الدمازين في الخريف.. مكب  النفايات والقاذورات والمرض!

تقرير: فريد الأمين

لوحة المرض

الخريف في مدينة الدمازين كارثة بيئية كبرى، سيما الأسواق، حيث تتراكم النفايات وتتكدس وتغلق الطرقات الضيقة، وتتوالد جيوش البعوض والذباب وتفوح الروائح النتنة تزكم وترسم لوحة المرض والداء الكبير، علاوة على تكدس النفايات ورميها في ممرات السوق  داخل  المجاري، فضلاً عن

  عدم  تصريف مياه الأمطار

(الصيحة) دخلت سوق الدمازين وغاصت في الأوحال والتقت المواطنين والتجار والجهات المسؤولة، ونقلت بالصورة والقلم لوحة الأوساخ والمرض للدمازين في فصل الخريف الحالي

بيئة متردية!

المواطنة مريم عثمان النور، شكت من تكدس الأوساخ والقاذورات والنفايات في قلب السوق الكبير بالدمازين، وقالت (للصيحة) إن الأوساخ تنتشر في كل أنحاء السوق، وأنت حينما تدخل السوق تتسخ ملابسك أولاً والبضائع والسلع الغذائية والخضروات مفروشة ومبذولة وسط الأوساخ وجيوش الذباب تسرح وتمرح, وبالطبع فإن تلك البيئة المتردية تنقل وتسبب الأمراض، وقالت مريم  بحزن واستياء شديدين  وهي تسد أنفها بمنديل كبير، إن الروائح النتنة تعبق في الأنحاء وتكتم الأنفاس فتحس بالرغبة في التقيؤ واستفراغ معدتك في قلب السوق!

 ردميات ومطبات!

المواطن عادل حسن جبال قال، إن الباعة المتجولين هم الذين تسببوا في تضييق شوارع وممرات السوق لأنهم يقومون بعمل ردميات من طوب البلوك كبيرة الحجم ويفرشون ويعرضون فوقها بضائعهم، غير مراعين للمساحات الضيقة وازدحام السوق، الأمر الذي جعل الناس                                              تتدافع وتسقط في الممرات الضيقة, وقالت إن الردميات أعاقت حركة السير داخل السوق!

مكب نفايات!

عمر خالد معلم أساس وصف السوق بأنه مكب نفايات وقاذورات وأوساخ كبير، مبيناً أن الباعة يلقون بالأوساخ في قلب مياه الأمطار، مما يولد البعوض والذباب بكميات كبيرة ويخلق بيئة للمرض والداء, وقال: نحن نناشد  الجهات الصحية  بالولاية بالتدخل فوراً والعمل على نظافة السوق حتى لا تفتك بنا الأمراض والأوبئة طبقاً لحديثها!

قلة الإمكانيات!

المواطن نزار عوض أرجع  أسباب تدهور البيئة داخل سوق الدمازين وأسواق الأحياء الأخرى إلى  ما أسماه بسوء الإدارة من قبل المحلية والرقابة من قبل موظف المحلية، فضلاً عن قلة  إمكانيات المحلية والمال والآليات وعربات  نقل النفايات.

سلوك التجار!

التاجر محمد أحمد تاجر،  أكد أن سلوك التجار غير الحضاري، حيث يلقي بعض التجار النفايات في قلب المصارف وسط السوق مما يتسبب في الأزمة     موضحاً أن عدد التجار  المتجولين والفريشة في  أكبر بكثير من  عدد الدكاكين الثابتة، وهذا إهدار لمورد هام كان يمكن  أن يساهم بشكل كبير في زيادة الإيرادات لو تم تنظيمه بصورة أفضل. داعياً على ضرورة  إنشاء موقع ثابت لجميع الباعة المتجولين والفريشة وتنظيمهم مما يساعد في تقليل النفايات ويسهم في تنظيم السوق وفتح الشوارع  لتسهيل عملية مرور العربات والمواطنين..

مسؤولية الحكومة!    

التاجر عمر أبكر قال إن الأخطاء التي حدثت في الإنشاءات بالسوق تتحمل مسؤوليتها وزارة البنية التحتية،  ففي كثير من المواقع لا توجد طرق لدخول عربات  البضائع وعربات الأطفاء إضافة إلى أن الكباري التي تشق الأسواق  غير مطابقة للمواصفات  علاوة على أن المجاري والمصارف مغلقة، بل  إن كل أحياء الدمازين لا تدخلها عربات النفايات ويتم التخلص منها بحرق أو وضعها على الطرقات الرئيسية والفرعية أو على جنبات المصارف مما يؤدي لتوالد البعوض والذباب والبكتريا

الدرداقات والأكشاك!

التاجر آدم على؛ قال إن أصحاب (الدرداقات) والأكشاك الصغيرة، يتعدون على مساحات الدكاكين ويقومون بعرض بضاعتهم في البرندات الكبيرة مما تسبب في تضييق وازدحام السوق، وناشد الجهات المسؤولة بتخصيص مواقع معروفة لأصحاب الدرداقات خارج الدكاكين حلاً للمشكلة!

كارثة وحريق!

التاجر علي الصادق قال إن هنالك بعض دكاكين عشوائية  تم تشييدها بمعايير غير مطابقة للمواصفات  ومخالفات للمعايير الهندسية وشروط السلامة، وأضاف لولا رحمة الله واندلع حريق في السوق فسيتحول إلى رماد.

وأضاف لولا قدر الله إذا  حدث حريق فإنه لا يوجد طريق لدخول عربات الإطفاء مما يعني الكارثة والحريق ـ حسب تعبيره! تعطل عربات النفايات!

باب الله حسن  ضابط صحة محلية الدمازين قال إن  تنظيم السوق مسؤولية مشتركة بين الوحدة الإدارية بالمحلية وإدارة الخدمات الصحية.. وأضاف باب الله  نحن كإدرة خدمات صحية دورنا يتمثل في محاربة الباعة المتجولين والفريشة  ومراجعة الكروت الصحية للعمال والرخص الصحية. مؤكداً وجود مشاكل في عربات نقل النفايات البالغ عددها سبع عربات، أربع منها معطلة منذ فترة  طويلة وتقبع بالمنطقة الصناعية في انتظار الصيانة, تعمل ثلاث عربات نفايات فقط  تقوم بنقل النفايات، علاوة على أن انعدام  الوقود عطل العمل فتكدست الأوساخ والنفايات في قلب السوق واختلطت بمياه الأمطار ورسمت لوحة التردي الصحي الخير طبقاً لوصفه!

وكشف باب الله أن  حجم النفايات بالسوق يبلغ 67 طناً، وينقل منه أقل 40 طناً، ويترك الحجم الأكبر بسبب تعطل وتوقف رسوم النفايات!

وأوضح باب الله أن المحلية قامت بإيقاف رسوم النفايات منذ أكثر من عامين. ولم تفرض أي  رسوم  للباعة المتجوليين أو الفريشة إلا في فترة الأعياد وعبر التحصيل الإلكتروني.. مؤكداً على أن مكاتبهم مفتوحة  لاستقبال شكاوى المواطنين تجاه  أي موظف  تجاوز عمله.. وطالب  أصحاب الدكاكين أوضح  بفتح بلاغات في  الباعة و(الفريشة) الذين يفرشون أمام متجره حسماً للفوضى ـ طبقاً لحديثه!

خطأ هندسي!   

كوثر محمد نصر الدين  كبير مهندسي المحلية قالت إن مهمة الإدارة الهندسية  هي تخطيط الأسواق واستخراج تصاريح البناء وحفر المجاري الفرعية داخل السوق والأحياء وتشييد  ردميات الطرق الداخلية، وفتح المصارف المقفلة بواسطة المواطن وتنظيف المجاري بواسطة العمال.

وأضافت كوثر: تواجهنا في السوق مشاكل كثيرة  فنجد أن التخطيط والتنظيم للسوق إبان العهد المباد في كان به خلل كبير، كما أن التجار لم يلتزموا بالمعايير الهندسية  والموصفات  الإنشائية وأخذ تصاريحهم من الوحدة الهندسية، فنتجت الفوضى والعشوائية فتمدد السوق جراء هذا الخطأ الهندسي الكبير..

وطالبت كوثر حكومة الولاية بإعادة النظر في تخطيط الأسواق والكباري الهابطة بصورة علمية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى