صلاح الدين عووضة يكتب : فهمت عليّ؟!

 

بمعنى فهمتني؟..

ولكن مَن يفهم مَن في أيامنا هذه؟… إن كانت كلمة فهمتني نفسها صارت (فهمت عليّ)؟..

وبأي (قرحة) عدت يا عيد؟..

ولكن كيف لا تهيج قرحتي ما دام هنالك من لا (يفهم عليك)..

ومصطلح (فهمت علي) هذا هو اشتقاق لغوي مضحك… ومن الضحك ما يُؤلم..

 

ونتحدّث قبل أيام عن المديح النبوي..

نتحدّث بلسان عربي مبين؛ نُبسط… ونُفسر… ونشرح… ونستخدم مفردة (غالب)..

بمعنى كثيرٍ من المدائح… لا كلها..

فتنهال علينا تعليقاتٌ لا تفهم حديثنا هذا إلا من زاوية (كل)… فنضحك ضحكاً مؤلماً..

ونتساءل: أيعقل أن (كل) هؤلاء (ما فهموش عليّ)؟..

وأول برامج العيد… في أول أيام العيد… بالفضائية القومية… يُخصّص (كله) للمديح..

 

ثم يُردد فيه (كل) ما قاله الذين (ما فهموش عليّ) هؤلاء..

وبأي (قرحة) عدت يا عيد؟..

وإشعار يأتينا يفيد بأن (المؤسس) يتابع صفحتنا… وبه صورة حمدوك..

ونشك في ذلك؛ إذ نشك أنه يقرأ أصلاً… أو يعبأ..

ولكنا لا نشك في صورة متابعين آخرين؛ وعلى رأس قائمتهم البشير… وعبد الرحيم..

وذلك لعدم شكّنا في وجود هواتفهم معهم… داخل زنازينهم..

 

وتثبت الأيام صحة (عدم شكّنا) هذا… إذ تُكتشف هواتفهم الذكية هذه معهم..

وبأية قرحة عدت يا عيد؟..

ونعود إلى المؤسس؛ أو كما يحلو له أن يُسمى..

فنتذكر الذين (لا يفهمون عليّ) إذ ننتقد أداء حكومة المؤسس هذا؛ فتهيج (علينا) القرحة..

ونضحك ضحكاً مؤلماً إذ (نفهم عليهم) تصنيفنا كعدو للثورة..

وكأنما الثورة هذه هي حمدوك… أو جبريل… أو مريم..

 

ونسترجع اتهام ضباط جهاز الأمن لنا – أيام الثورة – بأن كتاباتنا تعمل على تقويض الدولة..

ونحن تحت قبضتهم… قريباً هنا..

بعد ثلاثين عاماً من (أعاني… وأعاني)..

وحينها كان حمدوك ينعم بدولاراته… بعيداً هناك..

وجبريل يمارس الكفاح (المصلح)… بعيداً هناك… ولا يُشكل أدنى تهديد لنظام البشير..

ومريم تتنسم عبير (بوخة المرقة)… توصيفاً للثورة… بعيداً هناك..

 

وبالأمس يشير المؤسس إلى الذين (يتنافسون على المناصب) من المدنيين..

وهذا عيبٌ كبيرٌ؛ لا يشبه الثورة… ولا دماءها… ولا تضحياتها..

ولكن هنالك عيباً في حمدوك نفسه… إذ سمح بامتيازات أسطورية لهذه المناصب..

امتيازات – ويا للمُفارقة – لم ينعم بها حتى الكيزان أنفسهم..

ولا نتحدّث عن السرقات… والتجاوزات… والمكاوشات؛ وإنما امتيازات بنص القانون..

 

وهو ذاته – في الحالة هذه – قانون معيب… وعيب..

فكيف يرتضي وزيرٌ جاء باسم الشهداء لنفسه صرف نثرية – فقط نثرية – فوق المليار..

وكذلك (14) سيادياً – ناقصاً ثلاثة – لا شغل لهم… ولا مشغلة..

وبأيِّ قرحة عدت يا عيد؟..

فهمتوا عليّ ؟!.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى