خلافات الحكومة والحلو.. محاولات لتجسير الهوة!

 

تقرير-  عوضية سليمان

أربع نقاط خلافية عرقلت سير التفاوض بمنبر جوبا بين وفد الحكومة الانتقالية والحركة الشعبية شمال جناح عبد العزيز الحلو، الأمر الذي دفع رئيس الوساطة الجنوبية لرفع جلسات التفاوض بين الوفدين وبعد أن تمسك الطرفان بمواقفهما المطلبية، وبعد أن تم الاتفاق على عدة نقاط خلافية، إلا أن العلمانية كانت هي القشة التي قصمت ظهر البعير في منبر جوبا من خلال الرفض التام من قبل رئيس وفد الحكومة الفريق أول شمس الدين الكباشي بينما تمسك الحلو بموقفه تجاه أربع نقاط قلبت طاولة التفاوض رأساً على عقب، ودفعت برفع التفاوض إلى أجل غير مسمى بعد جولات تحاورية عالية وبعد أن صرح رئيس مجلس الوزراء ورئيس الوساطة الجنوبية بانتهاء التفاهم في التفاوض بين الطرفين.

إلا أن محللين سياسيين أكدوا لـ(الصيحة) أن التفاوض مع الحلو غير ساهل، لأن الحلو يطمع في الكثير وخاصة السلطة، وأن مطالب الحلو وراءها عدة أشياء: فصل جبال النوبة أو ضمها إلى جنوب السودان رغم أنه يعلم بأن الحكومة السودانية عبر وفدها المفاوض لن توافق على العلمانية.

أسباب رفع التفاوض

نقاط خلافية كبيرة عرقلت سير مجرى التفاوض بين الحركة الشعبية شمال قيادة عبد العزيز الحلو والحكومة السودانية، الأمر الذي دفع رئيس الوساطة الجنوبية الى رفع التفاوض بين الطرفين.. وكان قرار الوساطة رفع جلسات التفاوض المباشر بينهم وذلك لإجراء مزيد من التشاور بشأن القضايا الخلافية بين الطرفين، وقال توت قلواك مستشار رئيس جنوب السودان للشؤون الأمنية ورئيس الوساطة الجنوبية إن الوساطة سوف تقوم بإجراء اتصالات بين وفدي الحكومة الانتقالية والحركة الشعبية شمال لتقريب وجهات النظر وذلك لتهيئة الظروف لانطلاقة جولة التفاوض القادمة.

وكشف قلواك أن الطرفين توصلا لتفاهمات كبيرة بشأن القضايا الخلافية، مبينًا أنه لم يتبق سوى أربع نقاط من تسع عشرة نقطة كان يجري التفاوض حولها. وقال قلواك إن القضايا الخلافية بسيطة ومقدور عليها وسيتم حسمها في جلسة التفاوض القادمة وستشهد الجلسة التوقيع على اتفاق السلام الشامل.

عودة للتفاوض

رئيس وفد الحكومة الفريق أول شمس الدين الكباشي قال إن جلسات التفاوض مع الحركة الشعبية شمال سادها نوع من التفاهم والإيجابية وإرادة قوية وحقيقية بين الطرفين عقد فيها الطرفان عدة جلسات لمناقشة القضايا المتبقية والتي تباينت فيها الرؤى، وأضاف: بنفس الإرادة والرغبة في السلام، فإن وفد الحكومة سيعود للجولة القادمة متى ما تهيأت الظروف لاستكمال ما تبقى من قضايا عالقة مع الحركة الشعبية شمال، وقال كباشي إن المنظمات الإقليمية والدولية وبعثة يونيتامس برئاسة بيرس فولكر قامت بدور مهم باعتبار أن السلام هو أحد المحاور الاستراتيجية التي تعمل عليها البعثة في السودان بالإضافة إلى الدول التي كانت حاضرة على التفاوض من أجل تقريب وجهات النظر بين الوفدين. ومن جانبه قال السكرتير العام للحركة الشعبية شمال إن الإرادة والعزيمة التي توفرت لطرفي التفاوض نحو السلام مكنت الجانبين من الوصول إلى تفاهمات كبيرة بشأن القضايا الخلافية، وقال إن الطرفين توصلا إلى مسودة اتفاق إداري بنسبة 80%،  ولم يتبق سوى 20% من القضايا التي تحتاج لمزيد من التشاور خارج قاعة التفاوض. وقال إن الأزمة مرت عليها 65 سنة ومن الضروري أن تتطلب وقتاً لتنجح في حل ومعالجة جذور الأزمة التاريخية. وتعهد أن منبر جوبا سوف ينهي شبح الحروب الأهلية المتكررة في السودان، مؤكداً التزام الحركة الشعبية شمال بمنبر جوبا من أجل تحقيق السلام الشامل.

الحلو يطمع في أكثر

وقال الخبير السياسي الرشيد أبو شامة لـ(الصيحة)، إن التفاوض مع عبد العزيز الحلو ليس سهلًا ويعتبر مهمة صعبة للغاية لأن الحلو متمسك بعلمانية الدولة ومصر على ذلك وأن الحكومة لا يمكن أن توافق على طلب الحلو أمام الدين والدولة، وقال أبو شامة: هنالك جهات كثيرة جدًا في الخرطوم ترفض رفضًا باتًا طلب الحلو تجاه العلمانية، واعتبرت أن ما جاء به الحلو هو ممارسة ضغوط فقط على الدولة وتحديدًا مواقف علماء الدين والأحزاب السياسية بما فيها حزب الأمة القومي والحزب الاتحادي وسجادته الختمية، فكل هذه الأحزاب لم توافق الحلو على العلمانية وفصل الدين عن الدولة، وأضاف أن مطالب الحلو لم توافق هوى ورغبات الكثيرين  وتحديداً في ذات الوقت لم يكن على علم بأن المطالب دستورية يصعب تنفيذها.

وكشف أبو شامة أن عبد العزيز الحلو مصر على موقفه في العلمانية لأن  لديه اتجاها آخر  وهو فصل جبال النوبة، وهذا واضح من خلال مواقفه المتعنتة في هذا الأمر،  وأضاف أن رئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك وافق على طلب الحلو بالعلمانية، ولكن دون تفاصيل، وفي السياق لم يعلم أن الحلو في طلبه لديه تفاصيل وتوجهات أخرى وهي أن يفصل جبال النوبة أو يضمها إلى دولة جنوب السودان.

وقال: الجانب الآخر من القضية هو ترؤس عضو مجلس السيادة الفريق الكباشي سير التفاوض مع الحلو وكباشي ويعتبر من الذين لديهم موقف واضح تجاه مطلب العلمانية، وسبق أن هاجم رئيس مجلس الوزراء عقب اتفاقه مع الحلو في أديس وقال عطاء من لا يملك لمن لا يستحق فالحلو يطمع إلى الكثير.

وأضاف: لا يمكن بوجود الفريق الكباشي أن تحل هذه المسألة لأنه يرفض العلمانية تمامًا، لذلك الأمر أصبح معقدا للغاية ولم تجد الوساطة أمامها شيء غير رفع التفاوض بين الحكومة والحركة الشعبية شمال جناح عبد العزيز الحلو .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى