محمد هاشم الحكيم يكتب : ذكريات الخطوبة وناس طوبة طوبة

اتخذت قراري أن أتزوج سريعاً، ولظروف أسرية اضطررت للعمل مع الدراسة، وفي أول تجربة خطوبة رسمية لي – وأنا فقير بالطبع- قالت لي الشابة الجميلة بكل صراحة:

– يا محمد هاشم انت ما فيك كلام؛ لكن أنا ناس طوبة طوبة ديل ما بنفعوا معاي !

وانصرفت أضحك حامداً ربي، طيب لو كنت من ناس صخرة صخرة، ثم بعد الزواج افتقرت أو عجزت؛ ماذا كانت ستفعل القمرية الحالمة، ست الحسن والجمال؟

أذكر أن صديقًا لي أصرت خطيبته على إنفاق ما يعادل 30٠ ألف دولار على الزفاف فاستجاب وما هي إلا أربعة أشهر وطلقها، وأصبح يتكفف الأصدقاء لحل ديونه !

الوعد الحق

وعد الله لمن جعل الزواج طاعة وزوّج الصالحين؛ يقول الله تعالى (وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ).

ولقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة كان على الله عونهم، منهم الناكح يريد العفاف.

وروي عن عمر “ض” وابن مسعود وابن عباس أنهم قالوا: “التمسوا الغنى في الزواج”.

لقد رأيت من فضله بعيني

حددت موعد الزواج ولا أملك شيئًا فطرق بأبي رجل ممن يصلي خلفي وسلمني مبلغاً كان له دور كبير في إكمال المراسم.

تزوجت بلا غرفة نوم إلا سريرين من منزل الوالدة من حديد، وبعد أسبوع من الفلس وجدت 4 آلاف جنيه تحت المرتبة أقسم بالله حتى اللحظة لا أعرف مصدرها (400 دولار تقريبا).

لقد رأيت هذا يوم تزوجت وأنا طالب أدرس بكلية الهندسة صباحاً وأعمل مساء براتب 30 ج، أقسم بالله بعد شهر تم تعييني في مؤسسة كبرى بـ 250 ج، ودخل اضافي أقسم بالله لا يقل عن 2000 ج، ثم خلال شهرين أسست مشروعاً كان دخله في اليوم 1000 ج !

ولقد تزوجت وكان قد توقف عملي بسبب مرض في حبال الصوت حتى لا أستطيع إطعام أسرتي؛ ثم اتجهت للتدريب وبناء القدرات، وما هو إلا عام حتى تعاقدت معي الـ UNDP للعمل في ٢١ دولة، ثم جاءت اليونسيف تعاقدت معي لإدارة مشروع بـ ٣ مليون دولار بنسبة ١٠% اشتريت بها منزلي.. و..و.. و..

الفقير الطموح يتقدم كالسهم ويرتقي في سلم النجاح وله حافز ودافع، فلا تردوا أحداً لفقره .

وسمعتم ما ذكر عن قصة سعيد بن المسيب رحمة الله عليه وهو من التابعين من الكبار، حيث قدم الشاب الفقير عبد الله بن وداعة وأعطاه ابنته على مهر قليل على درهم مع أن ولي عهد أمير المؤمنين قد خطبها، فأبى عليها ذلك؛ لأنه خاف عليها من شر الدنيا وفتنتها، وأحب لها الرجل الصالح وطالب العلم؛ لأن هذا آمن عليها، وأقرب إلى سلامتها، وهي راضية بذلك لفقهها وعلمها.

رأيك شنو يا بنية؟

والسؤال؛ أنا مفلس اليومين ديل

تقترحوا لي شنو،

بالمناسبة قالت “شنو”

ما قلت “منو ”

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى