ياسر زين العابدين المحامي يكتب : استجواب البشير

22 ديسمبر 2022
(١) من (٣)
صمت البشير بالتحري ببلاغ انقلاب
١٩٨٩…
رفض الإدلاء بأقواله أمام المحقق… مُبرّره أنّ
البلاغ سياسيٌّ من الدرجة الأولى…
الشاكي بالدعوى النائب العام الأسبق..
لم يقدم إفاداته بالتحري أمام النيابة…
سكت القانون السوداني عن ذلك…
هناك وقتٌ لاستجلاء الحقيقة أمام القاضي…
يومية التحري ليست بيِّنة، بل ترسم
الخطوط الرئيسية للدعوى…
لا تبني عليها براءة، ولا إدانة، ويهتدي
بها في إجراءات المحاكمة…
استجواب المتهم أمام المحكمة مُهِّمٌ
ليرد، ويُفنِّد التُّهمة…
يطرح دفوعاته، برسم خطوط عامة
لخط دفاعه…
للمحكمة السؤال ما بدا لها من أسئلة
لاستجلاء الغُمُوض…
تدلف كي تكشف الحقيقة المُجرّدة…
صمت البشير أثناء التحري ثُمّ تحدّث
أمام المحكمة…
السياق هذا كشف أنه يرمي لإبراء
ذمته، ودحض التُّهمة…
لا يجوز للمتهم عند الاستجواب أمام
المحكمة أن يخرج عن الوقائع، بأمر غير ذي صلة
ولا يتناول أية وقائع لم تسند إليه…
ولا يشير لأمر غير مرتبط بالدعوى…
ولا يتكلّم بما هو غير منتج…
ولا يتزيد بإخلال، فيخرج الأمر عن
سياقه ودلالاته…
يلتزم بتُهمته الواردة تفصيلاً بورقة
الاتهام…
وبعدم إهدار وقت المحكمة، لا يورد
ما لا نفع فيه…
يتّسع صدر المحكمة لسماع أقواله
طبقاً لهذه الشاكلة…
تسمح بنفي التُّهمة، وهدمها، وبتقديم
خط مبني عليه دفوعه…
أقواله وحدها لا تؤسس عليها براءة…
إذا قدّم الاتهام بيِّنة أو أدلة تثبت
وقوع الجريمة…
وَجَبَ عليه تقديم مَا يُناهضها، ويهدم
أركانها…
يقدم ما يُشكِّك، ويُثير الشك والرِّيبة…
إذا كان ذلك كذلك برّأت ساحته، وإلا
فالعكس صحيحٌ…
تحدث البشير خارج إطار التهمة…
بعيداً عن التهم المُوجّهة إليه تماماً…
تعرّض للتاريخ والأسباب والمُبرّرات…
عن أسباب لا تغني ولا تسمن من جوع..
عن إنجازات عبر(٣٠) عاماً من عمرنا…
وبطولات خارقة ذوداً عن الحمى…
وتغبيره رجليه لمدة خمسة أيام في
ظروف قاسية…
وإهمال متعمد وقلة السلاح، والعتاد…
وعن ظروف غاية في التعقيد…
أفاض بمسوغاته، تبريراته، جهاده…
غض الطرف عن دمامة، قتامة، قبح
حقبته…
وأفعال بغيضة اُرتكبت أثناء فترته…
وإنّه مُفجِّر الثورة مع ثُلة أخرى لا
تُرى بالمجهر…
برأ المتهمين القابعين بقفص الاتهام…
بحديث يُجافي وقائع أخرى معلومة
فقال إنهم…
لا علاقة لهم بالتخطيط، وبالتنفيذ…
لَقَد رمى بهم القدر فاختارهم لكفاءة
فائقة…
الاعتراف سيّد الأَدلّة، وبيّنة الشريك
تُؤخذ بحذر بالنسبة للمُتّهمين…
لو اتّهمهم، أو برّأهم من الجُرم، أو خالف
مجرى الأمور العادي…
أو كان هناك غبشٌ، أو غير الحقائق…
أو لم تتلاءم مع الواقع…
فلن تصب بقالب مصلحتهم إطلاقاً…
الاعتراف سيّد الأدلة فيُؤخذ عليه…
تعتمده المحكمة، تبني عليه حكمها…
أقواله لا تلغي تهمة الآخرين…
لو ثبتت وقائع تُؤكِّد ارتكابهم الجرم..
ونواصل،،،

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى