الغالي شقيفات يكتب : المنزل الرئاسي شمال دارفور

تعتبر ولاية شمال دارفور من أهم الولايات في السودان من حيث الفعل السياسي والموقع الجُغرافي, فهي ولاية قائدة رائدة وتاريخية، وتعتبر عاصمتها الفاشر مدينة تاريخية وينحدر منها معظم قيادات تمرد دارفور، وكذلك معظم وزراء دارفور، وهي ولاية قدمت الآلاف من الشهداء من أجل التغيير ومثلهم من الجرحى والمصابين. والفاشر تعني مجلس السلطان الكبير أي مجلس السلطان زكريا وروايات أخرى تنسب اسم المدينة الى ثور والى الوادي الذي تقوم على ضفتيه المدينة.

وولاية شمال دارفور تضم ثماني عشرة محلية كلها تعاني من تدني الخدمات ورداءة الطرق وشُح في مياه الشرب وانقطاع خدمات الكهرباء ونقص حاد في الكتاب المدرسي والإجلاس والبيئة المدرسية دون المستوى المطلوب, قضيت عطلة عيد الأضحى المبارك بمدينة الفاشر وخزان قولو، وقد زرت المنزل الرئاسي لوالي شمال دارفور وأجريت معه حواراً صحفياً في المنزل الذي يُعتبر ملكاً للشعب وواجهة للولاية، وكنت قد زرته في عهد الوالي ابراهيم سليمان بعد الهجوم على مطار الفاشر، وكنا برفقة عددٍ كبيرٍ من الصحفيين نذكر منهم الأستاذ الطاهر ساتي رئيس تحرير صحيفة (اليوم التالي) والأستاذ ضياء الدين بلال رئيس مجلس إدارة صحيفة (السوداني) والأستاذ كمال الصادق مدير تحرير راديو دبنقا وكان ذلك في العام 2003م.

وفي ذلك الوقت، المنزل الرئاسي بحدوده المعروفة لم يتغوّل على الشارع الفاصل بين وزارة التربية والمنزل وهو شارع للمواطنين يربط بالقيادة وأولاد الريف شرق تم التعدي عليه في عهد الوالي عثمان كبر بدعاوى الأمن، أنشئت بوابات وارتكازات عسكرية وحتماً ستفتتح أمام المارة يوماً ما، كما زرت المنزل الرئاسي عدة مرات في عهد الوالي كبر وقد تمّت توسعة المنزل بصورة كبيرة وتم إدخال العديد من المباني، وآخر مرة زرته قبل عشر سنوات وكان مقراً للوفود الأجنبية والمحلية وقادة القوى السياسية والإدارات الأهلية والإعلاميين، والآن زرته في عهد الوالي نمر عبد الرحمن الذي تسلّم المنزل من الوالي محمد الحسن عربي الذي لم يشهد تنصيب الوالي نمر، حيث سافر إلى القاهرة.

وللحقيقة، المنزل لم يكن كما كان في عهد الوالي كبر، غاب الغزال وكَثُر البعوض والحشرات وحتى لمبات الكهرباء بعضها مُتعطِّلٌ هذا داخل المنزل، فهو يحتاج إلى مدير منزلي رئاسي عصري ومواكب ومضياف,و لطبيعة أهل الولاية وتاريخهم وتراثهم الفريد. نحتاج الى مدير منزل رئاسي يفهم علاقة إنسان دارفور مع بيئته، ونقر أن الأوضاع الاقتصادية متردية، ولكن للولاية عاداتها وتقاليدها الراسخة، ولم يكن مواطن الولاية في تاريخه شحيحاً، وكان سلاطين دارفور داعمين للطلاب وعابري السبيل والخلاوي والمدارس، فلا نُريد ولاية مُنغلقة تضرب بتاريخ دارفور عرض الحائط أو مقر حكومة ولاية يصبح سُكنى لعناصر المجلس الانتقالي، ومنزل رئاسي لعناصر الحركات الموقعة لاتفاق السلام، نريد أن نرى كل وجوه أهل الفاشر وولاية شمال دارفور.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى