د. عبد الله شمو يكتب :عركينا (4)

في مطلع تسعينيات القرن المضى هاجر أساتذة أجلاء للعمل بدولة ليبيا مما كان له الأثر بتركهم فراغات عظيمة بالفرق التي شاركوا فيها مغنيها الأدوار الآلية، وكان أبرزهم الأساتذة الدكاترة مكي سيد أحمد رحمه الله وعباس السباعي وصلاح الدين محمد حسن الذي يستشفي حالياً بالقاهرة بجانب الأستاذ آنذاك بابكر سليمان وسعد الدين الطيب الذي كان يؤدي على الأورغ بفرقة الأستاذ محمد الأمين. أدت هذه الهجرة القسرية طلباً لتحسين الأوضاع المعيشية إلى فرض نوع من تبدل المواقع ليسند الأداء على آلة الأورغ للبارع الفذ – ماهر تاج السر بديلاً عن أدائه بالأكورديون وأؤدي أنا على الأكورديون ولفترة لم تطل ولم تتجاوز ثلاث حفلات كانت إحداها بمدينة ود مدني يوم أن تغنى محمد الأمين بأغنية لأب الحداثة – خليل فرح بدري (مالو أعياه النضال بدني روحي مشتهية ود مدني) على مسرح الجزيرة ولأول مرة، وفيها سال دمعه وأجهش بالبكاء شوقاً وحنيناً لداره وأهله الذين فارقهم لزمان طال بعد عودته من مهجره الاختياري. وأصبح ارتباطي بفرقة محمد الأمين ضربا من المستحيل لتعارضه مع حفلات وعروض الأستاذ أبو عركي التي تستوجب الأداء وفق المدونة الموسيقية. ولحل هذا التضارب كان أن تشاورنا أنا وماهر ومحمد يعقوب الجالي الذي يؤدي مع محمد الأمين إلى يومنا هذا متعه الله بالصحة والعافية، وتم اختيار الأخ الصادق حسين ليشارك بالأكورديون ضمن فرقة الباشكاتب – أي محمد الأمين وهذا اللقب شائع عند أهل الفن والذي تبرره هيبة ووقار وحكمة الأستاذ محمد الأمين.

تمتع الصادق حسين بحظوة كبيرة في تواجده ضمن فرقة الباشكاتب نظراً لأنه يحفظ كل الأعمال عن ظهر قلب وهو الذي سبقني في التعاون مع الأخ (سيف نورين) الذي لقب بالباشكاتب الصغير- لأدائه كل أغنيات محمد الأمين ببراعة وحرفية تجعل السامع لا يفرق بين الأصل والمقلد.

تطور أداء فرقة الأستاذ عركي ووصل لمراحل احترافية متقدمة بما حوته الألحان وبنائيات الأعمال الموسيقية بتراكيبها الميلودية واستخدامات التلوين السلمي والانتقالات العرضية وحتى شكل الفاصلة – واللازمة الموسيقية، مما يستدعي قدرات ومهارات فيرتيوزية عالية ومعارف تتصل بالسلالم السودانية والعالمية مما يفرض الوصف الدقيق لعالمية الأستاذ عركي بالذي يتمتع به من معارف وتكنيك ومهارات أساليب الغناء والعزف على مجموعة الآلات التي أجادها كالعود والكمان والبيانو والأرغن

تطور أداء فرقة الأستاذ عركي ووصل لمراحل احترافية متقدمة بما حوته الألحان وبنائيات الأعمال الموسيقية بتراكيبها الميلودية واستخدامات التلوين السلمي والانتقالات العرضية وحتى شكل الفاصلة – واللازمة الموسيقية، مما يستدعي قدرات ومهارات فيرتيوزية عالية ومعارف تتصل بالسلالم السودانية والعالمية مما يفرض الوصف الدقيق لعالمية الأستاذ عركي بالذي يتمتع به من معارف وتكنيك ومهارات أساليب الغناء والعزف على مجموعة الآلات التي أجادها كالعود والكمان والبيانو والأرغن، فضلا عن مهاراته في التدوين الموسيقي فيما يعرف بالأسكور الكبير (كراسة التأليف الموسيقي)، وتطلب ذلك التمرحل العالي دخول عناصر بشرية بتخصصات إضافية…

نواصل بإذن الله..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى