عبد الله علي مسار يكتب :الدعم السريع  والجيش

 

الجيش هو المؤسسة الوطنية الراسخة والتي أم كل قوة عسكرية، وهي التي حافظت وتحافظ على السودان قديماً وحديثاً واليوم وغداً.

الدعم السريع قوة خاصّة نظامية وأُنشأت لأغراضٍ قتاليةٍ مُعيّنةٍ، وهي قوة خفيفة وسريعة وباطشة تمتلك قُدرات قتالية عالية، وتملك مقدرة على الحركة والتّحرُّك السّريع في لحظات لا تحتاج لوقتٍ طويلٍ للتحرُّك لأيِّ معركة، وهي تضم شباباً فرساناً وجاهزين في كل حين، وهم ينتمون إلى حواضن أهلية متمرسة على القتال، البعض يُعتبر القتال عندهم فخرا وإعزازا ورجالة وفروسية.

الدعم السريع يتكوّن من كل السودان وجيد التسلُّح وكثير العدة والعتاد، وتحت إمرة قائد تقدسه قواته لدرجة تفوق الخيال.

هذه القوات أُنشأت وتبعت في أول مرة إلى الأمن الوطني ثم ذهبت إلى القائد العَام للقُوّات المُسلّحة وهي كما قلنا قوة خاصة لها أمثلة في العالم وضمن جُيوش العالم كالمارينز في أمريكا والحرس الثوري في إيران والحرس الجمهوري في العراق في وقت من الأوقات.

إذن هي قوات ليست شاذة ولا مليشيات مسلحة ولا قطّاع طرق ولا صعاليك بادية، ولكنها قوة مُنظمة ومُرتبة وموحدة تقوم في السودان على قانون مجاز من المجلس الوطني ومُوقّع عليه من رئيس الجمهورية وهي قوات تتبع للجيش، ولكن تحت إمرة القائد العام اي هي تعمل بإمرته وليست بإمرة ما دونه لأن قانونها يحدد وضعها وهي منظمة أصلاً تحت مظلة الجيش بتبعية واضحة وهي تحت إمرة القائد العام.

إذن الكلام عن دمج الدعم السريع في الجيش، كلام يعني الضرب خارج التختة لانها اصلاً تتبع للجيش، ولكن تحت القيادة المباشرة للقائد العام وليس رئيس الأركان المشتركة.

إذن الذين يتحدثون عن دمج الدعم السريع في القوات المسلحة لا يعنون الدمج ولكنهم يعنون التذويب في الجيش ولكن قانونها واضح في هذا الشأن، وأيضاً هم يسيسون الأمر وهم لا يتحدّثون عن قانونية هذه القوات، ولكنهم لا يرغبون في وجودها أصلاً لأنها قوة تمنعهم من القيام بأي انقلاب دونها، ولذلك لا يستطيعون تنفيذ أي عمل وهي موجودة وعندهم اعتقاد ان ذلك ممكن ان يتم من داخل القوات المسلحة ولكن بوجود قوات الدعم السريع لن يتم ذلك، ولذلك الهجوم على هذه القوات وعلى قائدها لانها تمنع هؤلاء المغامرين من تنفيذ رغباتهم فيما ينوون القيام به.

أعتقد أن قوات الدعم السريع والجيش لن يحدث بينهما قتال ابداً، لانهما تحت قيادات منضبطة ومسؤولة وهم رفقاء وسلاح وقاتلوا معاً في ميادين مختلفة وماتوا معاً وجرحوا معاً ولذلك بنادقهم ليست موجهة على بعضهم البعض، ولكن هنالك كثيرون يودون ان يتقاتلا فيما بينهما ليضعفا ويذهب بأسهما،  وهنالك أحزاب سياسية ودول ودوائر مخابراتية   وحاقدون وعنصريون يرغبون في حرب لا تبقي ولا تذر بين الجيش والدعم السريع، ولكن ما أعلمه شخصياً  انه لن تقع حرب بين الدعم السريع والجيش أبداً،  وهنالك كوابح كثيرة تمنع ذلك بعضها من القادة وبعضها من اخرين حارسين وحادبين على مصلحة السودان والوطن من ان تقع هذه الفتنة.

اما حديث حميدتي الأخير فهو تعبير سياسي عن واقع، كل ينظر اليه حسب مصلحته.

لان هنالك مستفيداً من الحديث، وهنالك متضرر وخاسر، وهنالك خائف من منفعة يفقدها، وآخر من منفعة سيحصل عليها والهجمة عليه لا تخرج من الموقفين مستفيد او خائف يمتع بمزايا  قديمة او حديثة   قد يفقدها.

ولذلك شيطنة قوات الدعم السريع وقائدها منذ قيام الثورة، وكذلك الجيش، لم يسلم من ذلك ولا الشرطة ولا الأمن الوطني وهي هجمة مرتبة تقوم بها داوئر سياسية معلومة ومعروف اهدافها وغاياتها والقائمون على امرها، ولكن لأن الدولة في مرحلة (جاقت) وكل البلد تعيش حالة (أم كواك)، لذلك ستظل الهجمة مستمرة، ولكن الشعب السوداني واع جداً، لكل هذه الهجمة على الجيش او على الدعم السريع او على الشرطة وحتى على الأمن الوطني الذي اوصلوه كتابة التقارير في دولة مستهدفة في كل الدينا، وحلوا قوات العمليات التي هي الذراع الذي ينفذ به الأمن عملياته، ولكن لان حاكمنا وحاضنتهم من قاصري النظر  ويتعاملون بردود فعل، أضاعوا مؤسسة الامن والآن يتلفتون يمنى ويسرى ويتحدثون عن الامن الداخلي  وهو امن (حزبي).

عموماً نسأل الله تعالى أن يحفظ الجيش والدعم السريع والشرطة والأمن الوطني والسودان من الكيد السياسي  المحلي والمخابراتي والدولي من أبناء السودان عميي البصر والبصيرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى