واحد من النماذج الشعرية الباذخة أنس العاقب: ليل الشجن واحدة من وجدانيات الشعب السوداني!!

والدكتور الموسيقار أنس العاقب استدعى تلك الأيام قائلاً (من المؤكد أن الشاعر عزيز التوم واحد من النماذج الشعرية الباذخة ذات القيمة العالية، التقيته حينما كان مديراً لمكتب وزير الثقافة والإعلام المرحوم عمر الحاج موسي، نشأت بيننا علاقة حميمة وحبيبة، فهو كان يحب طريقتي في الغناء والتلحين ويرى بأنني متجاوز في أفكاري الغنائية والموسيقية، والرجل للتاريخ ساهم في تأسيس قسم الموسيقى بالمعهد، حينما كان محصوراً على دراسة الدراما فقط، وهو كان يرى بأنني أيضاً أصلح بأن أكون ممثلاً، وقد حدث ذلك بالفعل حينما أديت دور المادح في مسرحية الخضر، ولكن التعاون الإبداعي الأول لم يكن في أغنية ليل الشجن، بل كان عبر نشيد لثورة مايو اسمه (قسم الوطن) قمت بتلحينه وتغنى به كورال معهد الموسيقى والدراما وكان ذلك في العام 1974 في مسابقة أقامتها وزارة الثقافة احتفاء بالعيد الخامس لثورة مايو.

(8)

ويضيف الدكتور أنس العاقب (بعد تلحيني لنشيد (قسم الوطن) تعمقت العلاقة بيننا وذلك ما جعله يأتيني ذات يوم وهو يحمل مطلعاً لقصيدة قال بأنها بداية لعمل ملحمي كبير يعبر عن الثورة وفيه بعض الأمنيات وكان ذلك المطلع هو قصيدة (ليل الشجن)، ولكني خالفته الرأي حيث كنت أرى هذا المطلع هو قصيدة مكتملة الأركان لما يحتشد به من حس صوفي وحشد هائل من العاطفة الدفاقة، لذلك قمت بتلحيته بروح صوفية، وبعد تلحين الأغنية كنت أرددها في الجلسات الخاصة وفي كل مرة أقوم بتعديل لحنها..

(9)

كان ذلك في العام 1976 حينما لحنت قصيدة ليل الشجن ووقتها توطدت علاقتي بهن وتغنين لي ببعض الأغاني مثل (عمر الهنا) و(أسالمك في عيون الناس) والكثير من الأغاني التي لم تخرج للناس ولكن ليل الشجن وجدت حظها من التداول والانتشار بعكس باقي الأغاني.

(10)

وهكذا أصبحت أغنية ليل الشجن واحدة من وجدانيات الشعب السوداني، كما ظلت هي يتيمة الشاعر عزيز التوم منصور والذي بعد انقضاء الفترة المايوية سافر لدولة الإمارات وظل يعمل هناك حتى غيبته المنية عام 1992م.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى