محمد البحاري يكتب : تباين الأذواق واختلاف المزاج!!

من هو فنانك المفضل، عبارة كثيرة التكرار والبعض يستنكر على البعض ذوقه الفني وتجده مستهجنا من شخص يستمع لفنان بعينه وهو في قرارة نفسه أن الفنان الذي يستمع  إليه هو الفنان المفضل للجميع وهذا مفهوم خاطئ فلولا اختلاف الأذواق لبارت السلع إن جاز التعبير في هذا الموقف..

احترام الذوق السماعي مهم جدا فما تراه أنت ممتعاً يراه غيرك مجرد ضوضاء والعكس صحيح أذكر فى أحد اللقاءات الصحفية مع الراحل البروفيسور (عبد الله الطيب) عندما سئل عن الغناء الإفريقى قال لا أفهم الكلام ولكن تعجبنى الإيقاعات فهذه قاعدة سماعية يمكن أن تكون مفهومة لطريقة استماعك للغناء يمكن أن يعجبك في الفنان طريقة أدائه لكن لا تعجبك تفاصيل أخرى والعكس..

لكل لونية فنية غنائية مستمعوها وروادها وقناعاتهم بذلك..

استمعت في فترة باكرة جدا للفنان (نجم الدين الفاضل) والفنان (النور الجيلانى) كنت أرى فيهما قمة التطريب رغم اللونية الأدائية المختلفة..

(نجم الدين الفاضل) أخذت منه الغربة الكثير رغم أنه له خاصيته  وجعلت بينه وبين مستمعيه فاصلا كبيرا جدًا لم يستطع حتى  الآن الوصول لما كان عليه وأصبح إدارياً باتحاد الفنانين أكثر من أنه فنان، وهذه تحتاج منه لإعادة تنظيم فمازال فناناً يملك كل صفات الفنان الذي يستطيع أن يقتحم ويزاحم ويفارق محطة (يا ود باقير) بلونيات جديدة من الأغنيات والألحان..

أما الفنان (نور الجيلاني) شفاه الله فهو فنان معتق له خصوصيته ولونيته يحمل كثيرا من الصفات الإنسانية التي تعبر عن فنان وإنسان في نفس اللحظة قابلته في منزله في حضرة الفنان الشاب (الخطيب الشفيع) فذهلت من طريقته في التعامل وكرمه الفياض رغم ما يعانيه من مرض ويحتفي بضيوفه بابتسامة عريضة وحب عميق لا يبخل بأغنياته على الفنانين فهي متاحة دون قيد أو شرط فهذا يدل على معدنه الأصيل رغم المرض فهو أحوج ما يكون رغماً عن ذلك يشعرك أنه فى قمة البذخ والترف فهذه صفات لا تجدها إلا في أمثال الفنان (النور الجيلاني) خرجت منه بكمية من الرضا والطاقة الإيجابية تركت في نفسي نموذجاً للفنان الرقيق الشفيف..

(النور الجيلاني) فنان له ذخيرة مقدرة جداً من الأغنيات الراسخة في وجدان الشعب السوداني وستظل باقية في الوجدان لما تحمله تلك الأغنيات من صدق في الأداء ونقاء كانت رديفة للكلمة واللحن أسأل الله له الشفاء العاجل بقدر ما قدم..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى