استمرار انخفاض الجنيه في ظل السياسات الاقتصادية للدولة

 

الخرطوم: الصيحة

اتخاذ الحكومة لقرار توحيد سعر الصرف وجد قبولًا واسعاً ورضا كبيراً من شرائح المجتمع المختلفة وكان من المأمول أن يعمل على استقرار سعر الصرف مع بقية الإجراءات الاقتصادية الأخرى لإصلاح التشوهات الهيكلية في اقتصاد البلاد؛ إلا أنه كانت الحاجة لإجراءات مصاحبة تعمل بالتوازي معها وتحتاج في ذات الوقت لحزم وحسم ومتابعة جادة لم تتوفر لهذه الحكومة التي عانت هشاشة وضعفاً في الأداء ظل ملازماً لمجمل مسيرتها الإدارية! عدم تحلي الحكومة الانتقالية بالحزم والجدية والمتابعة المطلوبة قاد الى عدم إثمار ما قررته من سياسات مالية بحيث استمر الجنيه السوداني في الانخفاض واستمر تجار الموازي في لعبة القط والفأر التي أجادوها في التعامل مع قرارات الحكومة في ظل ضعفها البائن وعدم متابعتها للإجراءات المصاحبة لأي قرار حتى يحقق جدواه في بناء الاقتصاد على أرض الواقع! وكانت البنوك وإصلاحها أحد أهم هذه الإجراءات المصاحبة في توحيد سعر الصرف إلا أنها لم تكن بقدر المرحلة الدقيقة التي يحتاجها القرار من أداء ففشل معظمها في استيعاب تدافع المواطنين مما خلف احباطًا نتيجة لعقم إجراءاتها وبيروقراطيتها وعدم استعدادها وقاد ذلك الى تغاضب وتلاسن وسخط مع المواطن الذي انصرف الى تجار الموازي الذين اكتسبوا خبرة أكبر من هذه البنوك في راحة الزبائن! حتى تجاوز اليوم سعر السوق السوداء 472 جنيهاً للدولار!؟ وذلك نتاج تفريط الحكومة وعدم حسمها مما أعطى الموازي ميزات تفاضلية وهامش سعر جاذب للزبون!؟

ماذا يعني هذا بالنسبة لعامة السودانيين؟ ارتفاع الأسعار هو بالضرورة انخفاض الدخل الحقيقي للسكان مما يعني أن هنالك المزيد من الناس ممن يجدون أنفسهم ملقين على قارعة الطريق تحت خط الفقر؟!

في الوقت نفسه، الذي يدفع فيه الشركاء الغربيون بالدولار للحكومة السودانية!؟

ويتم عشية ذلك، الكشف عن مخطط فساد لتوريد القمح إلى السودان تحت ستار المساعدة من الولايات المتحدة الأمريكية! وذلك ما يجعلنا نتذكر سبب ارتفاع أسعار الخبز في البلاد؟  وبالمناسبة سوف يأتي زمن يصبح فيه ليس من السهل شرائه! وهو اليوم ليس في متناول شريحة كبيرة من المجتمع! وها هي شعبة اتحاد المخابز تهدد برفع أسعار الخبز أو التوقف عن العمل! وسوف لن تقرر الحكومة في ذلك كالعادة تسربل بالصمت وتجفيف السوق من الخبز لفترة من الزمان يعاني فيها الشعب الأمرَّين ثم يظهر الخبز بسعر مرتفع آخر؟! هكذا درجت الحكومة في استخدام هذا السيناريو لزيادة أسعار الخدمات! وإلا لماذا ارتفعت أسعار الوقود لدينا يا ترى بعد تعطيش السوق وزيادة صفوف العربات؟!

الآن كما يرى الخبراء والمراقبون أن السودان يتحول بسرعة كما لم يحدث له من قبل من دولة غنية بالموارد إلى دولة فقيرة وغير متعلمة يسودها الجهل والمرض! وهذا بالضبط ما يفعله “الأصدقاء” الغربيون مع شركائهم بوجود ومشاهدة البعثة الأممية التي تراقب عن كثب!؟ بعد كل شيء، عندما تسود الفتنة والفوضى يكون من الأسهل سحب جميع الموارد خارج البلاد!؟ بعد الطلب بقوات عسكرية أممية للحماية! هل يا ترى سوف يكون ذلك هو السيناريو المعد للبلاد؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى