة تملك ميزات يجب تسخيرها لصالح المواطن، مؤكداً أن الأوضاع الاقتصادية ستشهد تحسناً مستمراً حال خلصت النوايا.

وطمأن “حميدتي” بعدم حدوث انقلاب عسكري يُقوِّض الفترة الانتقالية، لافتاً إلى أن السياسيين هُم من يمنحون الفرص للانقلابات بانشغالهم بالسلطة وإهمال التنمية، وقال “نحن العسكريين لن نسمح بحدوث انقلاب.. نُريد تحولاً ديمقراطياً حقيقياً عبر انتخابات حرة ونزيهة ليس مثلما كان يحدث في السابق من غشٍ، من خلال تبديل صندوق بصندوقٍ”، وأضَافَ “الصناديق البلموها من برّه ويجوا يفرِّغوها ديك تاني مافي”!

وأشَادَ بجُهُود القوات النظامية كافة في حراسة البلاد والثغور، وقال إنّ القوات المسلحة والدعم السريع والشرطة وجهاز المخابرات هم أوتاد البلاد يرابطون في الثغور لحمايتها .

لقد تحدث النائب الأول حديثاً مهماً جداً، هو حديث العارفين والعالمين ببواطن الامور، ووضع “حميدتي” النقاط على الحروف، وكشف الحقائق، وأجاب على  الأسئلة والاستفهامات التي كانت تدور حول الأسباب الحقيقية  للإخفاقات التي تشهدها ولازمت مسيرة الفترة الانتقالية منذ انطلاقتها وبدايتها قبل عامين ونيف الى اليوم  !

وكعهده دوماً وبكل شجاعة وشفافية ووضوح، قال النائب الأول، ان (فاقدي الوطنية) هم السبب وأس البلاء في كل تلك الأزمات والهفوات والإشكاليات !

نعم فاقدو الوطنية وأعداء الشعب السوداني هم الذين يصنعون الأزمات ويضعون المتاريس والمعوقات والعراقيل، أمام حكومة الفترة الانتقالية, ويحيلون حياة الشعب الى جحيم لا يُطاق وعذاب لا ينتهي!

فهم لا يريدون لهذا الوطن الاستقرار والتقدم والازدهار, لا يرضيهم أن يعيش الشعب في سلام وأمان وطمأنينة ورخاءٍ، ويطمحون ويعملون بكل جد وحقد وكيد الى إعادة عقارب الساعة للوراء, وسجن الوطن والشعب في جحيم وأتون المعاناة والإفقار، ويسعون لإشعال الفتنة والحرب وحرق الوطن  !

لذلك فإن كل ازمة أو إشكالية في بلادنا اليوم، من ورائها أعداء الوطن، فاقدو الضمير، عديمو الوطنية والأخلاق !

وحقاً ان بلادنا السودان لا تنقصها الموارد والإمكانيات والثروات وليست في حاجة الى دعم او مساعدة او قروض !

إن خيرات بلادنا تكفينا وتغنينا وتفيض خيراً وبركة؛ فالمولى عزوجل قد حبا السودان بالأراضي الخصبة الشاسعة، والأنهار العذبة المتدفقة والمياه الجارية، والينايبع المتفجرة، فقط تنقصنا (الإرادة الوطنية الحرة والعزيمة الصادقة والوطنية الخالصة)، كما قال “حميدتي”، وهذا هو بلسم جراح الوطن و(مربط الفرس)، والعلاج الناجع والشافي لكل المشاكل التي تكتنف الفترة الانتقالية اليوم؛ والتي تمر بمخاض شاق وعسير جراء كل تلك العقابيل والمطبات  !

والحل لكل الازمات التي تمسك بتلابيب البلاد؛ يكون كما قال حميدتي (بخلوص النوايا).

نعم إنّ خلوص النوايا والصدق وحب الوطن ومخافة الله في الشعب السوداني؛ هو سفينة النجاة ومركب الخلاص التي نعبر بها الى بر الأمان ونستقر في جودي السلام والتقدم والازدهار!

ونواصل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى