شهاب الدين عبد الرازق عبد الله يكتب : حول ثقافة الديمقراطية وراهن الصراع السياسي في السودان (3)

26 مارس 2022م
وهدف الدولة المدنية الديمقراطية هو الغاية وإن تعددت الطرق لذلك، بل والرجاء، أن لا يقتصر دور التحالف السياسي على فترة الانتقال فقط، بل أن يستمر لما بعد الانتقال، ويخوض انتخابات ما بعد الفترة الانتقالية وفقا لقائمة موحدة وبرنامج متفق حوله يعبر عن مطالب وأهداف الثورة، ويكمل ما لم يتم إنجازه في فترة الانتقال، ذلك أن إصلاح خراب الدولة السودانية يحتاج لأكبر تحالف سياسي ثوري ممكن ومنسجم على برنامج الحد الأدنى، تجميعا للجهود وتعظيما للنفوذ وتوحيدا للاتجاه والهدف نحو تأسيس سلطة مدنية ديمقراطية في دولة المواطنة و المؤسسات، وحكومة تنفيذية منتخبة تهتم بالأمن والاقتصاد والعمران والخدمات، فتحديات الراهن السوداني ذات طبيعة تأسيسية يتطلب إنجازها بناء أكبر تحالف سياسي ثوري مؤمن بالدولة المدنية الديمقراطية وبقيم وأهداف ثورة ديسمبر المتجددة، ولا يستطيع أي حزب بمفرده إنجازها أو تجاوزها، خاصة أن كل أحزابنا السياسية على إختلاف مدارسها الفكرية تعاني ضعفا في الموارد المادية والبشرية، وتقادما في مرجعياتها الفكرية مما يتطلب تجديدا فكريا وبرامجيا عميقا في كثير من أطروحاتها النظرية ومناهج عملها لتتوافق مع متغيرات و روح العصر، فتراكم وتطاول أمد الشموليات العسكرية وإاستهدافها الممنهج للأحزاب السياسية أثر سلبا علي تمدد جماهيرية الأحزاب السياسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى