عبد الله مسار يكتب : كُن في معية الله تظفر

كان نوح ابن مريم وهو رجلٌ غنيٌّ يملك كثيراً من الأموال والأصول والحدائق وبساتين مثمرة وقصوراً، وله تجارة رابحة ومنتشرة وكان له عبد رقيق، تقي، نقي، يسمى المبارك، طلب من سيده نوح أن يذهب ليحرس البساتين التي يملكها نوح.

وبعد فترة من الزمن  ذهب نوح ليتفقّد أحوال بساتينه ومعه مجموعة من أصحابه.

فقال نوح لمبارك ائتنا برمان حلو وعنب حلو، فقطف المبارك عدداً من الرمانات وعدداً من عناقيد  العنب، ثم قدم ذلك لنوح وضيوفه، فلما ذاق نوح العنب والرمان، فقال لمبارك ألا تعرف  الحلو من الحامض؟

فقال المبارك لنوح: لم تأذن لي أن آكل منه حتى أعرف الحلو من الحامض.

فتعجب الرجل وقال أما أكلت شيئاً وأنت هنا منذ زمن؟

قال المبارك لا والله لم أذق منه شيئاً.

والله ما راقبتك ولكن راقبت ربي.

فتعجّب نوح  من أمانة وعفة المبارك،  بل من ورعه وزهده  وظنّ في البداية أن المبارك يخدعه، فلما سأل الجيران، قالوا ما رأيناه يأكل منه شيئاً أبداً.. وعندها تأكّد من صدقه وعفته وورعه.

فقال يا مبارك أريد أن استشيرك في أمرٍ عظيمٍ، فقال ما هو يا سيدي؟

قال إن لي ابنة وتقدم لها فلان وفلان وفلان من الأثرياء، فيا ترى لمن أزوِّجها؟

قال له المبارك يا سيدي إن اليهود يُزوِّجون للمال والنصارى يُزوِّجون للجمال والعرب يُزوِّجون للحسب والنسب والمسلمون يُزوِّجون للتقوى، فمن أي الأصناف أنت؟ زوِّج بنتك الصنف الذي أنت منه.

فقال نوح، الله لا شيءٍ أفضل من التقوى ووالله ما وجدت إنساناً أتقى لله منك، فقد اعتقتك لوجه الله، وزوّجتك ابنتي.

وسبحان الله عف المبارك عن رمانة  من البساتين، فساق الله إليه البستان وصاحبه البستان، فالجزاء من جنس العمل.. من ترك شيئاً لله عوّضه الله خيراً منه.

فكانت النتيجة أن هذه المرأة أنجبت من المبارك شيخ الإسلام عبد الله بن المبارك.. ولذلك إذا كنت في معية الله ستظفر.

عباد الله في السودان، حكاماً ومحكومين كونوا مع الله لتظفروا بحياة رغدة هينة في الدنيا، وتحصلوا على  ثواب الله..      انحازوا الى الله  قطعاً ستظفرون.

تحياتي،،،

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى