صلاح الدين عووضة يكتب : ميسي الأعرج !!

ميسي الواحد ده..

ولا أعني واسيني الأعرج… الروائي الجزائري الشهير..

هل يمكنك تخيله – ميسي هذا – على الملعب وهو أعرج؟..

ولكن يُمكن تخيل أن يكون واسيني أعرج؛ أعرج بالجد وليس مجرد اسمٍ له… أو لأبيه..

طبعاً لا يُمكن لميسي أن يكون أعرج..

ولو قُدر له ذلك – لأي سبب كان – فمكانه لن يكون المُستطيل الأخضر قطعاً..

كما لا يمكن له أن يكون أعمى..

فكيف لأعمى أن يُحرز أهدافاً؟… بل كيف يتسنّى له رؤية الكرة أصلاً؟..

والعمى والعرج والخرس أقدار إلهية…لا اعتراض عليها… ولا على حكم الله..

وربما أراد الحق خيراً لكل من ابتلاه بعاهة خلقية..

وكذلك لا يُمكن تخيل طيار أعمى… ولا عدَّاء أولمبي أعرج… ولا إمام مسجد أخرس..

فهذا هو منطق الأشياء… وبداهتها..

لكن في حكومتنا هذه من لديهم منطقهم الخاص؛ أو – بالأصح – (لا) منطقهم الخاص..

فحتى كبيرهم حمدوك عنده منطقه الخاص..

وهو أن يعد… يعد بأيِّ شيء… وما أكثر ما وعد به منذ جلوسه على كرسي رئاسة الوزراء..

حتى إذا فَاتَ أوان الحد الزمني الأقصى للوعد وعد تاني..

ثم تالت… ثم رابع… ثم خامس..

فهذا هو منطقه إزاء وعوده للشعب؛ ولا يرى فيه عيباً… ولا غضاضة… ولا عدم منطق..

وآخر وعوده جاءت في ثنايا مُبادرته الأخيرة..

وهي ضرورة أن يتم تكوين المجلس التشريعي خلال فترة أقصاها شهر بعد طول تسويف..

وقال إنه ما من سبب (منطقي) لكل هذا التأجيل..

وقلت أنا إن هنالك ألف سبب (منطقي) لأن لا يفي بوعده؛ ومنطقي يختلف عن منطقه..

وبالفعل انتصر منطقي… ولست فرحاً به..

وجاء الزمن الأقصى لتنفيذ الوعد (الثالث) الخاص بالبرلمان… وعدى فات زي كل غيمة..

أو زي كل وعدٍ سابقٍ..

ومنطق القوم اللا منطقي أمثلته كثيرة… فكل منهم له منطقه الذي يُعارض منطق الأشياء..

وآخر مثال أتى من تلقاء وزيرة الخارجية..

فهي بحمد الله مُستقرّة في وطنها هذه الأيام؛ مُستقرّة منذ نحو أسبوع… وهذه مُعجزة..

وإلا لما وجدها نظيرها الجزائري عند زيارته بلادنا..

ولكن من منطلق عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم فربما الخير في حالة كونها طائرة..

فما أن حَطّت على كرسيها أيّاماً حتى توالى اللا منطق..

أو المنطق الخاص بها؛ وإن كان – كمنطق بقية القوم – أعرج… وأعمى… وأبكم..

فقد استوعبت بعض العميان في وظائف بالخارجية..

وهنا نعود بكم إلى ميسي الذي لا يُمكن تخيله منفرداً بالمرمى وهو أعمى..

و(المنطق) ذاته ينسحب على منسوبي السلك الدبلوماسي..

فهل يمكن تخيل سفير ينفرد برئيس دولة لتقديم أوراق اعتماده وهو أعمى؟..

أم أن منطق مريم الخاص له حل لهذا الإشكال؟..

كأن يقود السفير هذا كلبٌ مُدرّبٌ… أو مُوظّفٌ معه بالسفارة… أو يستعين بعصى عميان..

فيا أختنا السفيرة الطائرة:

طيري على بركة الله… طيري زي ما انتِ عاوزة..

مع دعائنا لك بأن لا تضع الأقدار على طريقكِ الجوِّي طياراً أعمى..

ولا مضيفاً أعرج!!.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى