الغالي شقيفات يكتب.. سقوط والي الخرطوم

شهدت ولاية الخرطوم أمس الأول، هطول أمطار غزيرة، كشفت وجه العاصمة الحقيقي وسقوط والي الخرطوم أيمن خالد نمر في امتحان الخريف، وتجمّعت المياه في مناطق مُتعدِّدة من العاصمة، وحاصرت المياه المنازل والأحياء، وارتفعت مناسيب النيل، والشاهد أن ولاية الخرطوم في نوم عميقٍ ولم تعمل قط لمواجهة الخريف والدليل شوارع الخرطوم، وأصبح التحدي الآن يفوق قُدرة المحليات والوحدات الإدارية، والآن العاصمة تُعاني من ضعف وتردٍ في خدمات البيئة والبنية التحتية خاصةً المتعلقة بالطرق والشوارع، وكل شوارع الخرطوم بها حُفَرٌ في الزلط حتى أمام المطار وشارعي النيل والقيادة، أي الشوارع التي تعتبر واجهة للبلد، والحُفر داخل المياه لا يراها أحد مما تتسبب في تكسير عربات المواطنين.. والدولة لا يهمّها المواطن وهذا أمرٌ مؤسفٌ جداً أن تكون الحكومة آخر اهتماماتها المواطن، فهي خادمة للشعب وليست سيدة عليه، ما الذي يكلف الولاية إذا قامت بترميم الطرق وردم الحُفر؟!

أين وزارة التخطيط العُمراني والوحدات الهندسية بالولاية؟ أقيلوهم وأقيلوا معهم الوالي الذي عَمّ فشله البوادي والحضر في ولاية الخرطوم، ولا نحتاج الى خطة طواريء لتصريف مياه الأمطار من الشوارع أو شفطها بالصهاريج، بل نحتاج الى حلٍّ دائمٍ وشاملٍ.
ومعلومٌ أن تجمعات مياه الأمطار تتسبّب في توالد الذباب والبعوض، وهنالك غياب تام لفِرق الرش التابعة لوزارة الصحة التي تتحجّج بالإمكانيات المالية واللوجستية وبغياب الرقابة الحكومية والذاتية

مجاري المياه بالولاية، أصبحت الآن مَكَبّاً للنفايات ومكومة صحية وبيئية تُعيق تطهير المجاري التي لا تهتم بها الولاية كثيراً، وبعضها مفتوحٌ كما هو الحال في مجاري منطقة العمارات شارع 41، ورغم أن الأمطار في ولاية الخرطوم شحيحة وتهطل مرات محدودة، إلا أنها تُشكِّل مصدر تهديد ولم يستفد منها، وعلى ولاية الخرطوم أن تعلم أن المناخ تغيّر والحلول الآنية لا تفيد.
ومن المُفارقات في الخرطوم المُواطن يعاني من نقصٍ في مياه الشرب ولا يستفيد من مياه الأمطار والسيول، والملاحظ في عهد النظام البائد تسمع أو تقرأ في وسائل الإعلام استعدادات الحكومة لفصل الخريف واجتماعات الدفاع المدني والتعامل مع السيول وحالات الطواريء والتنسيق إلا في عهد الثورة، عكس ذلك ولا حتى تعليمات إرشادية للوقاية من خطر السيول والأمطار.

والآن حدثت أضرارٌ كبيرةٌ للمواطنين في منازلهم ومُمتلكاتهم وفي الطرق العامة، ولم تتوجّه حكومة الولاية لمُعالجة الأضرار وتصريف المياه ومُراجعة التصاريف الفنية للشبكات، ولم يكن هناك أي توجيه رئاسي بمعالجة الأضرار النّاجمة عن هذه الأمطار والسيول، ولا يُعقل أن يكون مطار الخرطوم، تصريف المياه فيه بهذه الصورة والمناظر المُخلة، أين درس هؤلاء الهندسة؟ وكيف يتم استلام المشروع من الجهة المُنفِّذة؟!

نفق عفراء مول يحبس المياه، ونفق الكوبري وصينية المركزي وكل المواقع الاستراتيجية تُخزِّن المياه وبها مُشكلة تصريف.
عليه، بعد كل هذه الإخفاقات الكبيرة والمشهودة، نناشد والي الخرطوم أيمن خالد نمر بالوقوف ميدانياً على الأضرار ومُراجعة صيانة طرق الولاية أقلاها ردم الحُفر في الزلط التي أصبحت تُشكِّل خطراً كبيراً على أرواح المواطنين، خاصّةً بعد أن غمرتها المياه والسيول، وإلا في حالة عجزك تقدّم باستقالتك من حكم الولاية، لأنّ ردم الحُفر أبسط عمل أن تقوم به الولاية، لا يُعقل ذات الحُفر منذ سنين هي ذات الحُفر، والصرف الصحي هو ذات العطل في شارع الزبير باشا جوار الـDHL، الصرف الصحي له نفس المُشكلة أكثر من عامين وغيرها من الأماكن.!
ويُمكن القول، إن ولاية الخرطوم فشلت في ملفات الطرق والصحة والنظافة، وهذا دليلٌ واضحٌ أن القوى السياسية التي تدفع بالولاة هي نفسها فاشلة في معايير الاختيار، وبعد هذا نجرِّب والياً جديداً من الحركات أو الدعم السريع لأننا جرّبنا الآخرين والولاية كما هي.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى