بارا ــ أم درمان.. طريق الإرادة أم طريق الموت؟!

 

تقرير: فاطمة علي

 

رغم أهمية طريق أمدرمان ــ جبرة الشيخ ــ بارا في تسهيل نقل البضائع، ويمثل همزة وصل تربط غربي البلاد بشرقها وشمالها ووسطها،  ويعتبر قبلة لما يحققه هذا الطريق من بعد اقتصادي يصب في المصلحة القومية، وكان الطريق حلماً وأصبح واقعاً معاشاً ضمن مشروعات التنمية بعزيمة أهل شمال كردفان.

يبلغ طول الطريق الذي يربط بارا  ــ  جبرة الشيخ ــ أم درمان 341 كيلو متراً. وبعكس الطريق القديم الخرطوم ــ كوستي ــ الأبيض الذي كان يسير بمحاذاة النيل الأبيض. واختصر المسافة بين المدينتين بحوالي 350 كيلو مترًا حوالي 50% من الطريق القديم الذي يبلغ طوله 624 كيلو متراً.

وفق استاندر!

وقد بدأ تشييد الطريق في السابع من يونيو عام 2014، حيث افتتح العمل النائب الأول الأسبق بكري حسن صالح، بعد أن تم في أغسطس عام 2010 التوقيع على عقد المشروع، بتكلفة قدرها 232 مليون دولار آنذاك وبقرض تفضيلي من بنك الاستيراد والتصدير الصيني وشيدته شركة زادنا السودانية تحت إشراف خبراء من الهيئة القومية للطرق والجسور.

وأبان الفني بالهيئة القومية للطرق والجسور بشمال كردفان م. عصام علي حسن، أنهم معنيون بضبط الجودة موضحاً أن الطريق جرى العمل  فيه بجودة عالية وفق الإستاندر والمعايير العالمية، كاشفاً أن هنالك اختبارات تمت للطريق قبل العمل وأثناءه وبعده مشيراً إلى أن الطريق وصل لهذه لمرحلة بتعاون وجهد كل الجهات المعنية، وأضحى شبكة ربط الريف بالحضر والسبيل للتنمية واقتصادياً يربط مناطق الإنتاج بالمستهلك وسوق الصادر محلياً وعالمياً، وأيضاً تسهيل سرعة الوصول للخدمات لما توفره من تقليل للزمن وتخفيف للمعاناة في التنقل من وإلى أماكن حاجة المواطن للخدمات المتعددة والمتنوعة.

قطوعات متكررة

وشهد الطريق خلال العام الماضي قطوعات متكررة بسبب الأمطار والسيول التي جرفت طريق الأسفلت وأدت لتوقف الحركة بالطريق لفترة امتدت لسبعة أشهر،  علاوة على  أن الخارطة الهندسية التي شيدت عليها كانت غير مناسبة، وفي الخريف الماضي أدت السيول إلى جرف طريق الأسفلت  عند الكيلو ١٨٠ بمنطقة كبري الحوت، وأدى لتوقف الحركة بالطريق وسارعت  الفرق الهندسية بردم المناطق المتضررة وأن المعالجات الفنية التي تمت لتلافي القصور الهندسي في التصميم ليست الأفضل، وأن المزلقانات والكباري والعبارات (كباري صغيرة) التي تم إنشاوها بها خطورة كبيرة  لجهة أنها قريبة عن بعض أي بعد أقل من 100كلم ويمر الطريق بواديين بعرض كلي ٦ كلم.

مساحة ضيقة

وتتمثل الخطورة في أن الطريق مساحة عرضه ضيقة لا تستوعب الحجم المروري من الاتجاهين خاصة أن الخريف على الأبواب.

وأكد مدير الإدارة العامة لشرطة المرور بالولاية العقيد شرطة إبراهيم بشارة، جاهزية شرطة المرور لتوفير السلامة المرورية، والانتشار بواقع أربع دوريات على طول الطريق. وأشار إلى رفع درجة الاستعداد لدى قواته، وجدد الحرص على تنفيذ خطة محكمة لمساعدة المسافرين، من خلال وجود نقاط ثابتة على الطريق، بالإضافة إلى وجود نقاط متحركة حسب الاحتياج على الطرق.

وأفصح المهندس الفني بشركة معراج لتقنيات الفضاء محمد بادي، أن الشركة المنفذة لطريق الصادرات وهيئة الطرق والجسور وآخرين  لديهم أخطاء وصفها بالمخجلة، وأضاف أن الطريق يحتاج إلى عملية جراحية كبيرة وبتر وتغيير لبعض الأعضاء.

حصاد مياه
وأضاف أن مسار الطريق صمم بدون دراسة، ولم يراع هيدرولوجية وطبغرافية المنطقة ومنطقة الكسور، مضيفاً أن المنطقة عبارة عن حصاد مياه يعني مسطح مائي بمساحة 2000 كيلو متر مربع  ملتقى لخور المخنزر ووادي الجداد وزاد (لو عملو ليه كيمان تراب بالجنبات حيبقى سد عملاق).
وعزا أسباب الانجراف إلى  أن مواد الردمياتو الطبقات لم يحصل لها تماسك، لانها غير مطابقة للمواصفات ولم يجر اختبار التربة، لذلك مفككة وهشة.
ولفت إلى أن هناك خللاً في عملية التصميم واختيار مواد التأسيس وسعات الكباري والعلب لا تتناسب مع كميات المياه، وموادها غير جيدة وتفتقر لأبسط الأبجديات، وشدد على ضرورة الوقوف على الصيانة حتى لا تكون على حساب الشركة المنفذة .

مواصفات مطلوبة

ويرى أن تتم الصيانة بالطرق العلمية والمواصفات المطلوبة وعمل كباري بسعات كبيرة ومواصفات تتناسب مع كميات المياه بالمنطقة، وشدد على ضرورة إلزام شركة نادك بعمل سد لري مشروعها بدلاً عن استنزاف المياه الجوفية للمنطقة، وضرورة تغيير مسار الطريق شمال أو جنوب لتفادي منطقة المسطح المائي.
وقال مواطنون  إن كمية المياه أكبر، وإن الطريق أقيم في أودية وخيران تجميع المياه منطقة الحجاب بالقرب من مدينة جبرة الشيخ، لذلك رغم ما يتم من إصلاح للطريق في عمل المزلقانات والكباري وغيرها من معالجات غير مجدٍ.

واشتكى عدد من المواطنين  وسائقي المركبات الصغيرة  من صعوبة السفر بعد عمل (المزلقانات) والكباري وأنها خطرة  بالرغم من اختصاره الوقت والجهد.

فيما اعتبر البعض المزلقانات مغامرة بحياه المواطنين.

مراعاة الظروف

وقال المهندس بالهيئة القومية للطرق والجسور حسن آدم، إن تصميم الطريق تم دون مراعاة للظروف الطبيعية التي تحيط بالمنطقة، معتبراً أن إنشاء “المزلقانات” كان من من الحلول المتاحة ويعد أمراً كارثياً.

وأقر مدير الدائرة المرورية بهيئة الطرق والجسور الهادي حسين بوجود خلل فني بطريق بارا ـ أمدرمان ـ جبرة الشيخ، مؤكداً أن الكباري الأربعة التي تم إنشاؤها ةالمزلقانات الثمانية وعدد من العبارات ستسهم في تصريف مياه السيول والأمطار وتسهل حركة السير، وأضاف: هناك بعض التعديلات سوف تتم قبل الخريف من ناحية السلامة المرورية للمركبات، مناشداً مستخدمي الطريق الالتزام بالإرشادات المرورية خاصة في منطقة المزلقانات التي توضح كيفية عبور المياه في الخريف.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى