الغالي شقيفات يكتب: بيان الجيش.. تعظيم سلام

لأجل الوطن

الغالي شقيفات

بيان الجيش.. تعظيم سلام

أصدرت القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة بياناً، أعلنت فيه تقيدها والتزامها التام بما تم التوافق عليه في الاتفاق الإطاري، بما  ما في ذلك توحيد الجيوش والحكومة المدنية، مؤكداً رغبته في إكمال مسيرة التغيير والتحول الديمقراطي، وقال إنّ عرقلة مسيرة الانتقال لن تنطلي على فطنة وذكاء الشعب ووعي الثوار والثائرات.

والبيان أشار إشارات مهمة وتحديد الجماعات التي تتاجر بمواقف الجيش وتدعي الحرص على مناصرته، وهي جهة سياسية معروفة تم حظرها، لكن لا يزال بعض كوادرها فاعلين في الساحة، فهم أكثر حرصاً على الصدام بين المكونات العسكرية، يبثون الشائعات ويُروِّجون الأخبار المفبركة تحت أعين السلطات والمخابرات، ونتيجة لتسييس بعض عناصر القوات المسلحة في عهد النظام البائد باعتراف الفريق عبد المطلب رئيس هيئة الأركان الأسبق، بأنه مجند في الحركة الإسلامية، تجد حتى الآن ضباطاً في الخدمة يخوضون في الشأن السياسي، وقوانين الجيش تمنع ذلك، والمؤدلجون مشكلة حقيقية داخل القوات النظامية، والمخاوف في الشارع لا تزال موجودة من عودتهم لصدارة المشهد وتولي زمام الأمور مجدداً.

معلوم أن المكونات الأمنية في البلاد قواسم ثابتة، ووشائجه متينة، فأهدافها في العمل واحدة ومتكاملة: خدمة الوطن والبذل في سبيله، والحفاظ على القيم والمثل التي تحكم المكوّنات السكانية لهذا الوطن والمواطن، والقوات المسلحة تعلم أن الجهة التي تقف ضد اتفاق الجيش مع القوى السياسية هي جهة معروفة كانت جزءاً أساسياً وفاعلاً في النظام البائد، لا يهمها أن تحرق الخرطوم أو يتشرّد المواطن. التحول المدني الديمقراطي الآن أصبح رغبة الشعب السوداني وأمنية الشارع والثوار. والجيش مطلوب منه أن يكون حاسماً مع الفلول الذين يدعون أنهم سند الجيش ونصيره ويضللون الرأي العام والقيادات السياسية والأمنية، ويعملون ليل نهار لبث خطاب الكراهية وزرع الفتنة بين المكونات الاجتماعية والعسكرية.

السودان يمر بمرحلة صعبة تحتاج للحكمة وتضافر الجهود الشعبية والرسمية للخروج من النفق المظلم، وعلى قيادة البلاد تجاوز الصغائر ولجم فلول النظام البائد التي أصبح أمرها مكشوفا ومعلوماً للجميع، والذين يقفون خلفهم فئة لا تهمها استقرار الوطن، هدفها الأساسي الانتصار لذاتها مهما كانت التكلفة تريد الانتقام لزوال حكمها الذي تم بأمر الشعب ورغبة الشارع الثوري، وانحياز القوات النظامية بجميع تشكيلاتها وأي جهة تدعم الفلول أو تساعدهم فى اجندتهم فهي الخاسرة والخائبة..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى